بيروت - "الحياة" - جددت الولاياتالمتحدة التزامها العمل من أجل التوصل الى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط. وقال نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الذي وصل الى لبنان وسلّم رئيس الحكومة رفيق الحريري رسالة من الوزير كولن باول عبر فيها عن قلق واشنطن حيال مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، بما فيها احتمال حصول عنف في جنوبلبنان. وكشف ساترفيلد الذي التقى كلاً من رئيس الجمهورية اميل لحود والحريري ووزيري الخارجية محمود حمود والمال فؤاد السنيورة، ان رسالة باول "طلبت من جميع الأطراف القيام بما في وسعهم لممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب حصول أي تصعيد نتيجة عمليات. ونعتبر ان في مصلحة كل الدول بذل كل ما في وسعها لضمان اقصى درجات الهدوء والاستقرار". وسمع ساترفيلد من لحود دعوته الولاياتالمتحدة "إلى التحرك بفاعلية لمنع رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون من المضي في تنفيذ مخططه الرامي الى تصفية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر ويتهدد الأمن الاقليمي". وأكد لحود "ان اسرائيل تتحمل مسؤولية عرقلة كل المحاولات التي بذلت لاعادة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي كان آخرها قرارات قمة الدول الثماني في جنوى". واعتبر "ان تجاهل الادارة الاميركية المطالبات العربية والأوروبية بردع اسرائيل، من شأنه ان يزيد العنف الذي يعتمده شارون في تعاطيه مع الجانب الفلسطيني"، محذراً من "أن مثل هذا التجاهل سيجعل الموقف العربي أكثر تصلباً وقد يعرض العلاقات العربية - الاميركية للاهتزاز". وبعد شرح ساترفيلد وجهة النظر الأميركية من تطورات المنطقة، أكد في تصريح على الأثر انه تبادل ولحود وجهات النظر في شأن أهمية اتخاذ كل الخطوات الممكنة لإعادة الهدوء على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي كما في جنوبلبنان. وأوضح ساترفيلد في تصريحه الذي أدلى به قبل ساعات قليلة من انفجار القدسالمحتلة ان "ما نركز عليه الآن هو مسألة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهي دقيقة وتؤثر في المنطقة بأكملها لا في الطرفين فحسب". وحذر من مرور الوقت لأنه "لا يساعد بل هو مضر ويجب وضع حد للعنف في شكل نهائي والتقدم في تطبيق "توصيات ميتشل" في أسرع وقت ممكن، لأن ذلك في مصلحة الطرفين". وسئل ساترفيلد عن تعليقه عما يحصل في لبنان من توقيفات لناشطين معارضين، فكرر موقف الادارة الاميركية الذي صدر ليل الأربعاء - الخميس، قائلاً: "طالما نظرت الادارة الاميركية بايجابية الى الحريات التي يتمسك بها لبنان واللبنانيون تاريخياً، بالنسبة الى حرية التعبير للجميع في هذا البلد، انها قيمة اميركية أيضاً ويجب التمسك بها وممارستها دائماً". وأكد ان التزام بلاده مساعدة لبنان "قوي جداً". وقال: "نحن نتطلع الى اقرار الكونغرس مجموعة من المساعدات في السنة المالية المقبلة". وأعرب عن اعتقاده "ان المستقبل الاقتصادي في لبنان يمكن ويجب أن يكون جيداً جداً والخطوات التي اتخذتها الحكومة لخفض العجز وزيادة المداخيل هي الصحيحة، والعنصر الدقيق بالنسبة الى لبنان هو تنفيذها لإظهار جدية الحكومة للمجتمع الدولي".