سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تيري ديلي المدير العام للناقلة في العالم العربي وووسط آسيا وجنوبها : سوق الشرق الأوسط ستشهد نمواً متواصلاً في السنوات المقبلة و"الخطوط البريطانية" لم تدفع أي رشوة للمسؤولين الهنود
} قال تيري ديلي المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ووسط آسيا وجنوبها في "الخطوط البريطانية" إن شركته تولي اهتماماً كبيراً لسوق الشرق الأوسط وإنها لا تتوقع تحولات عميقة في هذه السوق في الوقت الراهن، ولكنها تراهن على استمرار حصول نمو قوي فيها في المدى القصير. وذكر في مقابلة مطولة مع "الحياة" تحدث فيها عن مشاريع الشركة ان "البريطانية" أنفقت قرابة 150 مليون جنيه نحو 210 ملايين دولار على تطوير خدمات الدرجة السياحية التي ستشهد إدخال درجة جديدة اليها تتميز بمستوى وسط بين الدرجة الاقتصادية ودرجة الأعمال. كما نفى أن تكون شركته سددت أي رشاوى من أجل زيادة عدد رحلاتها الأسبوعية الى الهند. تعتبر "البريطانية" أول شركة طيران في العالم تدخل الخدمة الجديدة من نوعها وتمنح مسافريها فرصة االاختيار بين أربع درجات متباينة. وقال ديلي: "لدينا منتجات عدة جديدة نحاول عبرها تطوير أنماط الخدمة المقدمة للركاب، ومنها في صورة خاصة مقعد الدرجة الاقتصادية الجديد من فئة WORLD TRAVELLER PLUS، وهو موجه للاشخاص الذين يريدون انفاق مزيد من المال مقابل الحصول على قدر أكبر من الراحة والسعة، وكذلك الشركات التي تحتاج الى تنقل موظفين بالدرجة الاقتصادية مع ضمان معايير راحة أكبر لهم". وتابع يقول: "أنفقنا 150 مليون جنيه استرليني على تطوير الخدمات المقدمة للدرجة السياحية. ولا شك في أن الدرجة الجديدة ستلقى استحسان مسافري الرحلات الطويلة الذين يحتاجون الى فضاء أرحب للجلوس والراحة". وأضاف أن الابتكار الأهم الآخر هو مقعد الأعمال "كلوب وورلد" لدرجة الأعمال، كثير من الشركات يرغب في خيارات مريحة لموظفيها بين مقاعد الأولى والأعمال. السوق العربية وأشار إلى أن "البريطانية" طورت مزيداً من المنتجات للسوق العربية، "فمثلاً في الجو هناك أفراد طاقم يتحدثون العربية في كل الرحلات. هناك ثلاثة أطقم يتمركزون في العالم العربي: في البحرينوالقاهرةوبيروت. وهناك ترفيه في الجو من أفلام وقنوات سمعية وجرائد وطعام حلال، وهدفنا من كل ذلك أن نظهر اهتمامنا باحترام ثقافة المسافرين العرب الذين هم زبائن مهمون لنا". وأشار إلى أن في هيثرو "خدمة مجانية للواصلين تتيح لهم استئجار سيارات ليموزين ومساكن والخدمات المختلفة في بريطانيا، حيث قد لا تكون معايير الخدمة نفسها التي يعتادها المسافرون القادمون من منطقة الشرق الأوسط وحيث تختلف مستويات الخدمة عن مثيلتها في أوروبا". وشرح أن شركته تركز أيضاً على العائلة ولذا قامت مع "هيئة السياحة البريطانية" باطلاق "الكتيب العائلي". أما الأعضاء العرب في برنامج "اكزيكوتيف كلوب" لجمع الأميال فقال إنه بات الآن بامكانهم استلام الرسائل الموجهة لأعضاء البرنامج باللغة العربية. وتطرق الى التحولات التي تقبل عليها منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة "البريطانية" التكيف معها. وقال: "المنطقة تتغير هذا صحيح. تجربتنا تمتد 70 عاماً في هذه المنطقة ونحن نسير في خطى متسارعة منذ بعض الوقت. على مدى السنوات الماضية كنا نستثمر في هذه المنطقة منذ أن بدأت شركتنا رحلاتها اليها، وذلك عندما كانت طائراتنا مضطرة للتوقف في الخليج العربي، في طريقها الى آسيا أو استراليا". وتابع يقول: "في نهاية السبعينات، دخلت طائرات بوينغ 400-747 الكبيرة السعة والبعيدة المدى الخدمة، متيحة الاستغناء عن التوقف في المحطات الوسيطة وبينها منطقة الشرق الأوسط، وهذا طرح علينا تساؤلاً لتحديد ما إذا كانت هذه المنطقة سوقاً بحد ذاتها أم لا". وأضاف: "اخترنا التوسع في هذه السوق، ولجأنا لذلك لشراء طائرات للعمل على هذا الخط من طراز بوينغ 767 خصصت لخدمة هذه السوق دون غيرها". وتابع يقول: "مع نمو السوق وضعنا، بعد ذلك، طائرات بوينغ 777 على خطوط الشرق الأوسط، مع توزيع درجات أكبر للأعمال والأولى بعدما لاحظنا أن هناك طلباً أكبر على المستويات الأْعلى للسفر. ومنذ سنة ونيف زدنا الرحلات الى دبي التي تعتبر أحد المراكز الرئيسية لرحلات المتابعة في المنطقة. ومع نمو السوق سننظر الى الخطوات التي يتعين علينا أن نقدم عليها. ونحن نركز على كل جزء من السوق على حدة. والوجهة الوحيدة التي لا نستطيع أن نسّير رحلات يومية اليها هي السعودية، ليس لأننا لا نرغب ولكن لأنه ليس مسموحاً لنا بذلك". وعن معدلات الرحلات التي تسيّرها "البريطانية" الى البلدان العربية قال: "لدينا رحلات يومية على متن طائرات بوينغ 777 إلى كل من القاهرة والكويت والدوحة وأبوظبي ومسقط، ونسيّر رحلتين يومياً إلى دبي. أما بيروت ودمشق وعمان وحلب فهذه تخدمها شركة بريتيش مديترانيان، شريكنا المرخَّص. وتمت زيادة رحلاتنا بين لندنوبيروت الى تسع في الجدول الصيفي لمواجهة الارتفاع الكبير في الطلب على هذا الخط. واختصاراً يمكننا القول إننا نؤمن تغطية واسعة لكل المنطقة ولمسافرينا في مختلف أنحائها". وتحدث عن تجربة الناقلة البريطانية وعلاقتها بالسوق العربية من وجهة نظر استراتيجية في وقت تشهد سوق الطيران التجاري العربية بروز ناقلات جوية منافسة وذات مستويات خدمة عالية، فقال: "نمونا كان دائماً متوازياً مع نمو السوق لا بل كان نمونا أحياناً أسرع من نمو السوق نفسها، وعلى المدى القصير نحن في وضع جيد ولكننا، على المديين المتوسط والبعيد، لا نزال في مرحلة تخطيط"، قبل أن يضيف: "هذه المنطقة من العالم مهمة للغاية، والاستثمار فيها ينمو ولا أرى شيئاً في الأفق غير النمو". إعادة هيكلة وعن إعادة الهيكلة التي تشهدها السوق العربية مع الانفتاح المتزايد الذي تحتمه خطط تحرير الأجواء وتخلي الحكومات عن دعمها المالي اللامحدود لناقلاتها الوطنية وطرح هذه الأخيرة للتخصيص قال: "على رغم النمو بهذه الطريقة إلا أن هناك هيمنة حكومية كبيرة على الأجواء، لا سيما في الخليج. والشركات الحكومية تدار كما تدار الكيانات الخاصة من دون تساهل. والشراكات والتحالفات لا تزال الى اليوم في مرحلة الطفولة، لكن في الوقت الحالي لم تبلغ هذه التحالفات مرحلة النضج بعد. وفي الوقت الراهن لدينا اتفاقات تبادل رموز مع طيران الامارات في كل من لندن وأبوظبي ومانشستر ودبي". وعلى صعيد التحالفات التي يمكن أن تدخل فيها "البريطانية" في المنطقة قال: "لا يزال مبكراً الحديث عن تحالفات في السوق والأمر يحتاج إلى متطلبات ومستلزمات كثيرة لم تتوافر بعد في الوقت الراهن. ونحن سننظر في التحولات في السوق ونرسم استراتيجياتنا على هذا الأساس". واستبعد فكرة اقدام "البريطانية" على شراء إحدى شركات الطيران العربية وقال: "ليست هناك ناقلة جوية عربية مطروحة للبيع الآن. ونحن عادة لا نتحدث عن الاتصالات التي يمكن أن تجري بهذا الخصوص. ولو كانت التفاصيل مهمة فسنعلنها في وقتها. ونحن لا نقول إننا غير مهتمين، ولكن يجب أن نسير مزيداً من الخطوات الى الأمام قبل أن نقرر". التحدي الهندي وأشار إلى أن أكبر تحد تواجهه "الخطوط البريطانية" في الهند هو اتفاق الرحلات الجوية، مشيراً آلى أن لدى شركته اتفاقاً أساسياً لتسيير 16 رحلة في الأسبوع من دون أن يُسمح لها بزيادة هذا العدد. وقال: "نأمل، مع تقدم مسيرة تخصيص الخطوط الهندية أن يتبع ذلك مزيد من تحرير الاجواء". وتابع قائلاً: "ليست هناك سعة وخطوط كافية للرحلات بين الهند وأوروبا وما بعدها. وهذا الأمر يضطر المسافرين الى السفر عبر طرق ثانية. ولو كانت لدينا فرصة لزيادة عدد رحلاتنا وسعتنا المقعدية، فنعم، نحن نرغب في أن ننقل مزيداً من المسافرين الى الهند وأن نسيّر منها واليها عدداً أكبر من الرحلات". ونوه إلى أن "أفضل طريقة في الوقت الراهن لاستغلال الحصص المتاحة للخطوط البريطانية للسفر الى الهند هو الطيران مباشرة بين لندن في رحلات يومية إلى كل من مومباي ودلهي، مع تسييرنا ثلاث رحلات أسبوعية إلى كلكتا واثنتين أسبوعياً إلى مدراس تشيناي". وتطرق الى موضوع التغييرات التي شهدتها رحلات "البريطانية" الى السوق الهندية فقال: "كان الاتفاق من قبل ينص على حقنا في تسيير 16 رحلة أسبوعياً الى الهند، على أن نواصل أبعد من دلهي. وكنا نذهب الى كلكتا ودكا الزاماً، بموجب هذا الاتفاق. ثم تغير اتفاق الرحلات الجوية وقالوا لنا: بوسعكم الآن أن تتوقف كل رحلاتكم في دلهي، من دون الحاجة إلى متابعة الرحلات الى ما بعدها. وهذا ما كنا نطالب به منذ فترة طويلة لأن هذا ما كانت تحتاج اليه السوق". وأضاف: "وبالفعل اتخذنا قراراً صعباً بوقف تسيير رحلات الى كلكتا. وكانت لدينا سبع رحلات، من دون توقف، الى دلهي ومثلها الى مومباي واثنتان الى مدراس. وعندما أعلنا في بيان رسمي أننا ننوي وقف رحلاتنا الى كلكتا اتصل بنا رجال أعمال من هناك وعرضوا علينا أن نستمر في تسيير رحلاتنا الى كلكتا". وتابع يقول في معرض رده على سؤال ل الحياة" حول ما أشيع عن رشوى بمليون دولار سددتها "البريطانية" لمسؤولين هنود من أجل السماح لها بتسيير رحلات الى كلكتا: "هم الذين اتصلوا وعرضوا علينا الخط. ونحن لم نتصل وكنا مسرورين بتلبية هذا الطلب. وسيّرنا نتيجة هذا الترتيب ثلاث رحلات إضافية ليصبح عدد رحلاتنا 19 رحلة أسبوعية إلى الهند". وتابع يقول: "أفهم، أنه حسب الطريقة التي يُنظر بها الى الهند أنه قد يعتقد أننا استخدمنا طرقاً غير مباشرة لبلوغ هدفنا. ولكني أنفي ذلك قطعاً. ونحن تم الاتصال بنا واستجبنا ولم تكن هناك أي رشاوى". وأبدى رغبة "البريطانية" في توسيع عملياتها في السوق الهندية وقال: "بودنا تسيير مزيد من الرحلات الى الهند لو أتيح لنا ذلك". ونفى أن تكون شركته مهتمة بالدخول في مناقصات تخصيص "الخطوط الهندية"، مشيراً إلى أن "البريطانية" تنتظر لترى ماذا سيحصل على مستوى المناقصات التي لم تدخل بها "لأن الخطوط البريطانية هي فقط مستشار في عملية التخصيص".