الناصرة - "الحياة" - كشفت التحقيقات مع ضابط كبير في شرطة اسرائيل خيوط مؤامرة عنصرية حاكها ضد المواطنين العرب في الجليل من خلال خلق انطباع كاذب، لدى قادة الشرطة وفي أوساط الرأي العام الاسرائيلي، بأن ثمة نشاطاً قومياً سرياً عدائياً في أوساط المواطنين العرب وان الحديث هو عن مجتمع عربي عنيف يبحث عن اثارة القلاقل في البلدات اليهودية. والحديث يدور عن الضابط غاي رايف قائد شرطة "مسعاف" في الجليل الذي قاد قواته لمواجهة هبة المواطنين العرب التضامنية مع انتفاضة الأقصى في تشرين الأول اكتوبر الماضي واعترف قبل اسابيع، أمام لجنة التحقيق الرسمية التي تحقق في استشهاد 13 شاباً عربياً برصاص الشرطة، انه أطلق النار على المتظاهرين في منطقة سخنين حيث سقط خمسة شهداء، لكنه زعم ان أحداً لم يخدش جراء اطلاق الرصاص مما أثار حفيظة والد أحد الشهداء فقام بلكمه في وجهه. وبعد أيام أبدى فيها الشارع اليهودي وقادة الشرطة ونواب اليمين تعاطفاً مع هذا الضابط وقيام الشرطة بالتحقيق مع والد الشهيد، ضبط الضابط وهو يطلق الرصاص على مركز الشرطة الذي يخضع لقيادته فاعتقل ليتبين للمحققين معه انه قام بفعلته هذه ليوقع بأهالي منطقة سخنين ويثير أجواء تحريضية ضدهم في أوساط المواطنين اليهود في البلدات المجاورة. ومددت محكمة اسرائيلية اعتقال الضابط بعد ان قبلت بادعاء وحدة التحقيقات ان الضابط كان يقصد بفعلته هذه التأثير على لجنة التحقيق الرسمية في أحداث تشرين الأول اكتوبر الماضي باعتباره شاهداً مركزياً في مداولاتها. وأول من امس كشف التلفزيون الاسرائيلي ان الضابط قام باستبدال بندقيته بأخرى بهدف التستر على استخدامه لسلاحه اثناء تفريق التظاهرات. كما يشتبه المحققون انه كان وراء بلاغ كاذب عن وجود عبوة ناسفة في منطقة سخنين اثناء زيارة المفتش العام للشرطة شلومو اهرونيشكي لها، في ذكرى احياء "يوم الأرض" أواخر الشهر الماضي ليظهر ان هناك تنظيمات عربية معادية للدولة. وتعقيباً على التطورات الحاصلة أصدر التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة النائب عزمي بشارة بياناً قال فيه ان ممارسات الضابط المذكور "تؤكد حقيقة الفساد المستشري داخل جهاز الشرطة القمعي ولجوئه الى العنف الاجرامي والى تلفيق التهم واخفاء الأدلة عندما يتعلق الأمر بالعرب". وزاد البيان ان المسألة تتعدى الضابط المذكور لتصل الى الكثير من قادة الشرطة وفي مقدمهم قائد منطقة الشمال العنصري اليك رون وان ما تم كشفه حتى الآن ليس سوى طرف خيط "والمخفي أعظم". وانهى البيان مؤكداً ان سياسة الاحتلال والقمع ضد الشعب العربي الفلسطيني وسياسة التمييز العنصري ضد فلسطينيي 1948 قادتا الى عشعشة الفاشيين الصغار والكبار في اجهزة الحكم ومؤسساته والى الدوس على الديموقراطية وحقوق الانسان والى جعل الدولة دولة تفرقة عنصرية حقاً. ودعا "التجمع" الى فتح ملف الشرطة وفضح سياستها ازاء العرب.