سارت تظاهرة سلمية نسائية امس في مدينة بجاية، عاصمة منطقة القبائل الصغرى، احتجاجا على العنف الذي استخدمته القوات الامنية الجزائرية ضد المتظاهرين البربر في الاحداث الاخيرة، فيما علم ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يبدأ هذا الاسبوع جولة في ولايات في الجنوب لاعلان خطة احياء الصحراء. يبدأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة هذا الأسبوع زيارة عمل لمدن داخلية في "الجنوب الكبير" بهدف إعلان برنامج وطني للتنمية يتضمن إنجاز عدد من المشاريع الكبرى المعطلة مثل الطرق وامدادات مياه الشفة والكهرباء. وتسعى الحكومة الجزائرية من خلال برنامج تنمية المناطق الجنوبية الى توفير ظروف ملائمة لتوافد الاستثمارات المحلية والأجنبية. وأفادت مصادر في الرئاسة أن جولة بوتفليقة التي ستبدأ الخميس، ستشمل ولاية الأغواط 500 كلم جنوب العاصمة وولاية غرداية 600 كلم جنوباً وسيتم خلالها إعلان برنامج تنمية لمدن الجنوبالجزائري والصحراء الكبرى بقيمة 20 بليون دينار جزائري. ويشمل برنامج التنمية 13 ولاية. وتأتي هذه الجولة في ظل إرباك السلطة في التعامل مع أحداث منطقة القبائل. وكان رئيس الدولة بدأ، منذ نهاية الأسبوع، تنفيذ سلسلة من الإجراءات أقرها المجلس الأعلى للأمن مثل إجراء مشاورات مع القوى السياسية. وفي هذا الإطار، أفاد عضو قيادي في التجمع الوطني الديموقراطي أن الحزب أُبلغ، أمس، بتأخير اللقاء المقرر مع بوتفليقة إلى مساء اليوم بسبب "التزامات طارئة". وأفيد أن الأمين العام للحزب وزير العدل السيد أحمد أويحيى تلقى دعوة للمشاركة في اللقاء الذي سيتناول "قضايا وطنية". وفي موازاة مشاورات الرئاسة مع الأحزاب، علمت "الحياة" من قياديين في أحزاب "القوى الديموقراطية" المناوئة لبعض سياسات رئيس الجمهورية ان لقاء سيجمع اليوم حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية حزب بربري يقوده الدكتور سعيد سعدي والحركة الاجتماعية الديموقراطية التي يقودها الهاشمي الشريف والجبهة الديموقراطية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق سيد أحمد غزالي والتحالف الوطني الجمهوري الذي يقوده رئيس الحكومة السابق رضا مالك. وتحدثت وكالة "فرانس برس" أمس عن تظاهرة جمعت نحو خمسة الاف امرأة من مدن وقرى منطقة القبائل الصغرى في بجاية عاصمة هذه المنطقة 250 كيلومتراً شرق العاصمة احتجاجاً على "القمع". ونقلت عن سكان محليين ان اليافطات التي رفعت خلال التظاهرة حملت شعارات مثل "لا للذين يخطفون ارواح اطفالنا" و"وحدة الشعب: نعم، وحدة الفكر: لا" و"عقاب نموذجي للقتلة وليس لاطفالنا". وانطلقت النساء والطالبات من جامعة عبدالرحمن ميرا في بجاية في اتجاه مقر الدرك. وفي منتصف الطريق بالقرب من مركز الثقافة الذي احرق خلال الاضطرابات كان في انتظارهن نساء من مدن وقرى المنطقة بازيائهن التقليدية. وجرت التظاهرة بهدوء واحيطت بقوات تنظيم طلابية وورجال شرطة. ونظمت تظاهرات سلمية عدة خلال الايام الماضية في منطقة القبائل للمطالب بمعاقبة "قتلة" الشباب في هذه المنطقة. الى ذلك، عاد وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني، أمس، إلى الجزائر إثر زيارة علاج للولايات المتحدة. وأفيد ان صحته تحسنت. ومعلوم انه يعاني قصوراً في عمل الكلي. ولم يشمل تعديل حكومي أجراه بوتفليقة قبل أيام حقائب السيادة وبينها الداخلية.