من أجل لقاء عدد من الصحافيين وإجراء حوارات في نيويورك، عشية عرض المخرج ستيفن سبيلبرغ فيلمه الجديد "ذكاء اصطناعي"، كان عليه ترك العمل في فيلمه المقبل "تقرير الأقلية" الذي يصوّره مع توم كروز في واشنطن، والمجيء بطائرة أقلته الى المطار، ومنه بطائرة مروحية الى سطح مبنى قريب في وسط حي مانهاتن، ومن هناك بالسيارة، وسط زحمة السير المسائية، الى الفندق. وفي الطريق، توقف المخرج للظهور تمهيداً لحفلة العرض الأول. خمس دقائق ثم انصرف. وقال مساعده: "اذا لم ينته من سلسلة مقابلاته قبل منتصف الليل، فسيخسر يوم تصوير". سبيلبرغ اليوم ليس أقل انشغالاً مما كان قبل 30 سنة، عندما حقق أول أفلامه. لكنه أكثر نضجاً. وهو يقول لريك ليمان في "نيويورك تايمز": "حققت الكثير من الأفلام التي أردت تحقيقها في مسيرتي. لكن ما سمحت لنفسي به هو ترك الزمان يغيّر اقتناعاتي حيال اي نوع من الأفلام اريد أن أحقق. تركت نفسي مفتوحة أمام تغير ذوقي مع الزمن". ويكرر مثل هذا القول لصحافيين من "يو أس أ توداي" و"لوس أنجليس تايمز". الرجل يدرك أن عليه شرح شيء عن اختياراته في السنوات الأخيرة. لماذا لم يعد يخرج أفلاماً من نوع "انديانا جونز"، وأفلام عن أسماك القرش، ويستبدل بها أفلاماً من نوع "لائحة شيندلر" و"ذكاء مصطنع"؟ سبيلبرغ لا يزال ينتج الأفلام التي تركها خلفه مخرجاً. مع تصويره "تقرير الأقلية" الذي هو نظرة أخرى إلى المستقبل القريب، وبالتوازي مع "ذكاء اصطناعي" ينتج، من اخراج جو جونستون، الجزء الثالث من "جوراسيك بارك". النجاح المادي سيكون حليف ذلك النمط "التجاري" من الأفلام، لكن هذا لا يعني أن سبيلبرغ، مخرجاً، سيفتقد نجاحات مماثلة. "قائمة شيندلر" جلب أكثر من 100 مليون دولار، و"انقاذ المجند رايان" أكثر من 150 مليون دولار، و"ذكاء اصطناعي" افتتح في المركز الأول بقرابة 32 مليون دولار في أسبوع. وحقيقةُ أنه هوى في الأسبوع الثاني الى مركز متأخر، أمر كان متوقعاً، وهو مرتبط بالاختيار غير الدقيق لعرض فيلم لا ينتمي الى موسم الصيف المثقل، كعادته، بأفلام ذات عناصر جذب جماهيرية كبيرة، كتلك التي سيوفرها "جوراسيك بارك - 3". "ذكاء اصطناعي"، فوق ما قيل فيه هنا قبل أسبوعين، قد يكون لقاء معجب بأستاذه، سبيلبرغ بكوبريك، لكنه ينضح ايضاً برغبة الأول في تجاوز المرحلة السابقة التي كان فيها حرفياً بارعاً، الى مرحلة جديدة يوصم بها على أساس أنه مخرج - فنان. خطواته في هذا السبيل ثابتة، ولو أن العاطفة تتدخل في منحاها على أكثر من نحو وبنسب مختلفة. في "لائحة شيندلر"، عكس مخزونه العاطفي حيال موضوع "الهولوكوست". من حقه، بصفة كونه يهودياً، ومن حق كل منا، ان يكون له موقف من الفيلم، قبولاً أو رفضاً. في "انقاذ المجند رايان" ترك لنفسه العنان للنظر الى الحرب، على أساس أبيض وأسود، أبطال وأشرار، يهود ونازيين. هنا كان انضوى أكثر تحت شروط اقتباس عمل، وضع اسسه وصممه مخرج أعلى مكانة فنية مما وصل هو اليه في السابق. التجربة كانت، بلا ريب، مضنية، وسبيلبرغ خرج منها منتصراً. "ذكاء اصطناعي" ليس فقط واحداً من أفضل أفلامه وأكثرها نضجاً، بل الفيلم المميز الوحيد الذي خرجت به هوليوود هذا العام... على مقاس ما تطلقه من أفلام واهنة. فهل من منافس له على جائزة الأوسكار المقبل؟ مع ستانلي كوبريك كما أخبرنا مساعدك، انتقلت من طائرة إلى أخرى ومن تصوير فيلم إلى الحديث عن آخر لك تم تصويره... هل تشعر بالتعب؟ - لا. أنجزت لقطة قبل ساعة ونصف الساعة من الآن. أصور مع توم كروز، وتركت التصوير من اجل المقابلات الصحافية، وعلي أن أعود الليلة لاستكمل التصوير. ماذا ستصوّر؟ - الدقائق العشر الأخيرة من الفيلم. يا لها من حياة مثيرة. - ليست حياة مثيرة على الإطلاق. حياة ضاغطة إذاً؟ - اسمها "همّ" يضحك... هم عميق وكبير. ولكن لا عليك... هات اسئلتك. هذا الفيلم متعدد المعاني. بعض الاستنتاجات التي يخرج بها المشاهد قد تختلف عن تلك التي يخرج بها مشاهد آخر. هل لك أن تحدد ما قصدته أنت بالفيلم؟ - انه نظرة إلى العالم في المستقبل القريب، من دون أن تكون علمية تماماً. أقصد أن المجال الثابت هنا هو أن الفيلم يتحدث عن فقدان الحب في عالم داكن. هذا أمر أساسي، وليستنتج كل مشاهد بعد ذلك شيئاً مختلفاً. هناك قراءات متعددة استوحيتها من الفكرة التي وضعها ستانلي كوبريك واستوحاها بدوره من قصة قصيرة اسمها "سوبر تويز طوال الصيف". ما هي جملة الأحاديث التي دارت بينك وبين كوبريك على هذا الفيلم؟ ومتى بدأت؟ - بدأت قبل سنوات كثيرة. اتصل بي كوبريك، وقال لي إن لديه فكرة فيلم مثالي يجمع بيننا. قال: تصور فيلماً من انتاج كوبريك وإخراج سبيلبرغ. اعتقد أن ستانلي أراد أن يتم النظر الى هذا الفيلم من زوايا مختلفة. في الحقيقة كوبريك هو الذي نصحني ألا أقدم في اي من أفلامي الصورة النهائية لما يقع، وأن أترك جزءاً منها يراود المشاهدين على شكل اسئلة، وألا اترك المشاهدين مع تقرير نهائي يحدد لهم ماهية الفيلم، لأنني لو فعلت، لكان هذا هو المعنى الوحيد الذي سيصل إليهم، ولن يكون ذلك في مصلحة العمل. احببت أن التقيه وقابلته، ربما إثنتي عشرة مرة في ثمانية عشر عاماً. التقيته دوماً في منزله خارج لندن، لكننا تحادثنا على الهاتف طويلاً. مرة كل اسبوع في بعض الأحيان... وكنت أدفع فاتورة المخابرات لأنها كانت دائماً محسوبة علي. عم كان الحديث عادة؟ - عن السينما عموماً وعن مخرجين آخرين، نافشنا أفلاماً. كان يسألني عن بعض العاملين في السينما، ورأيي فيهم. حين كان ينجح فيلم ما، كان ستانلي يتصل بي لمعرفة سبب هذا النجاح، وفي كثير من الأحيان لم أكن أدري هذا السبب. رؤيتان امتزجتا الرؤيا التي في الفيلم وضع أساسها كوبريك. صحيح؟ - نعم. ثم أضفت إليها رؤيتك الخاصة، او بكلام آخر عالجتها بأسلوبك... - أنا كتبت السيناريو، لذلك تستطيع القول إنني أضفيت على كل القصة أسلوبي في سرد الحكاية. لكن كوبريك كان أنجز شيئاً رائعاً. عندما قابلته قبل بضع سنين في شأن هذا المشروع، جلس ومعه 850 رسماً تفصيلياً له. لا أقصد رسوماً للتصوير من تلك التي تخبرك أين موقع الكاميرا وحجم اللقطة، بل أتحدث عن رسوم لتفسير المفهوم الذي يدور العمل من حوله، وتتضح أفكاره فيه، وتتحدد اتجاهاته. أين يريد كوبريك الذهاب بالفكرة والى اي حد وما الذي يريد أن يتجنبه؟ كل شخصية كان لها مفهوم عنده، مثل شخصية الدب تيدي الواردة في القصة القصيرة التي كتبها برايان ألديس، واقتبسها كوبريك. هل كان هناك تضارب بين رؤيته الخاصة ورؤيتك المختلفة، ولو كانت معجبة بالأولى؟ - تماماً، وهذا كان وضعاً صعباً. أردت أن أخبر قصتي، لكنني ايضاً أردت أن أقدم قصته. كيف استطعت ذلك؟ - كان علي أن أذيب نفسي في عالمه. وحدث هذا تدريجاً، عشر سنوات ما بين 1984 و1994 عندما أخبرني للمرة الأولى برغبته في أن أخرج بنفسي هذا الفيلم. متى قابلت كوبريك للمرة الأولى وما كانت المناسبة؟ - المرة الأولى عندما كنت أستعد لإخراج "غزاة تابوت العهد المفقود" عام 1979. كنت في لندن للتصوير في استوديوهات الستري، بينما كان كوبريك يبني تصاميم فيلمه "اللمعان" في المكان نفسه. وكنت أريد التعرف إلى حجم الاستوديو، فطلبت الاذن بذلك، ووافق مكتب كوبريك. عندما دخلت مكان التصوير، وجدت رجلاً يرتدي ثياباً أكبر مقاساً من حجمه، ويسير بحذاء منزلي وفي يده آلة معاينة تصوير Viewfinder صنعها بنفسه. تقدم مني ولم نتصافح، بل سألني أن انظر في آلته التي تستطيع اختيار الزوايا لتصوير ممرات الفندق وغرفه، ثم شاهدنا الفيلم. في نهاية اللقاء دعاني إلى العشاء في اليوم التالي، وهكذا تعارفنا. حدثنا، اذا سمحت، عن فكرة الحب في "ذكاء اصطناعي". هذا فيلم عن روبوت بُني لكي يحب أمه التي تبنته، وحين يكتشف أنها تستطيع أن تحب في المقابل تعلق برغبته في أن تبادله الحب، على رغم أنه ليس آدمياً. هل يعكس ذلك رغبتك في الحديث عن الحب بين البشر؟ وهل أفدت من تجربة خاصة في هذا الصدد؟ - أمي وأبي أول حب لي. كانت أول مرة أشعر طبيعياً بالحب حيال أحد على هذا النحو. وترك هذا الحب في تأثيراً طوال الحياة. تعلمت أن أحب لأن أمي كانت من النوع الذي يبذل ويضحي ويحب. لذلك حين وصل الدور لأقدم هذا الفيلم، كنت مجهزاً بما تعلمته. ولكن من ناحية أخرى، نضع الكثير من الحب في أمور مختلفة. نحب سيارتنا، ونحب المكان حيث نجلس لمشاهدة فيلم ما، ونحب السينما... ونحب طعاماً معيناً. ليس هناك حب واحد في حياتنا. لعل "ذكاء اصطناعي" يلخص حالات الحب الكثيرة في قصته المروية. على ذكر الأم. ثمة مشهد خاص نرى فيه فرنسيس أو كونور تؤدي دور الأم وهي تركض الى غرفتها، بعدما سمعت صوت وقوع زجاجة عطر. لقطة قريبة من الزجاجة، ونقاط عطر على الطاولة هي بقايا ما كان في الزجاجة. تلتقط فرنسيس الزجاجة بيدها، وتمسح العطر عن الطاولة في وقت يأتيها صوت ديفيد: "كم تعيشين؟" شعرت هنا أنك ترمز الى تضحية الأم التي تشبه، في النهاية، ذلك الشذا العابر. هل هذه قراءة صحيحة؟ - سعيد بهذا السؤال، لأن المعنى الذي قرأته هو المقصود، في حين قد يعني المشهد شيئاً آخر لمشاهد مختلف، كما قلت في السابق. المشهد أريد له أن يكون بداية العلاقة العاطفية بين ديفيد والأم. بعد ذلك تحتضنه للمرة الأولى. هنا يشعر أنه لا يستطيع العيش من دونها كأم. وايضاً هناك معالجتك للمرأة... او للأنثى عموماً. هذه المرة هي مختلفة من حيث رقتها. مثلاً هناك فتاة صغيرة تنقذ حياة ديفيد، وهناك مربية آلية تنظر اليه بحنو، وكلاهما كان يمكن أن يكون ذكراً او لا يكون مطلقاً... طبعاً عدا الأم. - صحيح. لكنني لم أفكر في ذلك حين كتبت الفيلم أو شاهدته. أعتقد أنك تدخل الآن في عقلي غير الواعي. هذه ملاحظة جميلة لكنني لم أقصدها على هذا النحو. في الحقيقة كانت شخصية ديفيد محط رعاية الجميع، بمن فيهم النساء، من البشر كما من الروبوتات. ولكن في عقلك الواعي هناك بالتأكيد مسألة الاستنساخ. الفيلم يدور على روبوت صنع ليحب في وقت يسعى العلم إلى استنساخ آدميين. - هناك الكثير من العلم اليوم نحن في غنى عنه. ديفيد وما يحدث له هو تحذير لما قد يقع اذا تمادينا في مثل هذه العمليات. تبنيت طفلين إلى جانب أولادي، وأنا مع التبني لأن هناك اطفالاً كثراً حول العالم، يحتاجون الى الحب الذي يستطيع الوالدون اضفاءه على حياتهم صغاراً، وفي ما بعد. انا لست متحمساً ليوم يقف كومبيوتري الخاص على قدميه، ويبدأ بالتجول في البيت. اعتقد أن الفيلم تحذير كبير مما قد تؤول اليه حالنا جميعاً، اذا استمررنا على هذا النحو. يعزز ذلك الاعتقاد أننا، حضارة وأمماً، مقبلون على انتحار سريع مع تلويثنا الجو والماء وتسخين الأجواء وما سيلي ذلك. والفيلم يبدأ بحقيقة ما سيؤدي اليه تسخين الأجواء من فيضانات. - انا أسخر من امور كثيرة نسمع عنها. اعتقد اننا نلوّث العالم فعلاً، لكننا لا نفعل شيئاً لأن اصلاحه سيكلف كثيراً. هناك مؤسسات لا تريد صرف جزء من أرباحها لإصلاح ما تفسده، لأنها تسيطر على الوضع السياسي في اميركا. وسيطرتها تلك تعود الى عهد بعيد. نعيش على كوكب يتألم ويكبر سناً ونحن نساعده على أن يهرم قبل أوانه. هذا ما يجعلني أتساءل هل الطابع الداكن الذي ترسم من خلاله المستقبل في هذا الفيلم هو نتيجة المامك بأمور كانت غائبة أو لم تكن، ربما، مطروحة بالأمس كما هي مطروحة اليوم. - مثل ماذا؟ مثل مستقبل البشرية. في "اي تي" و"لقاءات قريبة من النوع الثالث" كان المستقبل أكثر وعداً. نهاية كل فيلم كانت وعداً جميلاً لنقلة نوعية في تعاملنا مع الحياة. هنا الأمر يختلف. - منذ "اميستاد" و"لائحة شيندلر" و"انقاذ المجند رايان" انتقل اهتمامي من نوع تفكير الى آخر. لم أغير رأيي في أمور كثيرة، لكنني غيّرت تفسيري لها. هذه الأفلام مع "ذكاء اصطناعي" تلتقي في أنها تثير عندي، وآمل أن تكون اثارت لدى كثر، مجالات لأسئلة كثيرة. بحث في العالم الذي نعيشه، ولماذا وقعت مآس كنا في غنى عنها. ماذا تقول في فيلم جديد لا يمثل فيه بشر، بل أشخاص افتراضيون صنعهم الكومبيوتر؟ - كل شيء بات يمكن صنعه اليوم، لكنني لن أرحب به بالضرورة. لا أجد أن من المفيد أن استبدل بتوم كروز او راسل كرو او غوينيث بولترو شخصيات منفذة على الكومبيوتر. لماذا؟ وما الغاية؟ الكومبيوتر سيصنع ممثلين ويستبدل بهم ممثلين آدميين، ويقدمهم الينا عوضاً عنهم. هذا محزن. السينما تخطو لبلوغ ذلك، ولكن يجب أن نوقع معاهدة تحد من انتشار هذا التهديم الفني، لما تعنيه السينما لنا، وهي تعني الكثير، والممثلون بين أحب الرموز فيها. هذا كلام جيد، ولكن في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أنسى أنك وراء إنتاج أفلام تتم على الكومبيوتر... "شرك" مثلاً! - لكن "شرك" مختلف. انه من بطولة مخلوقات غير آدمية. انه مثل الرسوم المتحركة التي كانت تضم شخصيات آدمية منذ عصور بعيدة. اعتقد أن هذا النوع مقبول، وكذلك اقحام الكومبيوتر في تنفيذ أفلام تجمع الممثل البشري والمخلوقات غير البشرية او عوامل الطبيعة. أفكر في "عاصفة عاتية" و"جوراسيك بارك". اختيار الممثلين كيف اخترت ممثليك لهذا الفيلم، خصوصاً فرنسيس أو كونور التي أدت فيلماً رئيساً واحداً من قبل هو "مانفسيلد بارك". كانت بارعة فيه ثم... لا شيء. - شاهدتها في ذلك الفيلم، ولم أكن شاهدتها في اي فيلم سابق، ولاحظت ان فيها شيئاً خاصاً يناسب الصورة التي أبحث عنها. كنت أريد صورة المرأة التي وضعها فرويد، وهي في ذهن كل طفل: المرأة القوية التي لا تخلو من أنوثة جنسية طفيفة. وقبل أن أقابلها تساءلت هل كبرت سناً كفاية لكي تؤدي دور الأم. وبالنسبة إلى هايلي جوول أوزمنت؟ - لو لم يكن هايلي على قيد الحياة، لما صنعت هذا الفيلم. هايلي كان نموذجاً لا أعتقد أن هناك صبياً يستطيع أن يوازيه في ذلك. أخيراً، كيف تستطيع أن تفسر لأولادك المشهد بين فرنسيس وهايلي، عندما تقرر تركه وحيداً في الغابة؟ - بتفسير حقيقة أن الأم اتخذت قراراً لإنقاذ حياة العائلة بأسرها، نظراً إلى الصراع بين ديفيد وابنها الحقيقي مارتن. وهناك لقطة مهمة كثيراً في هذا المشهد، عندما تقول لديفيد: "آنا آسفة لأني لم أخبرك شيئاً عن هذا العالم". انها جملة حوار مهمة في الفيلم، إذ يقصد بها ايضاً الاعتذار من المشاهدين، لما يبدو تصرفاً قاسياً. ما فيلمك الذي سيلي "تقرير الأقلية"؟ ولماذا تخليت عن إخراج "هاري بوتر"؟ - "هاري بوتر" لم يحمل أي تحد. انه مثل تحويل بليون دولار من حساب إلى آخر يضحك. الفيلم المقبل هو "مذكرة فتاة الغيشا". أحببت الكتاب ولدي سيناريو جيد، والمشروع بأسره يثير حماستي. بعد ذلك هناك قصة بعنوان "سمك كبير" لراندال والاس تبدو كما لو أنها مأخوذة من عالم مارك توين. كذلك أعمل على مشروع عن الحرب الأهلية الأميركية إستناداً إلى وجهة نظر الرئيس أبراهام لينكولن.