أبرز المحطات في حياة الرسول العربي ستكون موضوعاً لفيلم كارتون طويل يحمل عنوان "الفجر" بدأت التحضيرات النهائية لتصويره في... روسيا. ويتوقع ان يثير الفيلم، وهو الأول من نوعه، جدلاً واسعاً، لجهة شكله ومضمونه، على رغم اعلان مجلس الافتاء في روسيا عزمه الاشراف على سير العمل والتدخل حتى في أدق التفاصيل. "الحياة" شهدت التحضيرات الأخيرة، قبل انطلاق عملية التصوير، والتقت في مواقع العمل مع والي والييف مدير شركة "ستوديو دوبل ف" للانتاج السينمائي والتي ستتولى تنفيذ المشروع. وأكد والييف ان المشروع "ثقافي ديني موجه الى الأطفال"، ويحاول "التصدي لموجة الأفلام الغربية التي تعتمد الاثارة فقط ولا تقدم صورة المثال للطفل وتخلو من القيم التربوية السامية". وأضاف ان "الفجر" يسعى الى "تقديم الوجه الحقيقي المشرق للاسلام في مواجهة حملة التشويه التي يتعرض لها في الغرب". وأوضح ان الفيلم، ومدته 90 دقيقة، سيصدر بنسختين روسية وعربية. ويرى والييف ان أهم العقبات التي تواجه فريق العمل تتركز على ايجاد البدائل المناسبة، لتفادي عرض وجوه بعض الصحابة، ملاحظاً "ان مخاطبة عقول الأطفال تتطلب تقديم عمل جذاب يزخر بالحيوية والحركة ويتصف بجمالية عالية". وقال: "ان جهود فريق العمل تنصب حالياً على التوفيق بين انجاز عمل جميل مع مراعاة عدم مخالفة المعايير الشرعية". وذكر مدير الانتاج في الشركة محمد محمدوف "ان فريق الفنيين يدرس عدداً من الاحتمالات الفنية المعقدة التي تساعد على إبراز أوضح فكرة عن حياة الرسول الكريم. ومن الطبيعي ان العاملين في "الفجر" لم يفكروا بعرض شخص الرسول، لكنهم يريدون أن تبدو الحركة الداخلية للفيلم كأنها ترصد بعينيه. كما انهم يدرسون احتمال استخدام "التيتر" الكلمات المطبوعة أسفل الشاشة لتقديم الحديث النبوي الشريف، لكن طريقة "التيتر" تخلو من الجاذبية بالنسبة الى الأطفال، ويجري العمل الجاد حالياً لايجاد حلول مناسبة". وأوضح "ان فريقاً خاصاً سيجري مشاورات واسعة مع عدد من المرجعيات الاسلامية في العالم العربي من أجل التوصل الى قرار نهائي في شأن امكان تظهير أصوات بعض صحابة الرسول الكريم. ويتوجه الفريق خلال الأيام المقبلة الى القاهرة للتشاور في هذا الشأن مع الهيئة العليا في الأزهر الشريف، كما سيسعى الفريق خلال وجوده في القاهرة الى ضم مجموعة من المتخصصين العرب في المجالات المختلفة الى أسرة "الفجر" حرصاً على الوصول به الى أعلى مستوى فني ممكن". وكان والييف ذكر ان فريقاً آخر سيتوجه الى المملكة العربية السعودية لاجراء مشاورات في الشأن نفسه، وأن فريقاً فنياً سيعاين المنطقة التي شهدت انطلاقة الدعوة وانتشارها و"التدقيق بأصغر التفاصيل التي تتعلق حتى بلون التربة والنباتات لرسمها كما هي في الواقع تجنباً للوقوع في أي خطأ". وعبر والييف عن أمله بان يتحول المشروع الى فيلم عربي - روسي مشترك يشكل اضافة مهمة الى ثقافة الطفل المسلم. وذكر ان جهات عربية لم يكشف هويتها أبدت استعداداً لتحويل "الفجر" الذي تصل كلفة انتاجه الى 8.5 ملايين دولار. من جهته أكد ل"الحياة" نائب رئيس مجلس الافتاء الروسي دامر عزة الله ان المجلس سيتولى الاشراف المباشر على سير العمل، مشيراً الى أن هذا المشروع "أتى ليقطع الطريق على محاولة انتاج فيلم مماثل كان بعض المجموعات اليهودية في روسيا يقف وراءه". وذكر الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن تأييده للمشروع وأوعز بتقديم التسهيلات اللازمة لعرض "الفجر" في القنوات التلفزيونية الرسمية. يذكر أن الفيلم سيقدم في نسختين، احدهما سينمائية والأخرى ستباع على أشرطة الفيديو، ويأمل القائمون على العمل بأن يكون "الفجر" جاهزاً للعرض مع الاحتفال الذي سيقام العام 2003 لمناسبة مرور 1400 عام على انتشار الاسلام في منطقة القوقاز. وتعتزم ادارة المشروع ان تنظم عرضاً دولياً في هذه المناسبة بحيث يقدم العرض الأول في موسكو وعدد من العواصم العربية في وقت واحد.