} دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس قادة الجيش الى صون وحدة البلاد. وأكد حرصه على بقاء المغرب موحداً بكل فئاته، في إشارة الى تصاعد مطالب التيار الأمازيغي. دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الى التعبئة التامة لصون وحدة البلاد. وقال في كلمة وجهها أمس في تطوان أمام ضباط من خريجي المدارس العسكرية العليا: "اننا نعتبر إنفسنا، ملكاً وشعباً، مجندين في سبيل بقاء الأمة المغربية واستمرارها كما ورثناها في كنف العزة والاستقرار". وأكد الملك محمد السادس أهمية الروابط الوثيقة التي تربط المؤسسة الملكية بالجيش. وتحدث عن تقليد استقبال ضباط المدارس العسكرية المتخرجين حديثاً في مناسبة عيد الجلوس، قائلاً انه "أكثر من تقليد نحرص على اتباعه، كونه عقد ميثاق مقدس بين الضباط المتخرجين الجدد وبين قائدهم الأعلى ملك المغرب". ويتولى محمد السادس رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية وهو القائد الأعلى للجيش. وشدد الملك على حرصه على استمرار المغرب موحداً بكل فئاته، في إشارة الى المطالب المتنامية للتيار الأمازيغي منذ ثورة أمازيغ القبائل في الجزائر والدعوات "المتطرفة" لبعض فصائل بربر المغرب في خصوص تشكيل تنظيمات خاصة لها تكوينها ولهجتها ولغتها، والمطالبة بتغيير جذري في الدستور المغربي لجعل الأمازيغية لغة رسمية. لكن المخاوف الحالية نبعت خصوصاً بعد ارتفاع أصوات خلال تظاهرات نُظّمت في عيد العمال في أيار مايو الماضي نادت ب "طرد العرب من شمال افريقيا"، وهو ما اعتُبر "كفيلاً بتنامي مشاعر العداء بين العرب والأمازيغ" في المنطقة. وقال الملك محمد السادس مخاطباً الضباط: "تكوينكم العسكري وتدريبكم وتثقيفكم هو من أجل خدمة القيم والمبادئ العليا التي حول ثوابتها توحدت الأمة المغربية بكل مكوناتها". وأكد ان العرش المغربي يظل "المؤتمن على صون الوحدة ودوامها". وأطلق العاهل المغربي على الفوج الجديد من الضباط المتخرجين إسم دورة "محمد المختار السوسي"، في خطوة تعني التجانس بين المغاربة مهما كانت أصولهم. ومحمد المختار السوسي علاّمة أمازيغي مشهور بين بربر المغرب لمسيرته الوطنية ودفاعه عن وحدة البلد. وقال الملك ان اختياره ذلك العلامة الأمازيغي عنى به "تجسيداً لسيرته المأثورة في التحام مقومات الهوية المغربية بتعدديتها الثقافية الجامعة بين التجذّر في التراث الامازيغي العريق وبين الإيمان الراسخ بالإسلام ولغة القرآن". ودعا الى تغليب الروح الوطنية لتجاوز الحساسيات اللغوية والثقافية، مشيراً الى ان "إمارة المؤمنين" التي يتولاها في المغرب "سبيل صون وحدة البلد وجمعها". وأضاف ان "الوحدة الوطنية تسمو فوق كل اعتبار". وتعتبر هذه المرة الأولى التي تُثار فيها قضية الأمازيغية والتهديدات المحيطة بها في خطاب يوجهه الملك الى قادة الجيش. وقالت مصادر سياسية ان كلمته هذه تُعتبر امتداداً لقراره أول من أمس إنشاء معهد ملكي للثقافة الأمازيغية من شأنه ان "يجمع الشمل ويتفادى الفرقة بين أبناء الشعب الواحد". وأشارت الى ان التحديات المطروحة على المغرب وفي مقدمها الترتيبات المتواصلة لإنهاء نزاع الصحراء الغربية تحتّم عليه "الحرص على وحدة مكونات البلد في مواجهة أي اخطار محتملة". وقد يكون في توجيه الخطاب الى ضباط الجيش حرص على "ضمان وحدة الجيش" الذي تنتسب قيادات عديدة في داخله الى التيار الأمازيغي. ورقّى العاهل المغربي أمس عدداً من قادة الجيش الى رتبة جنرال وهم بنعاشر صورالله، آهروش بن علي، محمد بلحاج، محفوظ الكاملي. كما شملت الترقيات السادة محمد بلبشير وعبدالقادر العولة وعبدالقادر حدو ومحمد التريكي ومحمد مشبال والطيب عبدالغني.