واشنطن، برلين، باريس، موسكو - "الحياة"، اف ب، رويترز - توالت أمس ردود الفعل على عملية تل ابيب الانتحارية، وتراوحت بين ادانة الهجوم "غير المبرر" ومطالبة اسرائيل بضبط النفس، وبين الدعوة الى استئناف الحوار من اجل وقف العنف. وفي بيان شديد اللهجة اصدره البيت الابيض مساء اول من امس، دان الرئيس جورج بوش "هذا الهجوم الارهابي الحاقد"، وطالب الرئيس ياسر عرفات بادانته والدعوة الى "وقف فوري لاطلاق النار". ودانت موسكو "هذا العمل الاجرامي غير الانساني" الذي قالت انه يهدف الى عرقلة جهود وقف العنف، وطالبت الحكومة الاسرائيلية بضبط النفس وعدم القيام بعمليات انتقامية لان من شأن ذلك رفع وتيرة العنف ويهدد بايصالها الى مستويات اكثر خطورة. ونقلت وكالة "انترفاكس" للانباء عن مصادر في وزارة الخارجية قولها ان التوصل الى حل للازمة يستدعي وقفا فوريا لكل اشكال العنف واتخاذ الطرفين خطوات لايجاد "نقاط تقاطع". ودانت باريس "هذه الافعال العشوائية الدامية"، ودعت في بيان الاسرائيليين والفلسطينيين الى استئناف الحوار السياسي "بلا ابطاء او شروط مسبقة" من اجل وقف العنف. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان "هذا العمل الارهابي لا يمكن التسامح معه اطلاقا"، لكنه شدد على ضرورة ان يكون رد الفعل الاسرائىلي "معتدلا". وكان وزير خارجيته وصف الهجوم بانه "مفزع ووحشي نفذه ارهابي وليس له اي مبرر". لكنه رحب بادانة السلطة الفلسطينية الهجوم، داعيا الجانبين الى تنفيذ توصيات "ميتشل" فورا وبالكامل من اجل وقف دائرة العنف. ودان المستشار الالماني غيرهارد شرودر "الهجوم الجبان" الذي "لا مبرر له"، وقال في رسالة الى شارون: "اطلب منكم الا تسمحوا لهذا العمل المروع باخراج جهود التوصل الى حل سلمي للصراع عن مسارها ... واطلب من الجانب الفلسطيني ان يبذل كل جهد ممكن لمنع وقوع مثل هذه الهجمات". وكان وزير خارجيته يوشكا فيشر الموجود في اسرائيل، وضع اكليلا من الورد في موقع الهجوم حيث قال: "هذا الموقف المرعب يجب ان يتغير. يجب فتح الطريق الى السلام ووقف الارهاب فورا". واعربت وزارة الخارجية اليابانية عن صدمتها وتعازيها لاسر الضحايا، وقالت في بيان: "الارهاب لا يمكن تبريره لاي سبب. واليابان تحض مجددا جميع الاطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس من اجل منع حدوث مزيد من التدهور في الموقف". وحض رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد الجانبين على "التحرك بشجاعة لمنع وقوع مزيد من التدهور نحو عنف لا طائل من ورائه". كذلك دان وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني "العنف غير المبرر"، داعيا الى وقف "دوامة الموت والمعاناة". وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان التفجير يؤكد "الحاجة الملحة لكسر دائرة العنف". كما ندد منسق الشؤون السياسة والامنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بالانفجار، وقال في بيان: "الاتحاد الاوروبي يذكّر بأنه ضد الارهاب تماما وان هذه الاعمال تقتل الامال بالنسبة الى السلام". وناشد رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي الرئيس الفلسطيني ان يفعل كل ما في وسعه لمنع وقوع هجمات جديدة، كما وجه نداء الى الحكومة الاسرائيلية لكي تمتنع عن القيام بعمل انتقامي.