على رغم ما حدث، كل شيء كان جميلاً. مرت سبع سنوات على تعارفنا، والآن كبرنا. انقطعت العلاقة بيننا مرات، لكننا عاودنا الرجوع. آخر مرة، كانت قبل سنتين. أنا كنت المخطئ كالعادة. هي رفضت أن نتصالح. قبل سنة اتصلت بها. كدنا أن نتقابل، لكنني اخطأت مرة أخرى، وتهربت هي بعدها من الرد عليَّ على رغم إلحاحي في الاتصال بها. قبل ستة أشهر قابلت بالمصادفة صديقة مشتركة، وجلسنا في مقهى. من الحديث مع الصديقة تلك عرفت انها ايضاً كبرت، واصبحت تتحدث كالكبار. سألتني عنها، فقلت لها إننا لم نتقابل منذ فترة. - هل من الممكن أن تعطيني رقم هاتفك؟ سألتني الصديقة المشتركة - ليس لدي هاتف. - أين تقيم ؟، سألتني - لا أقيم. - إذاً نأخذ موعداً لنتقابل مرة أخرى، وفي هذه الاثناء سأكون قابلتها. - أفضل ألا نفعل. - إذاً خذ رقم هاتفي واتصل بي إذا أردت أن نتقابل أو إذا أردت إبلاغها شيئاً. أخذت رقم هاتفها لكنني لم أتصل بها، وعلى رغم ذلك عاودنا المقابلة بالمصادفة، وجلسنا في مقهى. - أنا قابلتها - قالت الصديقة المشتركة لي - - وماذا حدث؟ - سألتني إن كنت رأيتك أخيراً. - وماذا قلتِ لها؟ - قلت لها إنني قابلتك. - وماذا قالت لك؟ - قالت لي ان أخبرك إذا قابلتك انها تريدك أن تتصل بها لأنها تريد رؤيتك. - هي من تقرر أنها تريد رؤيتي. - هي تعزك وباقية عليك. جرب أن تتصل بها. - الأجندة التي كان فيها رقم هاتفها ضاعت. - سأكتبه لك. سأكتب لك أيضاً رقم هاتفها في العمل. ظلت أرقام الهاتف معي شهر من دون أن أحاول الاتصال بها، ثم ظهرت أمامي فجأة فاتصلت. - أنا ...، ازيك؟ - واحشني قوي. قالت متنهدة، وأنا تسارعت أنفاسي ولم أعرف ماذا أقول. - مالك؟ - مافيش.. انتي كمان واحشاني قوي. - عايزة اشوفك. - يعني هنتقابل؟ - يعني هنتقابل فعلاً. ثم تقابلنا، وعاودت الاتصال بها مرة أخرى، وتقابلنا، فعاودت الاتصال بها وتقابلنا، حتى عاودت الاتصال بها فوجدتها تبكي: - بتعيطي ليه؟ ايه اللي حصل؟ - دايماً تعرف توصللي وقت ما انته عايز، ودايماً أنا ما اعرفش. امتى هتستقر؟ - هيحصل، أوعدك. - طب لما يحصل ابقى كلمني. وأغلقت سماعة الهاتف. وعاودتُ الاتصال بها فلم ترد. وعاودتُ الاتصال بها فردت وقالت لي أن أتصل بها بعد خمس دقائق، فاتصلتُ بها بعد خمس دقائق، فلم ترد، وعرفتُ أنها القطيعة.