حصلت الكاتبة البريطانية دوريس ليسينغ على جائزة أمير أستورياس الاسبانية وكان مرشحاً لها 35 كاتباً، من بينهم نجيب محفوظ والطاهر بن جلون وأمين معلوف. وكانت الترشيحات النهائية انحصرت في الكاتبة الاسبانية آنا ماريا ماتوتي والاسكتلندية جوانا رولينغ مؤلفة سلسلة كتب "هاري بوتر"، إلا أن دوريس ليسينغ تجاوزتهم جميعاً وفازت بالجائزة التي تعتبر من أهم الجوائز في اسبانيا. ولدت ليسينغ في 22 تشرين الأول اكتوبر 1919 في مقاطعة كيرمانشاش الفارسية ايران حالياً لأب كان يعمل ضابطاً في الجيش البريطاني. في 1924، انتقلت عائلتها الى روديسيا زيمبابوي حالياً وتلقت تعليمها في مدرسة للراهبات الكاثوليكيات. في 1939 تزوجت من موظف روديسي وطلقت منه بعد أربعة أعوام. أثمر زواجهما ابنين تركتهما لتنضم الى جماعة شيوعية يقودها جود فريد انطون نيلاكولاي ليسينغ الذي تزوجت منه في 1944 وانفصلت عنه في 1949، وأنجبت منه ابناً اصطحبته الى انكلترا في العام نفسه لتبدأ طريقها الأدبي. وصلت ليسينغ الى لندن ومعها مخطوط روايتها الأولى "غناء الأعشاب" التي كتبتها عن الحياة في افريقيا وتعلن فيها معارضتها للسياسة العنصرية. التزمت قضية المرأة. وفي 1952 أصدرت كتابها "مارثا كيست" الذي يعتبر أول سلسلة الكتب الخمسة التي أصدرتها عن هذا الموضوع بعنوان "أبناء العنف"، وفي هذا الوقت انضمت الى الحزب الشيوعي الذي خرجت منه في 1956 محبطة بسبب الجانب المظلم للستالينية. وفي 1962 أصدرت احدى أهم رواياتها "الكراس الأحمر" فحصلت على جائزة "ميديسيس" لأفضل رواية أجنبية. وتوالت أعمالها الروائية مثل "الحب من جديد" و"رجل وامرأتان" و"عادة الحب" و"قصص افريقية" و"الارهابية الطيبة" و"الابن الخامس" كما كتبت اعمالاً مسرحية عن القطط التي تعشقها كثيراً. ومنذ 1974 اصبحت عضواً في الأكاديمية الأميركية للآداب والفنون، والمعهد الوطني الاميركي للفنون والآداب. وخلال مسيرتها الأدبية حصلت على الكثير من الجوائز منها جائزة "سمسرت موم" 1963 وجائزة "شكسبير" 1981 كما حصلت على جائزة "قطلونيا" العالمية في 1999. وفور إعلان الجائزة قامت مراسلة "الموندو" الاسبانية في لندن ايريني ايدث بلاثكوث باجراء حوار مع دوريس ليسينغ، التي قدمت صراحة وجهة نظرها في شؤون الأدب والحياة. فهي تجد ان الحياة شديدة القسوة. وترى ان الأدب الجيد، لا يمكن تقسيمه الى أدب رجالي ونسائي. وعلى الأدب أن يكون ذاتياً وفي الوقت نفسه ألا يكون كذلك. "المرء يكتب على أساس خبراته الشخصية، لكن هذا لا يعني أن تصبح كتبه سيراً ذاتية، أنا أكره ما يسمى بالأدب النسائي "آه يا ربي، لقد تناولت فنجاناً من القهوة وأشعر انني في حال سيئة وفلان لم يتصل بي وأفكر في الانتحار" هذا ما يسمونه بالأدب النسائي". وتقول انها شديدة السعادة "لأنني لم أؤمن يوماً بما يسمى الأدب الملتزم. كنت أفكر دائماً ان هذا ينتج أدباً سيئاً". وعن بلير والعمالية الجديدة تقول: "انه شيء فظيع، لم يفعلوا أي شيء من الأشياء التي قالوا انهم سيفعلونها، التأمين الصحي بحال سيئة والتعليم كذلك". وعن رأيها في بوش قالت: - "شخص كريه... هذا يبدو في وجهه. لديه وجه انسان جبان. انه شخص فظيع". وبالنسبة الى ما تكتبه الآن قالت: "في ايلول سبتمبر سيصدر "ألذ الأحلام" وهو كتاب في السياسة. الحلم هو اليوتوبيا التي آمنا بها، كانت هناك أحلام، أحلام سيئة، فرانكو كانت لديه يوتوبيا وهتلر وستالين وموسوليني". وفي الختام حذرت: "المثاليون أشخاص شديدو الخطر. اليوتوبيا تجعل الناس وحوشاً يقتل أحدهم الآخر".