بيروت - "الحياة" لكد ترحل الممثلة المصرية الكبيرة سعاد حسني حتى تسابق الكتّاب والصحافيون على وضع كتب عنها. وجديد المكتبة العربية في هذا الصدد كتاب وصفته الصحافية اللبنانية ندى اسماعيل عنوانه "القصة الكاملة لسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني"، توزيع المركز العربي للأبحاث والتوثيق - بيروت. ومن فصول الكتاب: طفولة سعاد حسني ونشأتها، من "حسن ونعيمة" الى "الراعي والنساء"، جوائز تكريم للنجمة الحاضرة - الغائبة، أفلام سعاد حسني من صميم الواقع المصري، الحب والزواج في حياة سندريلا الشاشة العربية، رحلة الآلام والموت، سعاد حسني... في عيونهم، سعاد بأقلام النقاد، قالت السندريلا، أحزان هشَّمت قلب السندريلا. وتكتب المؤلفة عن سعاد حسني: "ان من يستعرض سيرة حياة سعاد حسني يجد ان محطات الأحزان والآلام فاقت كثيراً محطات الفرح والسعادة والشهرة... فرحلتها حول كل مفردات الحياة بحلوها ومرها من فقر وحرمان وتشتت وشقاء وألم وحزن واكتئاب وحب ضائع وسوداوية ودموع... الى نجاح وتوهج وزواج وشهرة وجوائز وأيضاً دموع. وكان من الطبيعي لإنسانة مرهفة الأحاسيس رقيقة المشاعر ان تحفر هذه الأحزان داخل روحها لتجد مكانها هناك وتستقر داخلها. كانت البداية حين كانت سعاد طفلة حين عانت آلاماً كانت تختفي لتعود مجدداً، الى جانب وضع الأسرة البائس وما رافقها من زواج والديها أكثر من مرة وانجاب الأخوة والأخوات 17 ما أدَّى الى حرمانها من متابعة التعليم وتفكك أو تشرذم الحياة الأسرية وأشعرها بعدم الاستقرار وحاجتها الى الحب والحنان، وهذا الإحساس رافقها العمر كله حتى وفاتها. وكان الموت بحد ذاته مرعباً بالنسبة لها، فهو أخذ منها أحب الناس اليها وتركها وحيدة تنتظر دورها للحاق بهم. وهكذا عاشت سعاد حسني حياتها محاطة بالأحزان والآلام من كل جانب... وعلى رغم ذلك تمكنت من تقديم الفرح والإشراق في أدوارها السينمائية وأثرتها بأعمال غاية في الإبداع والدقة، فأثبتت ان الإبداع يولد من الألم. ويأتي مشهد النهاية مأسوياً، لم يتوقعه أحد... هربت منها روحها العذبة وذهبت للقاء من أحبتهم ورحلوا قبلها".