يسعى العدّاء المغربي هشام الكروج الى لقبه العالمي الثالث على التوالي في ال1500م، وأن يتوّج الفوز بمفاجأة تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله، حين يخوض الدور النهائي ضمن بطولة العالم الثامنة لألعاب القوى التي تختتم اليوم في مدينة ادمونتون الكندية، خصوصاً ان الفوز يعني تتويجاً كبيراً لمسيرته في هذا الاختصاص وقبل انتقاله للتصدي الى سباقات ال5 آلاف متر، وعملياً وحسابياً تبدو مهمة الكروج سهلة فضلاً عن استعداداته الممتازة لضمان ما يتطلع اليه. وميدانياً، عوضت الاميركية ماريون جونز خيبتها في ال100م بفوز سهل نسبياً في ال200م وهو الاول لها على صعيد بطولة العالم، في حين نصب الكينيّون شركاً محكماً اوقع الجزائري علي سياف في "مطب" المركز الثاني لسباق ال5 آلاف متر. وفشل السعودي هادي صوعان في اعتلاء منصة التتويج في ال400م حواجز التي عاد لقبها الى فيليكس سانشيز من جمهورية الدومينيكان لكنه من مواليد نيويورك ويعيش في كاليفورنيا، علماً ان الاميركيين غابوا للمرة الأولى عن نهائيات هذا الاختصاص. وفي حين توزع ثماني ذهبيات في اليوم الأخير من المنافسات، منها اربع في سباقات التتابع، ارتفع رصيد الولاياتالمتحدة الى 13 ميدالية، بينها 5 ذهب، في مقابل 4 لروسيا المتقدمة في المجموع ب15 ميدالية. وبات الرصيد العربي ثلاث ميداليات بعد المركز الثاني الذي حققه الجزائري سياف. ادمونتون كندا - أ ف ب - يبدو من الصعب على اي عداء حرمان المغربي هشام الكروج من لقب ثالث في سباق ال1500م ضمن بطولة العالم لألعاب القوى. وسيحاول الكروج معادلة انجاز العداء الجزائري الفذ نورالدين مرسلي الذي احرز اللقب اعوام 1991 و1993 و1995، وإبقاء اللقب عربياً للمرة السادسة على التوالي. ولأنه يخوض آخر سباق له في هذه المسافة في بطولة كبيرة فإنه يريد ان يختمها بذهبية علّها تعوّض بعض الشيء خيبة أمله في دورة سيدني الأولمبية عندما خسر في شكل مفاجئ امام الكيني نوا نغيني، وربما ايضاً برقم قياسي ليصبح بالتالي اول عداء ينجح في كسر حاجز ال26،3 دقائق، علماً ان رقمه القياسي العالمي مقداره 00،26،3 دقائق سجله في 14 تموز يوليو عام 1998 في روما. ولن يكون نغيني هنا لتعكير الفرحة على الكروج، لأنه أُبعد من منتخب بلاده لعدم انضمامه الى التمارين مفضلاً خوض اللقاءات الأوروبية. ولن يشارك ايضاً الجزائري علي سعيدي سياف لأنه فضّل خوض غمار سباق ال5 آلاف متر ونال فضيته. وإذا نظرنا الى الارقام التي سجلها الكروج هذا العام وبالعودة الى سجله الذي يتضمن 45 فوزاً في 47 سباقاً، نجد ان الطريق ممهدة امامه لتحقيق لقبه الثالث على التوالي. وهو يقول في هذا الصدد: "كانت استعداداتي ممتازة لبطولة العالم وخير دليل الى ذلك تسجيلي افضل رقمين هذا العام في سباقي 1500م 38،28،3 دقائق والميل 96،44،3 دقائق". وتوقع ان يحقق المفاجأة في النهائي، وقال مباشرة بعد تأهله: "ترقبوا المفاجأة في النهائي على مستوى الرقم العالمي، لأن السباق سيكون سريعاً جداً". وتشهد مسابقة رمي الرمح منافسة مثيرة على احراز اللقب بين التشيخي يان زيليزني والفنلندي اكي بارفيانن حامل اللقب واليوناني كوستاس غاتسيوديس. وتوج بارفيانن بطلاً في اشبيلية قبل عامين في حين حلّ زيليزني ثالثاً بيد ان نتيجة الأخير اعتبرت رائعة لأنه خضع لعملية جراحية قبل اربعة اشهر فقط من البطولة. ويحمل زيليزني الرقم القياسي العالمي وسبق له ان توّج بطلاً اولمبياً ثلاث مرات وبطلاً للعالم مرتين. اما غاتسيوديس وصيف بارفيانن قبل سنتين فحقق رقماً ممتازاً هذا العام ومقداره 27،91م في لقاء مدريد في ايار مايو الماضي. ومن المرشحين ايضاً، الألماني بوريس هنري والبريطاني ستيف باكلي. وفي سباق الماراثون للسيدات تبرز اليابانية الصاعدة يوكو شيبيو التي سجلت اسرع وقت لعدّاءة تخوض اول ماراثون لها ومقداره 11،23،2 ساعة في اوساكا اليابان في كانون الثاني يناير الماضي. وستغيب مواطنتها ناوكو تاكاهاشي بطلة سيدني بداعي الاصابة. وتواجه شيبيو منافسة من الرومانية ليديا سيمون والكينية فلورانس بارسوسيو والاثيوبية فاطمة روبا والروسية زفتلانا زاخاروفا. وفي سباقات التتابع يبدو المنتخب الاميركي مرشحاً قوياً لإحراز الذهب حتى في غياب موريس غرين. ويشهد سباق 800م منافسة ثنائية بين الموازامبيقية ماريا موتولا والنمسوية ستيفاني غراف. وتفوقت موتولا على منافستها في سيدني ثم في بطولة العالم داخل قاعة في البرتغال في آذار مارس الماضي، لكن غراف ثأرت في الدوري الذهبي فتغلبت على موتولا في باريس وفي اوسلو، وهي تملك ايضاً افضل رقمين هذا العام ومقدارهما 20،58،1 و44،58،1دقيقة. المهم اللقب وفي اليوم الثامن من المسابقات، استعادت العداءة الاميركية ماريون جونز هيبتها باحرازها اول ذهبية لها في بطولة عالمية في سباق 200م، واكتفى الجزائري علي سعيدي سياف بالفضية في سباق 5 آلاف متر، في حين حقق السعودي هادي صوعان نتيجة مخيبة بحلوله رابعاً في سباق 400م حواجز. وسجلت جونز 39،22 ثانية متقدمة على ديبي فيرغوسون من باهاماس، في حين حلّت الاميركية الاخرى كيلي وايت ثالثة. وعوضت جونز بالتالي خسارتها المفاجئة في سباق 100م على يد الاوكرانية يانا بينتوسيفيتش الاثنين الماضي وخروجها من اشبيلية قبل عامين ايضاً عندما اصيبت في ظهرها في الدور نصف النهائي، واعتبرت هذا الفوز "امراً رائعاً وهذا اللقب يعني لي الكثير، خصوصاً بعد خسارتي في سباق 100م". وأوضحت "لم اكترث اطلاقاً الى الوقت، كنت اريد ان اجتاز خط النهاية في المركز الاول". وأضافت "كان يتوجب عليّ الفوز لأثبت أنني لا ازال بطلة". ولم تجد جونز اي صعوبة في حسم السباق في مصلحتها لأنها تصدرت منذ الانطلاق ووسعت الفارق في منتصفه قبل ان تضيّقه فيرغوسون في الامتار الاخيرة. الخطة المحكمة وخسر علي سعيدي سياف رهانه بالمشاركة في سباق 5 آلاف متر لأنه حلّ ثانياً، في حين كان الفوز من نصيب الكيني ريتشارد ليمو الذي سجل 77،00،13 دقيقة في مقابل 16،02،13 دقيقة لسياف، وجاء ثالثاً الاثيوبي ميليون وولده 47،03،13د. وتصدر سياف السباق في منتصفه بيد ان ليمو 20 عاماً انطلق كالسهم في الامتار ال200 الاخيرة ليخرج فائزاً. وهي الميدالية الثالثة لكينيا في المسافات الطويلة على مدى يومين بعد ذهبيتي مواطنيه روبن كوسغي 3 آلاف متر موانع وتشارلز كاماتي 10 آلاف متر. وسبق لسياف ان احرز الفضية ايضاً في سيدني، واختار المشاركة في سباق 5 آلاف متر، علماً انه لم يخسر اي سباق لل1500م هذا الموسم. وقوّم سياف المنافسة ووصفها بالصعبة "لأنني كنت الجزائري الوحيد في مقابل ثلاثة كينيين وضعوا خطة محكمة للتغلب عليّ ونجحوا فيها". وأضاف "جئت الى هنا لاحراز الذهبية لكنني لست حزيناً بالمركز الثاني، خصوصاً انني بذلت قصارى جهدي وتصدرت السباق لمسافة اكثر من كيلومترين، بيد انني لم أقوَ على الصمود في وجه ليمو في الامتار الاخيرة. المهم ان اعمل في المستقبل على تحاشي الاخطاء التي ارتكبتها وأواظب على التمارين على امل ان احقق الذهبية في بطولة العالم المقبلة في باريس عام 2003". وميدالية سياف هي الثالثة للعرب في البطولة بعد ذهبية المغربية نزهة بدوان 400م حواجز وفضية مواطنها علي الزين في سباق 3 آلاف متر موانع، في حين فشل السعودي هادي صوعان في رفع الرصيد العربي، بعدما حقق نتيجة مخيبة بحلوله رابعاً في سباق 400م حواجز مع انه كان مرشحاً على الاقل لاعتلاء المنصة، خصوصاً اثر انسحاب ابرز منافسيه الاميركي انجلو تايلور الذي استبعد في نصف النهائي لارتكابه مخالفة، والفرنسي ستيفان دياغانا حامل اللقب عام 1997 بداعي الاصابة، بيد انه لم يستغل الفرصة. وأعرب صوعان حامل فضية سيدني عن خيبة امله وبدا الحزن واضحاً على وجهه، وقال: "انا محبط ولا ادري ماذا اقول، لقد نزلت تحت حاجز ال48 ثانية ولم اصعد على منصة التتويج، انا آسف هذا كل ما لدي لأقوله، اريد الجلوس مع نفسي وتحليل ما حصل". في المقابل، منح العداء فيليكس سانشيز من جمهورية الدومينيكان بلاده اول ذهبية في تاريخها على الصعيدين الدولي والأولمبي، مسجلاً 49،47 ثانية في السباق، وحل ثانياً الايطالي فابريتسيو موري حامل اللقب 54،47ث وثالثا الياباني داسي تاماسوي 89،47ث. وسجل سانشيز 24 عاماً افضل رقم عالمي هذا العام محققاً في الوقت ذاته اول لقب كبير له. وشهد السباق للمرة الاولى في بطولة عالمية او ألعاب اولمبية غياب اي عداء اميركي في النهائي. وأحرزت الروسية تاتيانا ليبيديفا ذهبية الوثبة الثلاثية 25،15م، وحلّت ثانية الكاميرونية فرانسواز ايتون مبانغو 60،14م وثالثة البلغارية تيريزا مارينوفا بطلة سيدني 58،14م. وعوضت الفائزة بالتالي اخفاقها في الدورة الاولمبية حيث حلّت ثانية. منشطات على صعيد آخر، اعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى عن ثبوت تناول العداءتين الرومانية آنا ميريلا ترمور والبيلاروسية ناتاليا سولوغوب منشطات من مادة نوراندروستيرون، المشتقة من الناندرولون المحظورة خلال بطولة العالم. وأكد الاتحاد الدولي ايضاً ان الفحص المضاد الذي اجري للعيّنتين جاء ايجابياً ايضاً. وكانت ترمور حلّت عاشرة في تصفيات مسابقة رمي الرمح الأحد الماضي، في حين جاءت سولوغوب خامسة في الدور نصف النهائي من سباق 400م الاثنين. والحالاتان هما الاوليان في ادمونتون، علماً ان الكندية فينولين كلارك والبرازيلية فابيان دوس سانتوس اوقفتا خلال البطولة، لكنهما خضعتا الى فحوص قبل انطلاقها. وأوضح الاتحاد الدولي انه اجري حتى الآن في ادمونتون 250 فحصاً للكشف عن المنشطات.