جدد العراق أمس رفضه مشروع القرار البريطاني - الأميركي الذي لوحت روسيا باستخدام الفيتو ضده، معلناً أنه سيدرس المشروع الذي أعدته موسكو، كما يدرس مسألة تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء" ستة أشهر. وشن هجوماً شديداً على لندنوواشنطن "اللتين تسعيان الى إعادة فرض الوصاية" على بغداد. بغداد، موسكو، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس ان بغداد ستدرس تمديد العمل باتفاق "النفط للغذاء" ستة اشهر اذا طرح على مجلس الامن، مؤكداً ان بلاده "لن تتعامل بشكل ايجابي" مع أي مشروع لا ينص على رفع كامل للحظر. فيما اعتبر وزير الخارجية بالنيابة طارق عزيز "العقوبات الذكية" محاولة بريطانية - أميركية لفرض "الوصاية على العراق". وفي تصريحات أدلى بها الى الصحافيين بعد افتتاح اول معرض للمنتجات السورية في بغداد أمس، قال رمضان ان "اي مشروع لا يذكر فيه بشكل بيِّن رفع الحصار دون قيود لا يمكن ان نتعامل معه بشكل ايجابي". ورداً على سؤال عن موقف العراق من تمديد الاتفاق ستة اشهر، قال "اذا طرح هذا الشيء فسيدرس في حينه ... سندرس الموضوع في حينه". يذكر ان العراق اوقف في بداية حزيران يونيو الجاري تصدير نفطه في اطار الاتفاق المذكور بعدما قرر مجلس الامن تمديده شهراً واحداً بدلاً من ستة اشهر ليسمح بمناقشة مشروع تقدمت به بريطانيا وتدعمه الولاياتالمتحدة لفرض نظام جديد من العقوبات على بغداد. وحمل العراقواشنطنولندن مسؤولية توقف تصدير نفطه كما انتقد الاممالمتحدة التي اعتبر انها رضخت للضغوط الاميركية وحملها مسؤولية توقف العمل بالبرنامج الانساني المطبق منذ 1996. ورداً على سؤال عن المشروع المضاد الذي تقدمت به روسيا الى مجلس الامن، قال رمضان "سندرس اي مشروع ونعطي رأينا بأي مشروع آخر يطرح غير المشروع الاميركي الذي سبق ان اعلنا موقفنا منه قبل ان يعلن وقبل ان يناقش". واضاف ان "الجو الدولي كما يظهر رفض هذا المشروع عملياً". ورأى ان "احد اهم اهداف المشروع الاميركي هو منع اي تطور في العلاقة بين العراق والاقطار العربية"، داعياً الى "العمل باتجاه قرارات القمم العربية وقرارات مجلس الوحدة الاقتصادية وتنامي العمل العربي المشترك". الى ذلك انتقد رمضان بشدة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان واتهمه بأنه "يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية". ورداً على سؤال لصحيفة "فريميا نوفوستاي" الروسية عن لقاء محتمل له مع انان لدرس "العقوبات الذكية" اتهم رمضان الأمين العام بأنه "لا يلعب اي دور في الاممالمتحدة وانه يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية". واضاف انه "لا يقوم بأي شيء للحفاظ على برنامج النفط للغذاء الذي وافق عليه والذي استبدل بالعقوبات الذكية. لقد أكدت الاممالمتحدة وحدة اراضي العراق لكن حدودنا تنتهك يومياً ولا تحرك الاممالمتحدة ساكناً". وأعرب عن أمله بأن تستخدم روسيا الفيتو على مشروع "العقوبات الذكية" مؤكداً أن بغداد "لن تغير موقفها حيال موسكو" في حال لم تقم بذلك. وتلقى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى رسالة خطية من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالنيابة طارق عزيز أوضح فيها الموقف الرسمي من مشروع "العقوبات الذكية" المطروح في مجلس الامن. وجاء في الرسالة، التي حصلت عليها "الحياة"، أن موقف العراق الرسمي من هذا المشروع أنه يستهدف إبقاء الحصار "لأمد طويل وتشديده بما يهدد سيادته وحريته وحقه المشروع في التعامل مع الاشقاء والشركاء وفقاً لرؤيته المستقلة ومصالحه الوطنية"، وأن "إبقاء عائداته المالية من النفط تحت مراقبة الاممالمتحدة نوع من الوصاية". وطالبت الرسالة باتخاذ موقف عربي صريح ضد المشروع البريطاني "استناداً الى الموقف المبدئي وقرار قمة عمان التي طالبت برفع الحصار عن العراق". وغادر نائب رئيس المجلس الوطني العراقي عجيل جلال إسماعيل امس القاهرة متوجهاً الى ليبيا في زيارة تستمر يومين.