من سيقود الرياضة الاولمبية خلفاً للاسباني خوان انطونيو سامارانش الذي بقي في منصبه 21 عاماً بالتمام والكمال؟ هذا هو السؤال الاكبر المطروح على الساحة الرياضية، ولحسن الحظ ان الإجابة عليه لن تتأخر طويلاً، لأن اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية المجتمعين في موسكو سيقررون هذا المساء... من سينال هذا الشرف الكبير. موسكو - أ ف ب - يبدو الطبيب الجراح البلجيكي جاك روغ مرشحاً فوق العادة لخلافة الاسباني سامارانش في رئاسة اللجنة الاولمبية الدولية ويصبح بالتالي رئيسها الثامن. واظهر روغ منذ سنوات عدة كفايات عالية في مجال الادارة على الصعيد الرياضي، وهو يعول على غالبية الاصوات خصوصاً اصوات زملائه الاوروبيين مثلما اعربوا عن ذلك عندما عين رئيساً لرابطة اللجان الاولمبية الوطنية الاوروبية عام 1989. ومارس روغ رياضة الالواح الشراعية، وشارك في الدورات الاولمبية اعوام 1968 و1972 و1976، وتوج بطلاً للعالم مرة واحدة وحل في مركز الوصيف مرتين وبطل بلجيكا 16 مرة. وترأس روغ، عضو اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1991، لجنة التنسيق التابعة للجنة الاولمبية الدولية لتنظيم الالعاب الاولمبية في سيدني التي اعتبرها سامارانش الافضل في التاريخ. وهو يترأس حالياً لجنة التنسيق التابعة للجنة الاولمبية الدولية لتنظيم الالعاب الاولمبية لعام 2004 في اثينا. ووضع روغ، الذي يتكلم 5 لغات، قضية الدفاع عن صدقية اللجنة الاولمبية الدولية هدفاً رئيساً لحملة الترشيح هو محاربة تعملق الالعاب والرشاوى بلا هوادة والمنشطات والعنف والعنصرية. وسيكون الديبلوماسي الكوري الجنوبي كيم اون يونغ منافساً قوياً له، لكن النقطة السلبية الوحيدة التي قد تؤثر على حظوظه في نيل شرف الرئاسة هي موقف اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية منه خصوصاً بعد تلقيه انذاراً شديد اللهجة بسبب فضيحة الرشاوى المتعلقة باستضافة مدينة سولت لايك سيتي لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2002 والتي ادت الى طرد ستة اعضاء واستقالة 4 آخرين. ورفعت 3 دعاوى ضد يونغ، الحاصل على الاجازة في العلوم السياسية من تكساس ويسترن كولدج الولاياتالمتحدة ومن جامعة يونسي في سيول، لكنه اكد مرات عدة انه بريء من التهم المنسوبة اليه وكتب شخصياً الى جميع اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية مؤكداً ذلك. وعلى رغم هذه المشكلات التي تضعف حظوظه، فان يونغ يبقى احد الاعضاء المؤثرين في اللجنة الاولمبية التي انضم اليها عام 1986، وهو بات عضواً في اللجنة التنفيذية لها منذ 1989 حتى 1992، ثم من 1997 الى 1999، ثم 2000 - 2002. وإلى جانب الانشطة الرياضية، خاض يونغ، وهو رئيس الاتحاد الدولي للتايكواندو، انشطة سياسية ايضاً، فعين سكرتيراً لرئيس الوزراء الكوري عام 1963، ثم مديراً عاماً مساعداً في مكتب الرئيس، وعضواً في المجلس الاستشاري لوزارة الخارجية 1992 - 1996، وسفيراً فوق العادة منذ 1996، وعضواً في مجلس توحيد الكوريتين وعضو اللجنة الاستشارية في وزارة الخارجية والتجارة منذ 1998. اما المحامي الكندي ديك باوند فيعوّل على نجاحاته في الحركة الاولمبية للظفر بالمنصب، وهو الشخص الذي مكن المؤسسة الاولمبية من ان تصبح شركة غنية بمليارات الدولارات منذ تسلمه رئاسة لجنة التسويق داخل اللجنة الاولمبية الدولية، بيد ان ذلك لن يكون كافياً لتمكين باوند من منصب الرئيس المقبل. وكان سامارانش كلف باوند رئاسة لجنة التحقيق في فضيحة الرشاوى المتعلقة باختيار مدينة سولت لايك سيتي، والتي زعزعت البيت الاولمبي عام 1999. لكن الطريقة التي خاض بها حملة التحقيق قوبلت ببعض الانتقادات من اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، وهو يترأس حالياً لجنة مكافحة المنشطات التي انشئت في 10 تشرين الثاني نوفمبر 1999 بتوصية من المؤتمر العالمي لمكافحة المنشطات، وستنتهي ولايته في 31 كانون الاول ديسمبر المقبل. وكان المجري بال شميت اول المرشحين لخلافة سامارانش، لكن في ما يبدو ان فرصته تتضاءل يوماً بعد يوم، وهو عمل سفيراً سابقاً لبلاده في اسبانيا 1993 - 1997، ويشغل منصب الامين العام للجنة الاولمبية المجرية منذ 1989. وانضم شميت، الحاصل على اجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة بودابست، الى اللجنة الاولمبية الدولية عام 1983، وكان منذ 1991 حتى الالعاب الاولمبية التي اقيمت في سيدني العام الماضي عضواً في اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية. بقي المرشح الخامس، او بالاحرى المرشحة الاخيرة وهي الاميركية انيتا ديفرانتس التي تسعى الى دخول التاريخ من بابه الواسع بان تصبح اول سيدة تترأس اللجنة الاولمبية الدولية، وهي اول سيدة تدخل اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية الدولية، وأول سيدة تتقدم بترشيحها للرئاسة. وظهر اسمها، على الساحة الاولمبية من خلال موقفها من مقاطعة الولاياتالمتحدة للالعاب الاولمبية التي اقيمت في موسكو عام 1980. وهي كانت من بين الرياضيين القلائل الذين احتجوا علنا على دعوة الرئيس الاسبق الاميركي جيمي كارتر الى مقاطعة الالعاب الاولمبية في موسكو. وكُلفت ديفرانتس من قبل سامارانش بتمثيل اللجنة الاولمبية الدولية خلال جلسات الاستنطاق التي قام بها مجلس الشيوخ الاميركي في اعقاب فضيحة الرشاوى المتعلقة باولمبياد سولت لايك سيتي الشتوي.