فرض المنطق نفسه، وفاز الطبيب الجراح البلجيكي جاك روغ 59 سنة بمنصب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، خلفاً للاسباني خوان انطونيو سامارانش، الذي بقي في منصبه 21 سنة بالتمام والكمال. وبات روغ ثامن رئيس لهذه المنظمة الرياضية الكبرى، بعدما شهدت انتفاضة ضخمة في عهد سامارانش، الذي اعلن في موسكو امس اسم خليفته الناجح من "الدور الثاني"، بحصوله على 54 صوتاً من اصل 104 اصوات. وتفوق الرئيس الجديد، الذي دخل السباق مرشحاً اول، على الكوري الجنوبي كيم اون يونغ 23 صوتاً، والكندي دِك باوند 22، والمجري بال شميت 6، في حين خرجت الاميركية انيتا ديفرانتس من الدور الاول. وعلى رغم ان التخصص الاول لروغ هو الجراحة، اظهر اخيراً قدرات مميزة في مجال الادارة الرياضية، ونجح غير مرة في مهمات صعبة كلفه بها سامارانش، اهمها فضيحة الرشاوى المتعلقة بمنح مدينة سولت لايك الاميركية حق تنظيم دورة الالعاب الشتوية عام 2002، وهي التي كادت ان تعصف بالحركة الاولمبية، لولا حكمة روغ ومقدرته على تجاوز الازمة بأقل مقدار من الاضرار. روغ من مواليد 2 ايار مايو 1942 في غاند، اي انه يصغر سامارانش ب22 سنة، ما يعني حتماً ان التحديث والتجديد سيكونان من اولوياته في بداية ولايته التي تستمر 8 سنوات. وهو كان من ابرز الرياضيين في لعبة الألواح الشراعية، وشارك في الدورات الاولمبية ثلاث مرات 1968 و1972 و1976، وتوج بطلاً للعالم مرة واحدة وحل في مركز الوصيف مرتين، وحصل على لقب بطل بلجيكا 16 مرة. التحق بعضوية اللجنة الاولمبية الدولية عام 1991، وتولى فيها مناصب قيادية آخرها رئيس لجنة التنسيق التابعة للجنة الاولمبية الدولية لتنظيم الالعاب الاولمبية لعام 2004 في اثينا. واتسمت ادارته هذا المنصب بالحزم الشديد، اذ دان غير مرة تأخر اللجنة اليونانية المنظمة في الاستعدادات لاستضافة الحدث الاولمبي. رفع روغ شعاراً مهماً خلال حملته الانتخابية، تمثل في محاربة بلا هوادة لتضخم الالعاب والرشاوى، والسعي الى القضاء على المنشطات والعنف والعنصرية. واللافت ان الكلمة الاولى التي ألقاها روغ بعد اختياره رئيساً للجنة الاولمبية الدولية، ارتكزت الى دعوة منافسيه الاربعة الى التعاون والعمل معه من اجل تحويل شعاره حقيقة ترتكن اليها الحركة الاولمبية خلال السنوات المقبلة. اذ قال: "لا بد ان يعرف الجميع انه لم يكن هناك خاسر في هذه الانتخابات، استحقينا جميعاً تقدير الجمعية العمومية للجنة الدولية. ادعو زملائي الى التعاون معي والعمل كي تستمر الحركة الاولمبية في مسارها الصحيح". وفي اول رد فعل على انتخابه، اكد رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى، السنغالي لامين دياك، الذي ينظم اتحاده اول حدث كبير في عهد الرئيس الجديد، هو بطولة العالم المقررة الشهر المقبل في مدينة ادمونتون الكندية، ان اختيار الطبيب البلجيكي جاء ليضمن استمرار الحركة الاولمبية في النجاح ذاته الذي تشهده الآن و"الاكيد ان المستقبل سيشهد تعاوناً اكبر بين اللجنة الاولمبية والاتحادات الدولية لتأمين الفرصة لأكبر عدد من الشباب، خصوصاً في البلاد النامية للاقبال على الرياضة، وضمان ممارستها من دون اي تعقيدات مالية تحديداً". ووصف السويسري جوزف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فوز روغ بأنه رائع، مؤكداً انه سينجح في مهمته باعتباره "جنتلمان يفرض احترامه على الجميع، ما يساعده في تنفيذ برنامجه". ووصفه بأنه "الخيار الامثل لابقاء التعاون الوثيق بين اللجنة الاولمبية الدولية واللجان الاولمبية الوطنية والاتحادات الدولية والرياضيين".