صدق من توقع ان يفشل كل بريطاني في الفوز بأشهر البطولات الكبرى لكرة المضرب التي تستضيفها ملاعب ويمبلدون اللندنية، قبل نهاية القرن الماضي، وراهنوا على ان اللقب الأخير الذي احرزه فريد بيري في عام 1936 لن يتكرر على المدى المنظور. كانت هذه توقعات النقاد من كل انحاء العالم في العقد الماضي، وشبهوا مصير مستقبل كرة المضرب الانكليزية بما يحدث مع منتخب كرة القدم، فالاثنان قدما للعالم العراقة والتقليد في اللعبتين لكنهما فشلا في تقديم الابطال والموهوبين. وفي كل عام تمتلئ ملاعب قرية ويمبلدون بالمؤازرين على امل الاحتفال بتقليد عفى عليه الزمن وهو تتويج بريطانياً بطلاً لويمبلدون، فبات الرقم واحد في بريطانيا تيم هينمان "دلوع" الجماهير التي ترضى بظهوره في الادوار اللاحقة من البطولة بعد ان تكون رضيت بخروج مواطنه غريغ روسيدسكي المصنف ثانياً بريطانياً قبله، وهكذا استمر الحال في كل عام منذ 1993 سنة احتراف هينمان راضية بما توقعه ويتوقعه النقاد. الا ان هذه المرة اختلف الأمر وبات الجميع يتحدث عن "تتويج" و"فوز" و"احتفال" على غير العادة، وعلى اعتبار ان اموراً كثيرة استجدت. فالمصنف الاول في العالم وفي البطولة الاميركي بيت سامبراس سقط في الدور الرابع وهو الذي وقف حجر عثرة في وجه هينمان في نصف نهائي عامي 1998 و1999، وكان من المفترض ان يلتقيا في الدور السابق لولا تعثر الاول، فكان الخبر بمثابة جرعة منشطة للبريطاني الذي سحق الاميركي تود مارتن بشوطين سريعين بعد تأخره في اليوم السابق 1-2، ما اشار الى عزمه على استغلال غياب سامبراس، وأكده بفوز مقنع على البطل السويسري روجر فيدرر 3-1. وحقق هينمان فوزه في اليوم الثالث من تموز يوليو، وهو اليوم الذي خرج فيه من البطولة في الاعوام الاربعة الماضية، ما يعني انه يخوض تجربة جديدة لم يعتد عليها في السابق ما خلق انطباعاً بين محبيه على ان هذا العام هو عامه. وهينمان المصنف السادس في ويمبلدون وال11 في العالم يلعب من دون مدرب للمرة الاولى في مسيرته، وهذه المرة الثامنة التي يشارك فيها في بطولة ويمبلدون وأفضل نتيجة حققها كانت خروجه من نصف النهائي عامي 1998 و1999، وحقق في مسيرته 7 ألقاب في بطولات صغرى و3 ألقاب زوجي، وجمع جوائز بقيمة 2،6 ملايين دولار حتى الآن.