تتعامل وزارة السياحة المصرية حالياً بمنطق ادارة الأزمات في تناولها الانعكاسات السلبية للموقف الراهن في الشرق الأوسط للحد من تأثر السياحة المحلية بها، في وقت جرى تطوير فاعليات مهرجان السياحة والتسوق الصيفي وتنويع العروض المقدمة للسياح في صورة تعتبر الأولى التي يشهدها المهرجان منذ قيامه. قال وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي إن السياسة المتبعة جعلت مصر أقل دول المنطقة تأثراً بتطور الانتفاضة، إذ لم تسجل السياحة المصرية سوى انخفاض قدره خمسة في المئة فقط في أعداد السياح، على مدى الشهور الخمسة الأولى من السنة الجارية، في حين سجلت الليالي السياحية والتي تعتبر أساس حساب الدخل السياحي زيادة فعلية تصل الى 1 في المئة. ولفت الى ضرورة أخذ هذه المعطيات في الاعتبارفي وقت وصلت فيه السياحة في كل من اسرائيل وفلسطين الى حدها الأدنى، كما انخفضت السياحة الاردنية بنسبة تزيد على 50 في المئة، فضلاً عن تأثر الحركة السياحية في كل من لبنان وسورية في صورة حادة. وأضاف انه تم وضع خطة عاجلة لتكثيف زيارات ممثلي الإعلام الدولي ومسؤولي كبريات شركات السياحة والتسويق الدولي الى مصر بهدف العمل على تعويض النقص في التدفقات في بعض الدول المصدرة للسياحة الى مصر، مشيراً إلى وجود ظواهر ايجابية خلال شهر أيار مايو 2001 تتمثل في زيادات تقدر بنحو 40 في المئة من معدلات التدفق السياحي للعرب والاميركيين، وهو ما يعتبر مبعث تفاؤل وثقة في مستقبل السياحة المصرية. ومن جانب آخر استعرض وزير السياحة المصري الاستعدادات لتنظيم "مهرجان السياحة والتسوق" في دورته الرابعة التي تستمر من 20 تموز يوليو وحتى 20 آب اغسطس 2001، مشيراً إلى مشاركة 92 فندقاً و49 شركة سياحية و260 محلاً ومطعماً سياحياً. وقال إنه تم تسويق قرابة 70 في المئة من مساحات المعرض في "هيئة المعارض" وأكثر من 40 في المئة من مساحة "معرض مركز المؤتمرات" حتى الآن، اضافة الى مشاركة "الهيئة القومية للإنتاج الحربي" فضلاً عن اقامة خيمة للمنتجات الحرفية والمشغولات اليدوية في أرض المعارض في مدينة نصر. وأوضح أنه يجرى حالياً اتصالات مع رابطة تجار الذهب و"مجلس الذهب العالمي" للاتفاق على صيغة تخص مشاركة قطاع الذهب تحت مظلة المهرجان لاتاحة الفرصة أمام الزوار للاستفادة من الخفوضات والتيسيرات التي يقدمها تجار الذهب لتنشيط حركة المبيعات. وأكد البلتاجي أن القطاع السياحي لا يقوم السنة الجارية بمجرد التسويق لفنادق او شركات طيران أو مزارات معينة، ولكنه يقدم للمرة الأولى عروضاً متكاملة تشتمل على تذاكر الطيران والاقامة الفندقية والتنقلات الداخلية وبرامج للترفيه مقابل اسعار مخفضة وخدمات على مستوى عالٍ. ولفت الى التعاون بين قطاعي السياحة والطيران المدني لتعزيز الحركة السياحية الوافدة الى منطقة طابا ومنشآتها الفندقية عن طريق تقديم عروض وبرامج سياحية بأسعار وتسهيلات جاذبة لتشجيع السياحة الداخلية والسياحة العربية والاجنبية الوافدة إلى هذه المنطقة، وأشار إلى أنه تجري حالياً طباعة دليل سياحي عن طابا تم توزيعه في الداخل والخارج. فالمستوى الجمالي للتكوينات الطبيعية والبينية في طابا وانخفاض اسعارها يجعلها واحدة من أهم المنتجعات السياحية المصرية المستحدثة وأكثرها قدرة على الجذب خصوصاً خلال الموسم الصيفي الحالي. وعن الفاعليات المقامة على هامش المهرجان قال البلتاجي إن المنظم المسؤول عن المهرجان تعاقد مع واحدة من أكبر الفرق الاميركية العالمية المتخصصة في استعراضات التزلج على المياه لتقديم عروضها في نهر النيل وعلى شاطىء الاسكندرية والاسماعيلية، مشيراً إلى اقامة حفل الافتاح في هضبة الاهرامات يوم 18 تموز يوليو المقبل وحفل الختام في مدينة الغردقة يوم 18 آب اغسطس الى جانب اقامة 30 حفلاً فنياً سيتم احياؤها في مختلف المدن والمحافظات المشاركة على امتداد فترة المهرجان التي سيشارك فيها كبار الفنانين والفرق المصرية والعربية. وقال البلتاجي إن المهرجان رصد السنة الجارية جوائز قيمتها مليون جنيه سيتم السحب عليها من خلال كوبونات يبلغ سعر القسيمة الواحدة منها 5.2 جنيه مصري، مؤكداً على ضرورة الترويج الواسع لها من خلال النوادي والفنادق والمراكز التجارية والمصارف ومكتب المؤسسة الوطنية للطيران وكل المنافذ المتاحة لزيادة المبيعات.