فيينا - "الحياة" - بعد نقاشات استمرت خمسة وعشرين عاماً، اضافت مدينة فيينا اخيراً معلماً ثقافياً جديداً إلى معالمها المشهورة مع افتتاح "حي المعارض" الذي سيصبح من اهم المعالم التي يحرص السياح على زيارتها. ويختلف المجمع الثقافي في فيينا، الذي يعد واحداً من ثمانية مجمعات ثقافية في العالم، عن غيره في انه عبارة عن حي او مدينة ثقافية كاملة. ولذلك جاءت تسميته بحي المتاحف. انها مدينة صغيرة تضم الكثير من المباني ذات النشاطات الثقافية المختلفة يصل عددها إلى عشرين من ضمنها عدد من المتاحف وقاعات للعروض الفنية المختلفة ومركز لفنون العمارة ومختبر لوسائط المعلوماتية ومسرح للاطفال وسواها. انتهى انشاء "حي المتاحف" خلال عامين، في وقت اقل من المتوقع، وساهم في انجازه عدد من الشركات المتخصصة في بناء المتاحف وتنظيمها. ووصفه احد المسؤولين بأنه اصبح نقطة مضيئة على الخارطة الثقافية العالمية، ويختلف عن المجموعات الثقافية المشابهة في العالم في انه يضم فنون القرنين العشرين والحادي والعشرين، اضافة إلى ان مبانيه تمثل انماط العمارة الماضية الطراز الباروكي والطراز الحديث. وضع البرنامج المعماري لمشروع حي المتاحف المهندسان المعماريان الاخوان لاوريدس ومانفريد أوتنر اللذان فازا في العام 1990 بمسابقة على مرحلتين كانت لجنة التحكيم فيها عالمية المستوى. وأدخل المعماريان أوتنر، من ضمن المنشآت الاخرى في المجمع، برجاً زجاجياً بارتفاع 70 متراً يقام في وسط المشروع ليكون علامة مشعة في سماء فيينا. لكن التنفيذ لم يتم حتى الآن على رغم تقليل ارتفاعه بسبب معارضة الكثيرين له لأنه لا يتجانس مع الطراز الباروكي للمباني القديمة المحيطة. غير ان عمدة مدينة فيينا وعد بإنشائه حتى تكون فكرة المجمع الثقافي اكتملت بجميع عناصرها. تبلغ مساحة الحي 60 الف متر مربع، وكلفة انشائه زهاء 140 مليون دولار، ويعتبر من أكبر المشاريع التي نفذت في النمسا بعد الحرب العالمية الثانية. تتوسط الموقع قاعة الفنون التي وضع المهندسان المعماريان تصميمها باسلوب حديث وبسيط باستخدام طابوق احمر قريب من الطراز التراثي النمسوي ومتجانس مع المباني المحيطة التي صممها فيشر فون ارلاخ. ومن المباني الاخرى التي تحتل موقعاً مهماً في الحي "متحف ليوبولد" الذي صمم بارتفاع 24 متراً، ككتلة بيضاء تقسِّم مساحاتها الشبابيك، وهو يضم مجموعة خاصة تحوي اعمال يوغون شيلر، اشهر الفنانين النمسويين، الى جانب تخطيطات فنية من بداية القرن الماضي. وبالقرب من "متحف ليوبولد" اقيمت بناية هي عبارة عن كتلة صماء متناظرة خالية تقريباً من الفتحات ستكون مقراً لمتحف الفنون الحديثة. ويعود بعض مباني الحي إلى القرن السابع عشر وكانت في الاساس اصطبلاً امبراطورياً من تصميم المهندس المعماري فيشر فون ارلاخ بحسب الطراز الباروكي، وهو نفسه المهندس الذي صمم المكتبة الوطنية النمسوية وكنيسة كارل المتأثرة بالعمارة الاسلامية في سامراء. ويضم الحي الكثير من المطاعم والمقاهي، وستتفاوت اسعار الدخول بين ثلاثة وعشرة دولارات. ويتوقع المشرفون على ادارته ان يصل عدد زواره خلال عام إلى 1,1 مليون شخص.