بيروت - "الحياة" - كشفت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني ان المستشار السياسي للقوات اللبنانية المنحلة توفيق الهندي اعترف في التحقيق الأمني الذي اجرته معه مديرية المخابرات بأنه اجرى اتصالاً هاتفياً خلال وجوده في باريس في نيسان ابريل الماضي بالمستشار الاعلامي لمنسق الانشطة الاسرائىلية في لبنان، اوديد زاراي، اضافة الى اعترافه بالاتصال بالمسؤولين الامنيين السابقين في "القوات"، جوزف جبيلي وغسان توما وهذا الاخير مطلوب قضائياً بمذكرات توقيف غيابية عدة وصدر في حقه حكمان بالاعدام في جريمتي اغتيال رئىس الحكومة السابق رشيد كرامي ورئىس حزب الوطنيين الاحرار داني شمعون. راجع ص4 وكان المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم اطلع امس من "الادارات الامنية المختصة" لا سيما مديرية المخابرات، على التحقيقات الامنية التي تجريها مع عدد من الموقفين وبينهم الهندي. وأحال بحسب معلومات "الحياة" الملف الى النيابة العامة العسكرية تمهيداً للادعاء على الهندي. واستناداً الى ما صدر عن مديرية التوجيه، فإن القاضي عضوم استمع الى ما اعترف به الهندي من خلال شريط مصور ارفق بملف التحقيق الأمني بثت محطات التلفزيون مقتطفات منه مساء امس، وفيه ان الهندي كان سافر الى روما برفقة السيدة ستريدا سمير جعجع في الثالث من نيسان الماضي، ثم انتقل بعدها الى باريس وكانت له اتصالات مع بعض مسؤولي "القوات اللبنانية" المنحلة ومنهم جبيلي وتوما. واعترف الهندي بحسب مديرية التوجيه انه اشترى خلال وجوده في باريس بطاقة اتصال هاتفية اعطى رقمها الى توما الذي ابلغه انه سيتلقى اتصالاً على هذا الرقم من المستشار الاعلامي للوبراني يدعى اوديد زاراي الذي سيطلعه على بعض المستجدات والتعليمات المتعلقة بالوضع اللبناني والسياسة الاسرائىلية حياله، الا ان المديرية اشارت وبحسب معلوماتها المتوافرة الى ان الهندي هو الذي بادر الى الاتصال. وقال الهندي في اعترافاته ان هذا الاتصال تزامن مع انطلاقة قرنة شهوان الاولى وقد ابلغه زاراي انه في ضوء التقويم المستجد للموقف بعد الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان، ينبغي القيام بتحركات ميدانية مناهضة للوجود السوري وان بمقدور الاسرائىليين ان يواكبوا هذه التحركات بحملة اعلامية وسياسية في الداخل والخارج بواسطة وسائل الاعلام التي يؤثرون فيها. وشرح الهندي ان الطلب الاسرائىلي يهدف الى الضغط على سورية لضمان التهدئة الامنية في الجنوب معترفاً بأمور اخرى يجري التوسع في التحقيق حولها. ولفت البيان الى ان القاضي عضوم كلف الادارات الامنية المختصة، في ضوء ما استمع اليه من اعترافات، الاستمرار والتوسع في التحقيق خصوصاً ان هذه الاتصالات لا يمكن ان تكون يتيمة وفردية، خصوصاً ان هناك معلومات اخرى تشير الى قيام آخرين باتصالات مماثلة سواء مباشرة او عبر سفارات محلية او في خلال وجودهم خارج البلاد، وان هؤلاء الاشخاص ينتمون الى توجيهات سياسية ومهنية مختلفة. ولفت البيان انه على رغم الطابع البريء لبعض القائمين بالتحركات على الارض من خلال التظاهر واطلاق الشعارات، فإن ذلك لا يمنع من الجزم وبصورة مؤكدة، واستناداً الى الاعترافات، بأن بعض الموجهين والداعمين والمحركين انما يتحركون بناء لمخططات اسرائىلية تهدف الى خلق مناخ البلبلة والفتنة وضرب الاستقرار والمس بالأمن والاقتصاد والتحريض ضد الخيارات الاستراتيجية التي اعتمدها لبنان. وان هؤلاء اياً كانت مواقعهم لن يكونوا في معزل عن الملاحقة القانونية فور استكمال المعلومات والتحقيقات في شأنهم. من جهة اخرى، سألت "الحياة" مصدراً قضائياً عن صحة ما تردد ليل أول امس من انه سيتم استدعاء ستريدا جعجع للاستماع الى افادتها في ضوء ما اعترف به الهندي فأجاب: "لم يتقرر شيء حتى الساعة، لكن كل شيء وارد وهو رهن بالمراحل التي قطعتها التحقيقات الأمنية".