الأمم المتحدة، بغداد - أ ف ب، رويترز - اتهم العراقالأممالمتحدة أمس بعرقلة دراسة لمنظمة الصحة العالمية للتأثير الصحي الناجم عن استخدام اليورانيوم المنضب في أسلحة خلال حرب الخليج قبل عشر سنوات. واعلن ان الموظفين الدوليين يتلاعبون في حسابات برنامج "النفط للغذاء"، وواصلت الصحف حملتها على فرنسا. وبعث السفير العراقي لدى الأممالمتحدة محمد الدوري برسالة الى الأمين العام كوفي أنان أبلغه فيها ان تأجيل إرسال بعثة منظمة الصحة العالمية "ليس سوى اشارة أخرى الى التسويف وسوء النية لهؤلاء الموجودين في الأمانة العامة الذين يخضعون لهيمنة الولاياتالمتحدة عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات جادة للعدالة مع العراق". وكانت منظمة الصحة ارسلت رسالة الى الحكومة العراقية أبلغتها فيها ان الزيارة أجلت "بسبب عدم الحصول على التصريح الأمني اللازم" وقال مسؤول في الأممالمتحدة انه لا يملك تفاصيل عما يتطلبه هذا التصريح. وأضافت الرسالة: "فور حل هذه المشكلة سيكون بإمكاننا تحديد مواعيد البعثة". وتصر بغداد منذ سنوات على وجود صلة بين اليورانيوم المنضب الذي استخدم في الأسلحة المضادة للدروع خلال حرب الخليج وتزايد عدد حالات الاصابة بسرطان الدم وأنواع أخرى من السرطانات. وتقدر الوزارة ان حالات الاصابة زادت من 6555 عام 1989 الى 10931 عام 1997، لا سيما في المناطق التي قصفتها قوات التحالف الدولي. الى ذلك واصلت الصحف العراقية أمس الحملة التي تشنها منذ اسابيع على فرنساوالاممالمتحدة، متهمة بعض موظفيها بالتلاعب في حسابات "برنامج النفط للغذاء". ورأت صحيفة "الجمهورية" في افتتاحيتها ان "الامانة العامة للامم المتحدة وصلت الى حد من الضعف والاختراق والاستخفاف من قبل الولاياتالمتحدة الامبريالية في ادارة شؤونها وصياغة وفرض معظم القرارات الصادرة عن مجلس الامن وفي التصرف الاستغلالي غير المشروع لأموال العراق". واشارت الصحيفة الى "ما يظهر من روائج نتنة عن تصرفات غير نزيهة جارية الآن في مراقبة حسابات الاموال العراقية وفي اداء موظفي هذه المنظمة الدولية تجاه ما ينبغي من امانة وحرص على هذه الحسابات". وعبرت "الجمهورية" عن اسفها "لما بلغته الامانة العامة للامم المتحدة من مستوى مهلهل ... ومن الضعف والغياب والتواطؤ ... وفقدان الاممالمتحدة مصداقيتها وواجباتها وغياب دورها وتغييبه في كل ما يخص العراق". ورأت ان هذا الوضع "دفع الدولة الطاغية الامبريالية الى تحريف مذكرة التفاهم واستخدامها سلاحا ضد العراقيين عبر وسائل اقل ما توصف به أنها اقرب الى الهمجية وسلوكات محاكم اوروبا في القرون الوسطى". واضافت ان "الطين يزداد بلة اذا علمنا ان اميركا وبريطانيا عرقلتا 1771 عقدا من عقود الاتفاق المبرم بين الامانة والعراق". واختتمت الصحيفة ان "العراق مصمم على رفض المخططات الغربية بقيادة اميركا والصهيونية مهما تغيرت اشكالها والوانها لأنها مصممة لإيذاء العراق من خلال السيطرة على اقتصاده وبالتالي ارادته". من جهتها، كتبت صحيفة "العراق" ان فرنسا "خسرت في موقفها الاخير في مجلس الامن خسارة فادحة لن تعوضها لها لا الولاياتالمتحدة الاميركية ولابريطانيا ولا الصهيونية". واضافت ان فرنسا وغيرها "ممن يقف ضد شعب العراق وشعب فلسطين وكفاح الامة ... لن تجد غير الخيبة ولن تحظى بما حظيت به في العقود الماضي"، موضحة ان فرنسا "ستظل تلك الدولة الاستعمارية التي طردت من ارض العرب الى غير رجعة". وشددت الصحيفة على موقف العراق من فرنسا "المبدئي الذي يتوافق مع مبدأ المعاملة بالمثل والمصالح المشتركة". ويستخدم اليورانيوم المنضب منذ فترة طويلة لتقوية الأسلحة بسبب كثافته الكبيرة. وبإمكان أي سلاح يدخل اليورانيوم المنضب في صنعه اختراق الدبابات المصفحة.