يُتوقع ان يشارك وفد يمثّل الحكومة الجزائرية نهاية الشهر الجاري في مفاوضات جديدة يقودها موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية جيمس بيكر مع أطراف النزاع الصحراوي المغرب وجبهة "بوليساريو"، إضافة الى الجزائر وموريتانيا. قالت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الجزائرية ل"الحياة" أن الوفد الجزائري الى جولة جديدة من المفاوضات في شأن الصحراء الغربية سيقوده كل من السيد أحمد أويحيى وزير الدولة وزير العدل والسيد عبدالقادر مساحل الوزير المكلف الشؤون الإفريقية. ويرجح أن يسعى الوفد الجزائري الى "تسهيل الحوار" بين المغرب و"بوليساريو" خلال اللقاء الذي سيعقد في ولاية وايومنغ الأميركية، بناء على دعوة من جيمس بيكر موفد الامين العام للامم المتحدة الى الصحراء. وتتناول هذه المحادثات الحل السياسي المعروف ب "الإتفاق الإطار" الذي عرضه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وتعتقد أوساط سياسية ان تردي العلاقات بين الجزائر والمغرب، قبل أيام، بسبب المناوشات بين وفدي المغرب و"بوليساريو" في المهرجان الدولي للشباب والطلبة، ربما يؤثر على مجرى المفاوضات المقبلة وبالتالي يحد من فرص نجاحها. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة فتح المجال أمام حلول سياسية لقضية الصحراء الغربية شرط توافر ضمانات من شأنها تمكين الصحراويين من الحصول على ما يعتبرونه حقوقهم المشروعة. وتُصر "بوليساريو" على إجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء. وينص مشروع بيكر على إعطاء الصحراء حكماً ذاتياً مدته خمس سنوات يُجرى في نهايتها استفتاء لتقرير المصير. وترى أوساط جزائرية أن التردي المفاجئ للعلاقات بين الجزائر والرباط ولجوء الأخيرة إلى إستدعاء السفير الجزائري لديها للاحتجاج على "قضية مفتعلة" اشتباك بين اعضاء وفدي "بوليساريو" والمغرب الى مهرجان الشباب الدولي في العاصمة الجزائرية من شأنه أن يقوى نفوذ الجماعات الرافضة أي تسوية سياسية مع المغرب في شأن العلاقات الثنائية وملف الصحراء. وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "الشعب" الحكومية في مقال إفتتاحي، أمس، ان العلاقات بين البلدين تبقى تحت تأثير التردد المغربي إذ "ما أن تلوح مبادرة بإنفراج الوضع بينه المغرب وبين الجزائر إلا ويجد هذا البلد السبل والوسائل لإحباطها". ولاحظت أنه "منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى سدة الحكم وهو يبدي نية الجزائر في إعادة المياه إلى مجاريها" بين البلدين. وأجمعت غالبية الصحف الحكومية والمستقلة الصادرة أمس على تحليل وضع العلاقات بين البلدين وخلصت إلى ما اعتبرته "التقارب المستحيل" بين الجزائر والمغرب. على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة أن بوتفليقة أجرى، مساء السبت، حركة مناقلات جديدة في سلك السفراء والقناصل، هي الثانية منذ توليه الحكم في 1999. وشملت الحركة تغيير 12 سفيراً و15 قنصلاً. وعين في هذه الحركة الديبلوماسي السيد عبدالكريم غريب سفيراً فوق العادة في الرياض وكان شغل في السابق منصب السفير في مالي وكان شغل المنصب ذاته في المملكة العربية السعودية قبل ست سنوات. كما عين الدكتور سليمان الشيخ في منصب سفير في القاهرة خلفاً للسيد مصطفى الشريف. وعين مدير دائرة أوروبا في وزارة الخارجية السيد عبدالحليم عطاءالله في منصب سفير في بروكسيل. وعين الأمين العام السابق للوزارة السيد عمار عبة سفيراً في موسكو. وأسند لمستشارة الرئيس بوتفليقة السيدة الطوس الصروخي منصب سفيرة في فيينا. وتولى وزير السكن السابق السيد عبدالقادر بولنكراف وهو قيادي في جبهة التحرير منصب السفير في طرابلس. وحولت السفيرة لدى هولندا الآنسة فتيحة بوعمران إلى بريتوريا بعدما تعذر على السفير الحالي السيد نورالدين جودي الإقامة في هذا البلد. وأكد مصادر مطلعة أن وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم أشرف على قائمة التعيينات التي شملت في الغالب مسؤولين من الوزارة. وكان تدخل رئيس الجمهورية في هذه التعيينات محدوداً جداً.