الناصرة - "الحياة" - أبى الضابط اليك رون، في يومه الأخير قائداً لشرطة لواء الشمال إلا ان يبث مزيداً من سمومه الحاقدة ضد المواطنين العرب في الداخل وقادتهم بعدما فعل ذلك طيلة ولايته التي امتدت أربع سنوات ونيف. وعرف رون بمواقفه اليمينية العنصرية التي ترجمها في احداث تشرين الأول اكتوبر الماضي حين أشرف على قمع شرطته تظاهرات المواطنين العرب تضامناً مع انتفاضة القدس والأقصى وقتل 13 منهم بالرصاص المطاطي والحي، كما تؤكد الدلائل كافة. وأمس عقد رون مؤتمراً صحافياً كشف فيه مجدداً عن أنيابه حين اعتبر الشهداء ال13 "مشاغبين" سعوا الى إحراق الدولة وقتل اليهود وزاد انه لا يستبعد أن تتكرر مثل تلك المواجهات لأن دوافعها الأساسية لم تعالج وهي، بنظره، التحريض والعنف الكلامي الممزوج بالكراهية نحو الدولة واليهود "والذي يشرف عليه عدد من قادة المواطنين العرب"! ويعتبر رون دفاع عرب الداخل عن أراضيهم المتبقية وتصديهم لأوامر هدم بيوتهم "سلوكاً متطرفاً"، لا بل رأى في صرختهم ضد التمييز القومي والغبن في منحهم حقوقاً متساوية ومحاربتهم البطالة "مبالغاً فيها وتنطوي على الكذب وتزييف الحقائق". وشن رون هجوماً حاقداً على المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية عدالة الذي يشرف على افادات المواطنين العرب أمام لجنة التحقيق الرسمية في ظروف استشهاد المواطنين ال13 واتهمها بتنسيق الافادات علماً ان قضاة اللجنة سبق واشاروا الى أن عناصر الشرطة هي التي تنسق الافادات في ما بينها لكن بعض هذه العناصر لم يتردد في ابلاغ اللجنة ان اطلاق الرصاص على المتظاهرين العرب تم بتصريح مباشر من رون نفسه. وكان رون اعتبر قرار الحكومة اقامة لجنة التحقيق صفعة في وجه الشرطة واتهم وزير الأمن السابق شلومو بن عامي بأنه سعى الى خلعه من منصبه بعد أحداث تشرين الأول اكتوبر الماضي من دون أن يجد من يؤيده في الحكومة السابقة في ذلك. ورفض رون ابداء أي أسف أو اعتذار على تصريحات سابقة اطلقها وأبرزها هجومه على الحركة الاسلامية ونعت زعيمها الشيخ رائد صلاح ب"الحقير" واكتفى بالقول انه ربما لم يلجأ الى الأسلوب الصحيح لكنه لا يتراجع عن المضمون. وعبّر وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو عن "حزنه" لانصراف رون الضابط المحبوب "الذي حظي بتقدير واعجاب أفراد الشرطة والجمهور". وزاد ان الشرطة، في هذه الأيام العصيبة، تحتاج الى أمثال رون أكثر من أي وقت. ورأى القائد العام للشرطة شلومو اهرونيشكي ان رون خلّف تراثاً "يتوجب علينا السير على هديه". ورداً على سؤال للاذاعة العبرية هل يتنفس المواطنون العرب الصعداء مع انصراف رون قال رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي ان المشكلة ليست في رون الشخص فحسب انما في السياسة التي تنتهجها الحكومة واذرعها الأمنية تجاه الأقلية العربية وان رون سمح لنفسه التدخل في مسائل يحظر على موظف عام التدخل فيها.