موسكو - وكالات - شكر الاسباني خوان انطونيو سامارانش، رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، وسائل الاعلام لمساهمتها الفاعلة في بقائه 21 عاماً في منصبه من طريق انتقادها الدائم له. وقال على هامش المؤتمر ال112 للجنة الاولمبية المنعقد حالياً في موسكو: "الأكيد ان تعرضي للانتقاد بين الحين والاخر كان ذا فائدة، لانه عزز اساليب مواجهتي للمواقف المحرجة والنجاح في تخطيها على غرار فضيحة الرشوة التي رافقت اختيار مدينة سولت لايك الاميركية لتنظيم دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2002". وعموماً، فان السنوات ال21 التي امضاها سامارانش في منصب الرئاسة، والتي تنتهي بعد غد بانتخاب خلف له، شهدت نمواً مالياً كبيراً للمنظمة الاولمبية التي تتحكم سنوياً بادارة عدة ملايين من الدولارات. وكانت العقود الكبيرة الموقعة مع شبكات التلفزيون ومختلف الشركات الراعية الرسمية وراء هذا التطور المادي الهائل. وعند انتخاب الماركيز سامارانش عام 1980، لم تكن اللجنة الاولمبية الدولية سوى سلطة معنوية تكره الانشغال في الأمور المادية، وكانت اللجان الاولمبية الوطنية على غرار معظم الاتحادات الدولية الرياضية تعيش بشح كبير، كما ان معظم المدن تتردد في ترشيح نفسها لتنظيم الألعاب خوفاً من المخاطر المادية التي قد تواجهها. ولم يمض سامارانش سوى سنتين في رئاسة اللجنة الاولمبية حتى بدأ التحول الكبير مع انشاء لجنة لمصادر التمويل الجديدة، ولم تتأخر النتائج كثيراً، فكانت ألعاب دورة لوس انجليس عام 1984 الاولى التي يتم تمويلها بالكامل من ايرادات التسويق. وتشير الارقام التي نشرتها اللجنة الاولمبية الى انها دفعت مبلغ 88 مليون دولار الى اللجان المنظمة لألعاب موسكو الصيفية ولايك بلاسيد الشتوية عام 1980، في حين دفعت 1،1 بليون دولار الى منظمي اولمبياد سيدني 2000، ومبلغ 575 مليون دولار الى منظمي ألعاب سولت لايك سيتي الشتوية 2002، اي ان نسبة التطور بلغت 1450 في المئة. واستفادت اللجان الاولمبية الوطنية ال199 من هذه الغنيمة ايضاً، ففي الفترة من 1980 الى 1984، كان مجموع ما حصلت عليه 9،13 مليون دولار، في مقابل 210 ملايين عن الفترة 2000 - 2004، وهنا ايضاً نسبة التطور كبيرة وزادت عن 1410 في المئة. وارتفع الدعم المالي الذي تستفيد منه الاتحادات الدولية التي لها الحق في نسبة مئوية من حقوق النقل التلفزيوني من 8 ملايين دولار عام 1980 عن الألعاب الصيفية والشتوية معاً الى 255 مليوناً عن دورة الألعاب الشتوية عام 1988 والصيفية عام 2000. وتوزع اللجنة الاولمبية الدولية عموماً 93 في المئة من العائدات على اللجان المنظمة واللجان الاولمبية الوطنية والاتحادات الدولية المعنية. في المقابل، زادت الايرادات بنسبة مماثلة اذ ارتفعت حقوق النقل التلفزيوني من 101 مليون دولار في موسكو عام 1980 الى 3،1 بليون دولار في دورة سيدني 2000، وهي مرشحة لتصل الى 5،1 بليون في دورة اثينا 2004، بينما تعد العقود الموقعة لتغطية ألعاب 2008 بمبلغ 7،1 بليون دولار. وما ينطبق على الدورات الصيفية ينسحب على الدورات الشتوية، اذ ارتفعت حقوق النقل من 21 مليون في العام 1980 الى 738 مليوناً في دورة سولت لايك سيتي 2002، وستصل الى 832 مليوناً في دورة تورينو 2006. وتحررت اللجنة الاولمبية الدولية تدريجاً من سيطرة التلفزيونات الاميركية، التي كانت تمثل العقود معها 85 في المئة من ايرادات النقل التلفزيوني وتدنت لتصبح اقل من 53 في المئة عام 2000. وعرف الشركاء التجاريون للجنة الاولمبية الدولية تطوراً مماثلاً، فارتفع الرقم من 96 مليون دولار في العام 1988 الى 650 مليوناً بموجب العقود الموقعة لألعاب سولت لايك سيتي الشتوية 2002 واثينا الصيفية 2004. ووقعت اللجنة الاولمبية عقوداً مع شبكات التلفزيون والشركات الراعية حتى دورة ألعاب 2008، وهي ضامنة الحصول على مبلغ 2،1 بليون دولار، اي ما يعادل 60 في المئة تقريباً من موازنتها، قبل ان تباع اي بطاقة.