تأهلت تونس لنهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بعد فوزها على الكونغو الديموقراطية 3-صفر في كينشاسا، وتعادل ساحل العاج منافستها الرئيسية مع مضيفتها الكونغو 1-1 اول من امس في برازافيل ضمن الجولة التاسعة قبل الاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة في الدور الثاني من تصفيات افريقيا. وسجل خالد بدرة 16 وزبير بية 51 و53 اهداف تونس التي انهت مبارياتها ورفعت رصيدها الى 20 نقطة من 8 مباريات في مقابل 15 من 7 لساحل العاج و7 من 7 للكونغو الديموقراطية و5 من 7 للكونغو و3 من 7 لمدغشقر. وتمكن منتخب تونس من انتزاع أول بطاقة للعرب بعد ان عاش التوانسة الأحد الماضي اليوم الأطول في السنة اذ تركزت عيونهم على شبابهم وهم يلعبون في الكونغو وأسماعهم على المذياع لمعرفة نتيجة مباراة الكونغو الديموقراطية ومنتخب ساحل العاج التي انتهت بالتعادل فكان التأهل التونسي. وعلى ملعب الشهداء قدم ابناء تونس درساً جديداً في العزيمة والاصرار، وأمطروا شباك المنتخب الكونغولي بثلاثية رائعة تصدر على اثرها المنتخب مجموعته من دون هزيمة 6 انتصارات وتعادلان، وهو سجل 23 هدفاً ولم تهتز شباك حارسه شكري الواعر وبديله محمد الزوابي سوى 4 مرات. وكانت المباراة الأخيرة لمنتخب تونس امام الكونغو فرصة للاعبه المحترف زبيربية ليكفر عن أدائه المتواضع سابقاً اذ سجل ثنائية الاطمئنان على المصير ومن بينهما هدف تاريخي سجله قبل بضعة أمتار من منتصف الملعب. وعاشت تونس ليلة عيد عقب نهاية المباراة، وبث التلفزيون أغنية الأفراح التونسية والنشيد الرسمي للفرح التونسي "الليلة عيد" للمطربة العتيقة السيدة نعمة. ودعا التلفزيون وفي سابقة أولى وتاريخية التوانسة الى النزول الى الشوارع والتعبير عن فرحتهم بهذا الترشح، ولكن يبدو ان وقع المفاجأة، مفاجأة تعادل ساحل العاج غير المنتظرة وحرارة الطقس ومعسكرات التوانسة على الشواطئ دفعتهم للتعبير عن فرحتهم على الطرقات ومن خلال رفع الراية الوطنية على السيارات في انتظار الاحتفال الكبير بقدوم اللاعبين. وبهذا الترشح ضمن المدرب الألماني ايكهارد كروتسن بقاءه للإشراف على الاطار الفني للمنتخب. وسيحصل كل لاعب تونسي على منحة مالية مقدارها 100 ألف دولار ليبقى التحدي الكبير هو تقديم وجه مشرف لتونس في نهائيات كأس افريقيا وكأس العالم المقبلين في عام 2002. وهي المرة الثالثة التي تتأهل فيها تونس للنهائيات بعد 1978 في المكسيك و1998 في فرنسا، وباتت اول منتخب عربي افريقي وآسيوي يحجز بطاقته الى كوريا الجنوبية واليابان، وانضمت الى البلدين المضيفين وفرنسا حاملة اللقب والكاميرون وجنوب افريقيا اللتين سبقتاها في حجز مقعديهما عن المجموعتين الاولى والخامسة كممثلين من اصل 5 عن القارة السمراء. مصر والمغرب وتبقى المنافسة على بطاقة المجموعة الثانية قائمة بين ليبيريا 15 نقطة من 8 مباريات ونيجيريا 13 من 7 بعد خروج السودان بخسارته امام غانا صفر-1 اذ تجمد رصيده عند 9 نقاط، وبطاقة المجموعة الثالثة بين المغرب 15 من 8 ومصر 12 من 7 والسنغال 12 من 7... وانهت المغرب مبارياتها في حين تلعب مصر مع الجزائر في الجزائر، والسنغال خارج ارضها ايضاً مع ناميبيا السبت المقبل في الجولة الاخيرة من التصفيات. وتوجه 20 لاعباً مصرياً اليوم إلى الجزائر، وهم يحملون على أكتافهم أحلام 66 مليوناً بالتأهل للنهائيات، وتتسابق الشركات السياحية في مصر مع الزمن لتوفير أكبر عدد من الأماكن على الطائرات الخاصة التي تتجه مباشرة إلى عنابة لسد طلبات الاعداد الكبيرة من الجماهير الراغبة في حضور المباراة. واللافت ان الصحافة المصرية لم تسقط هذه المرة في هوة الشحن الزائد أو الانفعالي، وركنت الى التفاؤل مع التذكير بأن مصر لم تفز في تاريخها الطويل على الجزائر في ملعب الأخير قط. لكن المتفائلين اعادوا الى الذاكرة أن الجزائر كانت بوابة مصر إلى نهائيات كأس العالم 1990. والغريب ان المدرب محمود الجوهري منع اللاعبين من متابعة الصحف أو مشاهدة التلفزيون وسحب أجهزة التلفاز من الغرف الخاصة بهم، وطلب من اتحاد الكرة عزل المنتخب تماماً في الجزائر عن الوفد الصحافي المصري المرافق!