عبّرت فرنسا عن قلقها وتخوّفها، وحذّرت من خطورة تصعيد العمليات في منطقة مزارع شبعا. ودعت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية فرانسوا ريفاسو، الى تجنّب الاستفزاز وضبط النفس. وكررت القول ان ما شهدته مزارع شبعا والرد الاسرائيلي عليه يظهران هشاشة الوضع في جنوبلبنان، علماً ان استقرار المنطقة هو شرط تطورها الاقتصادي وهو لمصلحة الجميع. وقال مصدر فرنسي مطلع ان فرنسا كانت اكدت للرئيس بشار الاسد، ضرورة ضبط النفس، لكنها مدركة في الوقت ذاته ان رد الفعل الاسرائيلي مبالغ، على رغم انها تعتبر ان الاستفزاز الاساسي صدر من "حزب الله". والمهم، بحسب المصدر، من وجهة نظر فرنسا ان تحترم الاطراف الخط الازرق. وكانت فرنسا نبّهت سورية، من ان حث "حزب الله" على الاستفزاز في هذه المنطقة لعبة خطيرة، كما حذرت اسرائيل من المبالغة في رد فعلها. واعتبر مصدر فرنسي مطلع ان من المؤكد ان سورية كانت على علم بما قام به "حزب الله" في شبعا، لذا فإن السلطات الفرنسية عادت وكررت ما قالته للأسد في باريس عن مخاطر التصعيد، كما ستقول ذلك لشارون الذي يزورها بعد أيام. وكانت الأوساط الفرنسية المسؤولة في ختام "زيارة الدولة" التي قام بها الرئيس السوري الى فرنسا، اعتبرت ان بشار الأسد محاور يتكلم بأسلوب مختلف عن اللغة "الخشبية" الشائعة تقليدياً لدى المسؤولين السوريين، وان انطباعها عنه هو أنه مسؤول "عصري الذهنية". والانطباع السائد لدى الأوساط الفرنسية المختلفة، على رغم ان فرنسا كانت مدركة لصعوبة ظرف الزيارة نتيجة تصريحات الاسد التي سبقتها حول اليهود، هو أن الزيارة ناجحة. فمحادثاته مع المسؤولين وخطاباته الرسمية وحواره مع النواب في لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الفرنسي، التي يترأسها النائب الاشتراكي فرانسوا لونكل، تركت انطباعاً جيداً. وبحسب الأوساط الفرنسية فإن نتائج الزيارة ينبغي ان تقوّم في ضوء الأهداف التي ارادتها فرنسا لها، وتمثلت بتمرير عدد من الرسائل الى رئيس جديد وشاب لبلد أساس لمسيرة السلام، في فترة تشهد منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً المسار الفلسطيني - الاسرائيلي قدراً كبيراً من التدهور. وترى الأوساط هذه انه من المهم ان تواصل فرنسا مع سورية حواراً كانت بدأته مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، في أثناء زيارة شيراك الى دمشق التي تبعتها زيارة للرئيس الراحل الى باريس، وان تؤكد عزمها على مواكبة رغبة الرئيس الحالي في تحديث بلده واصلاحه. وتكون هذه المواكبة عبر الدعم السياسي الفرنسي لسورية، وعبر التعاون الثنائي معها، ودعمها على صعيد الاتحاد الأوروبي. وكان من بين أهداف الزيارة الاطلاع على ما يدور في رأس الاسد. نُقلت الرسائل الفرنسية الى الزائر بطريقة حاسمة وودية، في صدد الوضع الاقليمي ولبنان وفي صدد الانفتاح، ونصحت فرنسا سورية بتحسين سياستها الاعلامية حيال الخارج. وعقد الرئيس السوري لقاء منفرداً مع كل من شيراك، دام ساعتين، وآخر مع رئيس الحكومة ليونيل جوسبان، طوال ساعة، في غياب أي من أعضاء الوفد السوري المرافق له. وكان الانطباع جيداً. فما من أحد في باريس كان يتوقع ان يعلن الأسد، خلال زيارته، دعمه لتقرير ميتشل مثلاً، أو انسحاباً كاملاً للقوات السورية من لبنان، ولم يكن متوقعاً أن يعلن انه يسمح للسلطات اللبنانية ان تنشر الجيش في جنوبلبنان، أو أن يعلن عن الإفراج عن بعض اللبنانيين المعتقلين في سورية. والأوساط الفرنسية مدركة ان النتائج الحقيقية للزيارة لا يمكن أن تظهر الا على المدى الطويل، وفي ضوء الحوار الذي أقامته فرنسا الرسمية معه. ولكن الأوساط نفسها اعتبرت ان هناك اشارات، وان خجولة، صدرت عن الرئيس الشاب، وثبتت الانطباع الايجابي الناجم عن شخصيته. ومن بين الاشارات الخجولة، في الاتجاه الصحيح، اعادة انتشار القوات السورية في لبنان، وهي سبقت الزيارة، وقد تبدو خطوة محدودة ان لم ترسخها عبر خطوات أخرى تصب في الاتجاه نفسه. وما صرح به الأسد الابن حول مسيرة السلام بقي متشدداً على صعيد المبادئ. ولكن في أثناء الحوار الذي عقده مع اعضاء اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، كان كلامه أكثر انفتاحاً. فأدلى بملاحظات على تقرير ميتشل، منها ان توصيات التقرير قد تكون مفيدة لوقف النار ومعاودة الحوار. وفي المناسبة قال انه أجاز للصحافي نزار نيوف مغادرة سورية. أي ان المستجدات متواضعة، ولكنها على رغم تواضعها فهي على الطريق الصحيح الذي ينبغي الاستمرار فيه. وفرنسا تنتظر لترى ما سيكون عليه الموقف السوري على الصعيد الاقليمي، وما إذا كان على تمسكه بالتشدد ام انه، على العكس قد يتجه الى مزيد من المرونة. وحول لبنان، تتساءل الأوساط الفرنسية الرسمية عما إذا كانت اعادة الانتشار التي تمت أخيراً، فاتحة عمليات أخرى أوسع نطاقاً في الأسابيع أو الأشهر الآتية. وماذا سيحدث في الجنوباللبناني؟ وهل ستأخذ سورية بالطلب الفرنسي ضبطَ النفس، والعدول عما من شأنه ان يؤدي الى التصعيد؟ وماذا عن حقوق الانسان؟ وفي هذه المسألة رأت الأوساط الفرنسية ان الاشارات كانت اكثر سلبية مما توقعته. فالرئيس السوري اكتفى بالقول إنه "ليس هناك سجناء لبنانيون في سورية". وهذا الموضوع يقلق الأوساط الفرنسية. فهي تعرف انه لا يزال هناك لبنانيون معتقلون في سورية. ونتيجة الزيارة ان الرئيس الفرنسي اعجب بشخصية بشار الأسد، فهو أعطى انطباعاً بأنه غير منغلق على التغيير، وأنه ذكي، ويستمع الى النصائح التي توجه اليه، ومقتنع بضرورة تطوير الأمور. لكن فرنسا تدرك في الوقت نفسه انه وارث تركة ثقيلة، عليه ان يتحمل مسؤوليتها، وان عليه الحفاظ على توازنات بلده، وإدارة المحيطين به. وكل هذه الأمور عقبات، يقول الجانب الفرنسي انه من الصعب على الأسد ان يتخلص منها بين يوم وآخر. ولعل ملاحظته امام النواب الفرنسيين عن تفهمه "للمشاعر التي أثارها كلامه خلال زيارة البابا" اعطت انطباعاً ايجابياً. والنواب لم يتوقعوا منه أكثر من ذلك. وبموقفه هذا أظهر الأسد انه ليس شخصية جامدة. وكذلك كان موقفه في بلدية باريس لافتاً، فهو بقي مبتسماً حين رفع عدد من اليهود شعارات ضده، ولم يبد أي انزعاج، مثله مثل زوجته اسماء التي كانت تنظر من حولها ضاحكة. فهي أقامت في لندن ومعتادة على التظاهرات. وهما لم يجعلا من التظاهرة قضية، والصحافة الفرنسية التي كانت شديدة اللهجة تجاه الضيف في بداية الزيارة، أبدت بعض الليونة في نهايتها. فدعته صحيفة "لوموند" في افتتاحيتها الداخلية الى القيام "بجهد اضافي آخر". وأقرت بذلك انه قام ببعض الجهد. أما دمشق فتسعى الى "توريث" روسياوفرنسا الأوروبية الدور السوفياتي الذي غابت "شمسه" عنها، ذلك لتخفيف منعكسات الانحياز الأميركي الى إسرائيل. وتنقسم هذه "الوراثة" الى بعدين: عسكري - سياسي، تقوم به روسيا من خلال تزويد سورية بقطع تبديل أو غيار للأسلحة السوفياتية، مع دور في عملية السلام الموضوعة في آخر الأولويات. وكان هذان الملفان في صلب ما بحثه كل من وزير الدفاع السوري العماد الأول مصطفى طلاس، ووزير الخارجية فاروق الشرع في زيارتهما الى موسكو، قبل اسابيع، تمهيداً للزيارة المرتقبة للرئيس بشار الأسد لإجراء أول لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. البعد الثاني هو سياسي - اقتصادي، تقوم به فرنسا والدول الأوروبية عبر دعم الإصلاحات الاقتصادية في سورية، على طريق التحول من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق، مع دور اجتماعي للقطاع العام. وكان الرئيس الراحل حافظ الأسد سعى، في السنوات الأخيرة، الى تحقيق هذه المعادلة، مع تراجع الآمال في تحقيق اتفاق سلام مع اسرائيل، فزار كلاً من موسكو في تموز يوليو 1999 وباريس، بعد محادثاته مع الرئيس جاك شيراك في تموز 1998، رداً على قمة الأسد - شيراك في دمشق في العام 1996 على خلفية تمكن البلدين من فرض ممثل فرنسي في مجموعة مراقبة تفاهم نيسان ابريل التي أنجزت بعد عملية "عناقيد الغضب" في العام 1996. وبسبب تعويل الرئيس الراحل على الدور الفرنسي، وإدراك الرئيس شيراك الدور المتوقع للدكتور بشار، جرى في تشرين الثاني نوفمبر 1999، أول لقاء بين شيراك ونجل الأسد لتكون أول إطلالة خارجية للأخير. وعلى هذه الخلفية جاءت محادثات الرئيس الأسد في باريس بين 25 و28 تموز يوليو المنصرم لتكون أول زيارة دولة يقوم بها الى دولة غير عربية، اتخذ منها منبراً لشرح مواقفه في مجالي عملية السلام والإصلاح الداخلي، وليقدم "صورة جديدة" عن سورية غير الصورة التقليدية المترسخة في ذهن الفرنسيين والأوروبيين ومتخلفة عما جرى في الثمانينات من عمليات خطف وحصار أوروبي على سورية. ولم تكن الأرضية ايجابية كثيراً عشية زيارة الأسد بسبب الحملات التي نظمتها جماعات يهودية على تصريحات سابقة قال فيها ان "المجتمع الإسرائيلي اكثر عنصرية من النازية، على حديثه، في استقباله البابا يوحنا بولس الثاني، في 5 ايار مايو عن "قتل المسيح والغدر بالنبي محمد"، بطريقة قدمها الإعلام الغربي على أنها إساءة الى اليهود. فلوحت بعض المجموعات برفع قضية ضد الرئيس السوري ورفع الحصانة عنه وتقديمه الى المحاكمة بتهمة "معاداة السامية". ودفعت هذه الأجواء مسؤولين سوريين رفيعي المستوى وأصدقاء للأسد الى إقناعه ب"إلغاء" الزيارة. ويقول مسؤولون سوريون ل"الحياة": "لكن الأسد صمم على خوض المعركة الإعلامية - السياسية واعتبر ذلك تحدياً لا بد من الانتصار فيه"، الأمر الذي ادى الى قيام السوريين للمرة الأولى بالعمل كخلية إعلامية في العلاقات العامة والديبلوماسية العلنية. وأرسل الأسد خبراً، الى باريس لتفهم مزاج الشارع الفرنسي من خلال لقاءات مع صحافيين وخبراء. وأدت اتصالات ديبلوماسية وإعلامية الى التمهيد للزيارة. فوجهت رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ترد على الاتهامات الإسرائيلية ب"معاداة السامية"، ثم أعطى الأسد مقابلتين للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، ولصحيفة "لوفيغارو"، تضمنتا نهجاً جديداً في الخطاب السياسي يناسب المزاج الغربي مع الحفاظ على جوهر الموقف السياسي، خصوصاً إذا ما قورنت هاتان المقابلتان بمقابلتي الأسد مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية و"ال بايس" الإسبانية في الأشهر الأخيرة. وتضمن الخطاب السياسي للأسد نقاطاً تحظى بإجماع من جانب الأوروبيين في إطارين، خارجي مثل التمسك بالسلام على اساس قرارات مرجعية مدريد وقرارات مجلس الأمن ومبدأ "الأرض مقابل السلام"، السلام "خيار استراتيجي" لسورية وهو "آت عاجلاً أم آجلاً"، وأن سورية مستعدة ل"الاعتراف" بإسرائيل وإقامة "علاقات عادية" معها إذا أعادت الحقوق العربية، جاء كلامه رداً على سؤال. كما انه أوضح موقفه من موضوع النازية فحرص على عدم ذكر هذه الكلمات ذات "السحر السلبي" في أوروبا مركزاً على احترام الأديان الثلاث بما فيها اليهودية، وأنه كمسلم ورئيس لسورية لا يمكن ان يسيء الى اليهود اتباع إحدى الأديان الثلاثة ولوجود سوريين يهود. كما اتخذ خطوة اخرى على الأرض تريح الفرنسيين، وتسحب البساط من تحت المعارضة اللبنانية، تمثلت في إعادة انتشار الجيش السوري وخروج قواته من بيروت. اما في الإطار الداخلي السوري، فتحدث كثيراً عن الإصلاح والديموقراطية، لافتاً الى وجود "انتهازيين" يعوقون عملية الإصلاح، بعضهم محسوب على "الحرس القديم" وآخر على "الحرس الجديد"، وأن ما يريد نقله الى سورية من فرنسا "هو خلاصة رسالتها الحضارية المتجسدة في مبادئ الثورة الفرنسية: الأخوة، العدل، المساواة، وحقوق الإنسان". ولم يكتف بالخطاب بل انه اتخذ خطوات عملية تمثلت في الإفراج عن الصحافي نزار نيوف المدافع عن الحريات والديموقراطية بعد اعتقاله تسع سنوات كان مقرراً أن يبقى في السجن الى بداية العام المقبل، والموافقة على قيام ديبلوماسيين ألمان بزيارة الزعيم الكردي حسين داود في احد السجون العسكرية، في إطار الانفراج والتعاطي مع الغرب عشية زيارته الى ألمانيا في 10 الشهر الجاري. كما ان الدكتور بشار امر بالإفراج عن نيوف بعد قيام ضباط في الأمن ب"خطفه" في احد شوارع دمشق. وكانت خطوة لافتة موافقة الأسد على زيارة الجمعية الوطنية، ولقاء اعضاء لجنة الشؤون الخارجية، والإجابة عن أسئلتهم المتعلقة بالشؤون الداخلية والخارجية ووضع الأكراد، وعقده مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن امور لبنانية وسورية، لم يسمح لصحافيين إسرائيليين ولبنانيين المشاركة فيه. وقال احد المسؤولين الذين رافقوا الأسد ل"الحياة": تقاسم الجميع العمل سياسياً واقتصادياً وإعلامياً". فعقد الرئيس لقاءات مع شيراك، وألقى خطاباته علناً للمرة الأولى باللغة الفرنسية، في حين كان الشرع يجتمع مع نظيره أوبير فيدرين، ونائب الرئيس عبدالحليم خدام يجري محادثات مع اعضاء في غرفتي التجارة والصناعة. وأضاف: "إن ذلك يؤكد دعم ما يسمى الحرس القديم للتيار الإصلاحي والتحديثي في البلاد". كما ان السيدة اسماء الأخرس قامت بدور في الإطار ذاته فزارت "بنك فرنسا" و"معهد الدراسات التجارية العليا" و"مركز التدريب على المهن المصرفية"، ما أعطى "صورة جديدة عن المرأة السورية امام الفرنسيين" عبرت عنه إحدى الصحف بأن السيدة الأخرس "سلاح من الجاذبية بيد سورية". وكان مسؤولون فرنسيون وعدوا الأسد ب"مواكبة عملية التطوير"، الأمر الذي لم يقولوه في السابق إلا الى اقليم كيبك في كندا، بحسب اعتقاد السوريين. وتمت ترجمة ذلك بتوقيع عدد من الاتفاقات تناسب الأولويات السورية التي تعطي مرتبة المقدمة ل"الإصلاح الإداري وتوفير الخبراء". وتتناول هذه الاتفاقات بناء "مدرسة وطنية للإدارة" بالتعاون مع المعهد الفرنسي للإدارة الشهير، والتعاون في البحث العلمي، وبناء شبكة خاصة لتعليم اللغة الفرنسية عن بعد بالتوافق مع الجامعات الفرنسية. والبحث في إقامة جامعات مشتركة ودراسة تطوير دولة دمشق وتوسيعها، ووسائل الطيران المدني ودراسة تطوير النقل الجماعي الداخلي في المدن مترو، وتطوير الخطوط الحديد والموانئ، وتدريب الكوادر المصرفية، وبدء مؤسسة "كوفاس" تسهيلات لضمان عمليات التصدير الى سورية، وإقامة مجلس رجال اعمال سوري - فرنسي. ويعتقد مسؤولون ان ذلك سيشجع دمشق على المضي قدماً في مفاوضات الشراكة مع أوروبا التي من المتوقع ان تعقد جلساتها المقبلة في النصف الثاني من الشهر الجاري في بروكسل. وقال الأسد ان ما بقي هو "أمور فنية"، وأن القرار السياسي "اتخذ باعتبار الشراكة استراتيجية"، حيث تتضمن إقامة علاقة تجارة حرة بين الطرفين وتشجيع الحوار السياسي والثقافي. وقال احد المسؤولين السوريين ان الحملة التي شنتها جماعات يهودية على الأسد "جعلت من وسائل الإعلام الفرنسية منبراً لتوضيح وجهة نظرنا". ولاحظت المصادر السورية فرقاً كبيراً في تغطية الصحف الفرنسية وتعاطيها مع الأسد وسورية. وبينما قالت "لاكروا" في 23 تموز ان الأسد "يخاطر بزيارته الى باريس"، تساءلت "لوموند" يوم وصوله "من هو بشار الأسد؟". ثم أجابت: "عدو الحرية". وكتبت في اليوم نفسه "ليبراسيون" أن "بشار الأسد أو الحقد السوري في فرنسا"، و"لوفيغارو" أن "فرنسا مهتمة باستقبال الديكتاتور المعادي للسامية". لكن ذلك انقلب جذرياً بعد الزيارة. فكتبت "ليبراسيون" في 28 ان الأسد "كسب رهانه كقائد في المنطقة" وأن "التظاهرات أعطته قوة كبيرة". واقتنعت "لوموند" بأنه "قام بجهد ناجح في التواصل"، و"لم يهتز امام المعارضين" وأن "ربيع دمشق لا يزال مزهراً" بحسب صحيفة "لاكروا".