أعلن وزير السياحة المصري ممدوح البلتاجي أن الموسم السياحي في مصر عاود الشهر الفائت مستوياته المسجلة العام الماضي. وقال ان الاحصاءات الخاصة بالشهر الماضي والتي استلمها مساء الأول من أمس اشارت الى أن عدد الزوار بلغ 297 ألف سائح، وهي المعدلات نفسها المسجلة خلال نيسان من العام الماضي. وأضاف ان مصر تستعد لاطلاق مهرجان تسوق خلال الصيف المقبل معرباً عن أسفه لعدم التزام شركات الطيران العربية خفض أسعار تذاكرها الى مصر كما أقر مجلس وزراء السياحة العرب في كانون الثاني يناير الماضي في القاهرة. وأشار في مؤتمر صحافي عقد أمس على هامش فاعليات معرض سوق السفر العربية الثالثة "الملتقى 98" في مركز دبي التجاري العالمي الى أن خيارات عدة اقترحت قبل أن يستقر الرأي على المهرجان بشكله الحالي. ومن المقرر أن يعقد المهرجان الذي تدور فاعلياته في مواضع منتقاة داخل مدينتي القاهرة والغردقة من 20 تموز يوليو الى 20 آب اغسطس تحت عنوان "مهرجان السياقة والتسوق". وقال البلتاجي ان تباين الكثافة السكانية بين المدينتين حدا بالمنظمين الى تحديد المحلات والفنادق المشاركة في مهرجان التسوق لا سيما في وسط العاصمة وعلى ضفاف النيل و"مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات" ومواضع أخرى بارزة. وذكر ان وزارة التجارة تولت تصنيف المؤسسات المشاركة التي يشترط فيها عاملا الجودة والنوعية. وأضاف: "أقمنا مناطق حرة بالتعاون مع سلطات الجمارك بوسع السائح ان يشتري فيها سلعاً معمرة معناة من السلع الجمركية وبأسعار منافسة". وأكد ل "الحياة" ان المؤسسات والمنشآت التجارية والصناعية والسياحية ملزمة الالتزام بالتخفيضات التي تعلن عنها. وقال: "الالتزام سيكون قطعياً. لن يكون هناك امكان للتلاعب. وستتولى لجان لديها صفة الضبطية القضائية التحقق من صدق الالتزام بالأسعار المعلنة وسيكون من صلاحياتها فرض غرامات قد تصل الى حد وقف والغاء الترخيص التجاري الممنوح". ومن المنتظر أن يتلو المهرجان اسبوع المهرجان الدولي الرابع للأغنية الذي سبق له أن أقيم في مصر قبل أربعة أعوام. وتتولى لجنة عليا تضم ثلاثة وزراء ومسؤولين من الدوائر الحكومية المعنية والقطاع الخاص مناقشة ودرس تفاصيل عملية تنظيم المهرجان الذي قال البلتاجي ان مصر اقتبست فكرته من امارة دبي مبدياً شكره للمسؤولين فيها لارسالهم وفداً متخصصاً من دبي الى القاهرة "بعدما عرفوا نية مصر اقامة شهر للتسوق من أجل تقديم النصائح". ونوقشت خلال المؤتمر الصحافي مبررات اقامة مهرجان للتسوق في مصر. فقال البلتاجي رداً على سؤال حول السبب الذي يحمل المسافر الخليجي والعربي للذهاب في فصل الصيف الحار الى مصر بالقول ان فصل الصيف يشكل عادة ذروة السياحة العربية، لا سيما الخليجية، وان الحرارة في هذا الفصل ليست مرتفعة للغاية وان "المحلات تملك أجهزة تبريد وتكييف". وتابع: "الدول العربية تشكل المجموعة البشرية الأكبر التي تصدر السياح الى مصر وبنسبة تناهز 25 في المئة الى 30 في المئة من السياحة العالمية الوافدة إلينا". وأكد انه ليس هناك تنافس بين الدول العربية في مجال السياحة بل تكامل قائم على أساس التمايز في طبيعة المنتج السياحي. ورد على أسئلة "الحياة" بالقول ان المهرجان ليس موجهاً للعرب فقط بل هو مبادرة من وحي "مهرجان دبي للتسوق" وهناك كتيبات ترويجية بلغات عدة طرحت لتسويقه على مستوى العالم. وزاد أن تمويل الفاعليات يتم في شكل ذاتي على غرار ما هو معمول به في دبي حيث يتولى القطاع الخاص دعم أنشطة تنظيم مهرجان التسوق. وقال ان الدولة تقدم مساعدات طفيفة على مستوى الترويج الخارجي في حين يسدد المشاركون في فاعليات المهرجان رسوم اشتراك في صندوق يغطي الأنشطة التنظيمية على اختلافها. وأضاف ان مصر تتبع سياسة أجواء شبه مفتوحة مما يعني سهولة قدوم طائرات الطيران العارض خلال مدة المهرجان أو بعده. وقال ان اخر المعلومات التي حصل عليها أول من أمس تظهر ان عدد المشاريع السياحية والترفيهية قيد التنفيذ في مصر حالياً يبلغ 603 مشاريع بكلفة تبلغ 30.9 بليون جنيه تسعة بلايين دولار. وقال ان المشاريع التي لا ينفذها أصحابها حسب الترخيص الممنوح لهم تشطب وتلغى. وكان البلتاجي ذكر أول من أمس قبل ورود الاحصاءات ان عدد المشاريع السياحية والترفيهية المنفذة يبلغ 665 مشروعاً مما يعني أن المشاريع التي شطبت يبلغ 62 مشروعاً. وأفاد ان السعة الايوائية في مصر تبلغ حالياً زهاء 76 ألف غرفة فندقية وأن هذه السعة سترتفع بمقدار 112 ألف غرفة فندقية بخلاف غرف الاسكان السياحي "مما يعني أن مصر بعد هذه المرحلة التي ستنتهي بين عامي 2001 - 2003 وفي مدى خمس سنوات ستصبح دولة كبيرة وليس كبرى على اعتبار أن الدول السياحية الكبرى تملك سعة ايوائية تراوح بين 500 ألف و1.5 مليون غرفة". وشدد على أن التطور الذي طاول السياحة المصرية لا يقتصر على عدد السياح الذين بلغوا أربعة ملايين انفقوا 3.8 بليون دولار العام الفائت ولا على الطاقة الايوائية "وانما يشمل في صورة خاصة المنتج السياحي نفسه".