غزة - رويترز - عندما حدد سامي اليازوري ولبنى العدوي موعد زفافهما لم يدر بخلدهما ان منزل الزوجية سيكون واحدا من 26 منزلا قررت القوات الاسرائيلية تسويتها بالارض في مخيم رفح في قطاع غزة الثلثاء الماضي، اي قبل يومين على الزفاف. وبالرغم من فقدان منزلهما الا ان العروس والعريس قررا المضي قدما في اقامة حفلة الزفاف داخل خيمة كبيرة بحضور ضيوف العروسين وبينهم 24 عائلة اخرى فقدت منازلها. وكانت اسرائيل بررت هدم المباني في رفح قرب حدود مصر وغزة بالقول انها تريد منع استخدامها من جانب مهاجمين فلسطينيين كساتر لاطلاق النيران على مخفر عسكري مجاور. ودمرت اسرائيل اكثر من 100 منزل تحت جنح الظلام في رفح منذ بدء الانتفاضة اواخر ايلول سبتمبر والتي راح ضحيتها 480 فلسطينيا على الاقل و126 اسرائيليا و13 من عرب اسرائيل. وقال اليازوري: "لن تمنع قوات الاحتلال الاسرائيلية ودباباتها وجرافاتها احتفالاتنا ابدا ولن نتخلى ابدا عن حقنا في الحياة". وبعد انتهاء الحفلة، صحب العريس عروسه الى منزل استأجره لهما بعض الاصدقاء وافراد العائلة. واضاف اليازوري ان تدمير منزله ليس "الهدية السيئة" الوحيدة التي تقدمها اسرائيل لعائلته، اذ قتلت القوات الاسرائيلية شقيقيه باسل واحمد اثناء الانتفاضة الاولى التي استمرت من عام 1987 الى عام 1993. ومخيم رفح الذي كان اليازوري يعتزم العيش فيه مع عروسه احد العديد من المخيمات التي اقامتها "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة" اونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين داخل رفح حيث يقيم 150 الف فرد معظمهم من اللاجئين. ويعيش معظمهم الان في مبان أسمنتية الا ان المخيمات الاربعة التي اقيمت على طول الحدود لمن تشردوا الثلثاء الماضي تذكر الفلسطينيين بالنكبة عندما ارغم 700 الف فلسطيني على الرحيل او الفرار من منازلهم اثناء الحرب التي اندلعت بعد اعلان قيام اسرائيل عام 1948. ويقدر الناجون وعائلاتهم الان بنحو اربعة ملايين يعيشون في الاراضي الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل وفي الخارج. وفي خيمة كبيرة في رفح، يدخن الرجال ويتحدثون بينما تقوم النسوة بالطهو. ويلهو الاطفال بين الخيام وصهاريج المياه التابعة للامم المتحدة. وقال محمود ابو لبدة 42 عاما الذي فقد منزله في الغارة الثلثاء، ان الامال الكبرى التي يعلقها الفلسطينيون على السلام مع اسرائيل تمشيا مع اتفاقات اوسلو عام 1993 تبخرت. وتابع وهو ينظر الى حطام منزله المدمر على بعض مئات الامتار: "نعتقد ان السلام كان سيعود بنا الى هربيا وهي قرية قرب عسقلان وحيفا ويافا"، والمناطق الثلاث في اسرائيل. وما زال حسن عبد العال 62 عاما يتذكر كيف طردت عائلته من منزلها في بئر السبع عام 1948. ويقول: "العنف الذي تعرضنا له ايام السلام اكثر شراسة منه ايام النكبة".