يبحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي وممثلوهم في اجتماعهم التشاوري الذي يعقد اليوم في المنامة في المبادرة الاردنية المصرية المشتركة لوقف العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة. واوضح مصدر خليجي مسؤول ل"الحياة" ان قادة دول الخليج العربية الست سيناقشون هذه المبادرة في اطار تبادل وجهات النظر بشأن التطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار تصاعد العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين. واضاف المصدر انه "ليس مطلوباً من دول مجلس التعاون اتخاذ موقف تجاه المبادرة الاردنية المصرية وان كانت دول المجلس تؤيدها لأن الفلسطينيين قبلوا بها". وتعقد القمة التشاورية جلسة عمل واحدة تستغرق بضع ساعات للتشاور وتبادل وجهات النظر بشأن الاوضاع في المنطقة الخليجية وما تحقق من خطوات على طريق التعاون الخليجي المشترك. ولم تجر في العادة ان تتخذ خلال القمم التشاورية اي قرارات، وهذا ما أكده الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الشيخ جميل الحجيلان. راجع ص3 ابو مازن في غضون ذلك اتجهت الانظار الى الولاياتالمتحدة حيث يعقد اجتماع بين امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ووزير الخارجية الاميركي كولن باول "للبحث في سبل الخروج من الازمة" في الاراضي الفلسطينية وتفاصيل المبادرة المصرية - الاردنية لاستئناف عملية السلام وسبل الاستفادة من تقرير لجنة ميتشل الدولية. ودعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الولاياتالمتحدة الى لعب "دور فاعل" في الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات السلمية و"حماية الشعب الفلسطيني وتلبية حقوقه المشروعة". وشدد خلال استقباله وفداً من كلية الدفاع الوطني الاميركية امس على ان الامن والاستقرار في المنطقة "لن يتحققا إلا بعد معالجة جذور الصراع والتوتر المتمثلة في انتهاك الحقوق الفلسطينية والعربية". ويعقد لقاء باول و"ابو مازن" عشية اجتماع يعقده اركان الادارة الاميركية لتقويم التطورات والبحث في ما يمكن الادارة ان تطرحه على طرفي الصراع. وقد توجه وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات الى نيويورك ليلتقي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اطار حملة ديبلوماسية لشرح وجهة النظر الفلسطينية ازاء الاوضاع المتدهورة في الاراضي المحتلة. ويتوقع ان يطلب من انان ارسال قوة حماية دولية الى الاراضي الفلسطينية. خطأ اوسلو من جهة اخرى، أقرت السلطة الفلسطينية بأنها "أخطأت" عندما وافقت في اتفاق اوسلو على تأجيل البحث في موضوع الاستيطان. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان الفلسطينيين "ارتكبوا خطأ كبيراً" عندما وافقوا على التفاوض مع اسرائيل وتأجيل البحث في قضية الاستيطان، في اشارة الى اتفاق اوسلو للحكم الذاتي لعام 1993. ووصف التصعيد الاسرائيلي بأنه "حرب قذرة" و"ارهاب دولة"، مؤكداً مجدداً ان وقف الاستيطان "شرط لاستئناف العملية السلمية". من جانبها، اقرت اسرائيل بتصفية مسؤول "فتح" معتصم صباغ في العملية التي نفذتها مروحيات اسرائيلية في جنين. وقال وزير العلوم والرياضة العمالي ماتان فيلناي، عضو المجلس الامني المصغر في حكومة ارييل شارون: "هذه العملية تندرج في اطار الحملة الطويلة الامد لوضع حد للعنف". وتوعدت "كتائب شهداء الاقصى" المعروف بأنها تابعة لحركة "فتح" بالرد على العملية الاسرائيلية، مؤكدة انها "ستستخدم اساليب جديدة ستفاجىء المحتلين". الى ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق الفلسطينية، فقصف بقذائف المدفعية مخيم المغازي في قطاع غزة امس، ما اسفر عن استشهاد سليمان العاروقي 45 عاماً وتدمير موقع امني. وفي وقت لاحق امس، توغل الجيش اكثر من 150 متراً داخل الاراضي الفلسطينية في رفح قرب الحدود مع مصر وهدم منزلاً فلسطينياً وسط اطلاق كثيف للنار من الرشاشات الثقيلة.