أعلنت ادارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات النفط الخام والغازولين في السوق الاميركية بنسبة 1.6 واثنين في المئة على التوالي الاسبوع الماضي، وخفضت في الوقت نفسه من توقعاتها في شأن نمو الطلب العالمي على النفط الخام السنة الجارية، لكنها شككت في تقديرات وكالة الطاقة الدولية في هذا الشأن، وقالت ان "امكانات نمو الطلب لا تبدو ضعيفة بالقدر الذي تقترحه بعض التقديرات". وذكرت ادارة المعلومات التابعة لوزارة الطاقة الاميركية في تقريرها الاسبوعي أول من امس ان مخزونات النفط التجارية تراجعت الى 308.6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الثالث من آب اغسطس، ما يعادل انخفاضاً قدره 6.5 مليون برميل أو اثنين في المئة، فيما تقلصت مخزونات الغازولين الى 207.8 مليون برميل، منخفضة بمقدار 3.5 مليون برميل، أي نحو 1.6 في المئة. وفي مقابل تراجع مخزونات النفط والغازولين سجلت مخزونات وقود الشاحنات والتدفئة زيادة طفيفة. لكن واردات النفط الخام تراجعت للأسبوع الثاني على التوالي حيث بلغ معدلها اليومي في الاسبوع الماضي 8.683 مليون برميل مقارنة بنحو 9.986 مليون برميل يومياً منتصف الشهر الماضي. وعلى رغم الانخفاض الأخير الا ان مخزونات النفط التجارية حافظت على مستوى يزيد عن المستوى المسجل في آب عام 2000 بمقدار 21.3 مليون برميل، ما يفسر انخفاض أسعار صفقات ايلول سبتمبر لخام القياس الاميركي في نيويورك بعد ساعات من صدور التقرير الاسبوعي لإدارة معلومات الطاقة بمقدار 40 سنتاً إذ أقفلت الاسعار على 27.64 دولار للبرميل. وخفضت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها الشهري أول من امس توقعاتها حول نمو الطلب العالمي على النفط الخام السنة الجارية إلى نحو مليون برميل يومياً، مقارنة بنحو 1.2 مليون برميل في تقريرها السابق، لكنها أكدت ان الامكانات المتاحة لنمو الطلب ليست بعيدة الاحتمال الى الحد الذي توقعته تقديرات وكالة الطاقة الدولية، مشيرة الى ان الطلب العالمي ارتفع بمقدار يراوح بين 1.2 و1.3 مليون برميل يومياً في النصف الأول من السنة، حسب تقديرات أولية. وتشكل أرقام ادارة المعلومات زهاء ضعف تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي خفضت توقعاتها بنسبة تناهز 75 في المئة في الأشهر القليلة الماضية. وتوقعت في أحدث تقاريرها الشهرية ألا يزيد نمو الطلب السنة الجارية عن 460 ألف برميل يومياً، مقارنة بتوقعات تناهز 1.9 مليون برميل في ايلول سبتمبر الماضي. وعزت السبب الى التباطؤ التدريجي في الاقتصاد العالمي لا سيما الاميركي. وقال روجر ديوان مدير شركة "بتروليوم فاينانس" الاميركية المتخصصة في أبحاث النفط والغاز: "اعتقد ان الوكالة الدولية قللت من امكانات نمو الاقتصاد الاميركي بسبب اعتمادها على معطيات يتم تعديلها باستمرار. ولا أعتقد ان العلاقة بين الناتج المحلي والنمو الاقتصادي من جهة والطلب على النفط من جهة اخرى ذات أهمية في كل الأوقات بما يبرر اعتمادها في تحليل السوق في المدى القصير". ودعم المحللون في ادارة المعلومات توقعاتهم بالسلوك التاريخي للسوق مشيرين الى ان الطلب العالمي نما بمقدار يراوح بين مليون ومليوني برميل يومياً في أعوام العقد الماضي، عدا استثناءات قليلة ليس من المحتمل حدوثها السنة الجارية مثل الأزمة المالية العالمية عام 1998 والزيادات السريعة في اسعار النفط في عامي 1991 و2000 وانهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات. وتوقعت ادارة معلومات الطاقة ارتفاع اسعار النفط العالمية بمقدار دولارين للبرميل في الفصل الرابع من السنة الجارية، وعزت السبب الى ان توقف الصادرات العراقية في حزيران يونيو الماضي وخفض انتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك بمقدار مليون برميل يومياً في بداية ايلول سبتمبر سيؤديان الى خفض مخزونات الدول الصناعية في الأشهر المقبلة.