قال الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ان سورية أكدت رسمياً، لبنانية مزارع شبعا، مؤكداً ان هذا الموضوع لم يثر خلال زيارته الى باريس. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته الى باريس قبل توجهه الى المانيا، ان من يحدد لبنانية هذه المزارع، بموجب القانون الدولي هما الدولتان الموجودتان على جانبي الحدود وأن الأممالمتحدة "ستودع" لديها الاتفاق النهائي بين الدولتين. وفي خطوة ذات دلالة زار الرئيس الفرنسي جاك شيراك ضيفه الاسد في مقر اقامته، واجتع معه نحو ساعة قبل ان يودعه. وكشف الأسد عن احتمال مشاركة سورية في القمة الفرانكوفونية التي ستعقد في لبنان في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وقال ان الصحافي السوري نزار نيوف موجود خارج السجن في سورية ولديه اذن رسمي من السلطات السورية بمغادرة البلد. وكرر الأسد المواقف التي كان أكدها خلال زيارته بشأن عملية السلام ولبنانوالعراق. ورأى انه "حتى هذه اللحظة فإن الدور الأوروبي غير فاعل في عملية السلام وأن الادارة الأميركية الجديدة لم تتحرك لدفع العملية". وعما إذا كان ناقش الوضع اللبناني الداخلي مع الجانب الفرنسي، قال الأسد انه "تم التطرق للموضوع بشكل عام"، وان الجانب الفرنسي "عبر عن قلقه إزاء الوضع الاقتصادي خصوصاً وعبرنا نحن عن موقفنا الثابت بضرورة الوقوف الى جانب لبنان، سورياً وعربياً ودولياً" وأن النقاش لم يتجاوز هذا الحد. وتابع ان "موقفنا موحد بشأن ضرورة الوقوف الى جانب لبنان من أجل تجاوز المصاعب والمشاكل المطروحة". واعتبر الأسد ان زيارته الى باريس كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء على صعيد الاتفاقات أو على صعيد التركيز على أهمية الدور الأوروبي والفرنسي في عملية السلام. وبالنسبة الى العراق، أشار الأسد الى أن سورية تتريث لترى الشكل النهائي لمشروع القرار حول العراق، وأنه أوضح للأمين العام للأمم المتحدة، وسواه من المسؤولين الذين التقاهم، ضرورة عدم المساس بسيادة الدول سواء كان العراق أو غيره من دول المنطقة. الى ذلك، وصف مصدر فرنسي مسؤول ل"الحياة" زيارة الأسد بأنها "كانت خالية من أي خطأ"، وأنها شكلت مناسبة استغلتها فرنسا لتمرير بعض الرسائل اليه حول مسيرة السلام، مثل ضرورة العدول عن أي ما من شأنه تعزيز دوامة العنف في المنطقة، وخصوصاً تهدئة الجبهة اللبنانية وحلفائه في المقاومة اللبنانية. وقال المصدر ان الجانب الفرنسي، خصوصاً الرئيس جاك شيراك، وجه له رسالة حول مساعدة حكومة رفيق الحريري على تنفيذ اصلاحاتها، وذلك لما فيه مصلحة سورية ولبنان. وذكر ان الجانب الفرنسي أبدى تفهمه للنقاش الذي يشهده لبنان حول الوجود السوري، واعتبر ان مثل هذا النقاش شرعي ويجب أن يؤخذ في الاعتبار، وأن كل ما من شأنه أن يخفف التوتر في لبنان بشأن هذا الموضوع يكون جيداً. وأضاف ان المسؤولين الفرنسيين أكدوا للأسد عزمهم على الوقوف الى جانبه للمضي قدماً في اصلاح الأوضاع الاقتصادية في سورية. وأشار الى ان انطباع المسؤولين الفرنسيين ايجابي إزاء رغبة الرئيس السوري في الانفتاح والتحديث، لكن التساؤلات حول قدرته على تحقيق ذلك لا تزال مطروحة لديهم. وتابع ان التساؤل كبير مثلاً حول قدرته على احاطة نفسه بمسؤولين جدد وعلى اعتماد نهج أكثر انفتاحاً وحداثة من المسؤولين التقليديين الذين يعيقون مسيرته الاصلاحية. ومضى يقول ان التساؤل مطروح لدى الأوساط الفرنسية حول امكان ايجاد كفاءات جديدة ومنفتحة، للعمل في القطاع الرسمي حيث الاجور متدنية جداً. وقال المصدر ان الجانب الفرنسي عبر عن تشجيعه لخطوة اتخذتها سورية قبل خمس سنوات أدت الى تدريب 300 أستاذ جامعي سنوياً في فرنسا، وان هؤلاء سيبدأون بالعودة الى سورية ابتداء من السنة الحالية، وقد يساهم ذلك في تزويد طبقة المثقفين بدم جديد بعدما كان يجري تدريب هؤلاء في الدول الاشتراكية. وأضاف ان افتتاح فرع للمعهد الوطني للادارة في دمشق، سيساهم أيضاً في تدريب كوادر سورية لكنه يتطلب وقتاً طويلاً.