ألقى السوري فرحان صباغ عازف ومدرس آلة العود في معهد المقارنة الموسيقية لحضارات العالم في برلين محاضرة بعنوان "آلة العود عبر التاريخ" في المنتدى الثقافي للمجموعة الثقافية الفنية "مدى" في مدينة حمص. ونقل صباغ قول الباحث الموسيقي صبحي أنور رشيد: "مما لا شك فيه أن العازف العربي لا يعرف تاريخ الآلة التي يعزف عليها وهو بهذا يختلف كلياً عن العازف الغربي. وقولي هذا يستند على ما اخبرني به أشهر عازفي العود مثل سلمان شكري ومنير وجميل بشير وعلي الامام من أنهم يعانون عدم استطاعتهم اجابة الأوروبيين والأميركيين عن تاريخ العود الأمر الذي يجلب لهم الخجل الشديد...". أظهرت الدراسات والمكتشفات الأثرية الألواح الطينية التي عثر عليها في بلاد الرافدين بالخط المسماري ان أول ظهور للعود كان في العصر الآكادي. وتعود أقدم دمية طينية تحمل عوداً الى العصر السومري الحديث 2100-1950 ق.م. وهي موجودة في المتحف العراقي. عالج الكندي 801 -874م موضوع العود في شكل مفصل في رسالته "اللحون والنغم" وفيها "عرض تمرينه لإخراج صوتين، وهو أساس الهارموني في الموسيقى الأوروبية الذي يعود الفضل الأكبر فيها ل"باخ" فالضرب على أكثر من وتر ابتكار عربي". كما عالج موضوع العود أيضاً الفارابي ت 950م. وابن سينا وتلميذه ابن زبده وابن الطحان، وللعود في العربية أسماء مختلفة منها "المربت، كلمة فارسية اصلها بربري، والمزهر... الخ". وقال صباغ ان أوروبا أخذت العود عن العرب "عندما احتلوا اسبانيا ومنها انتقل الى باقي أوروبا"، فجميع تسمياتهم للعود مشتقة من التسمية العربية. البرتغالية "الود" والفرنسية "لويد" والايطالية "ليوتنو" والانكليزية "لويد" والبولونية "لويتني" والدانماركية "لود" والاسبانية "لاود" والالمانية "لاوته" علماً ان "كلمة عود تعني تحديداً جذع شجرة ويقصد انه من مادة الخشب".