اعربت مصادر مطلعة ل"الحياة" عن "الارتياح الشديد" لنتائج زيارة الرئيس بشار الاسد الى باريس، مشيرة الى تحقيق "اختراق سياسي" كبير في "المعركة" التي جرت من قبل جماعات الضغط اليهودية في فرنسا. وكشفت المصادر ان "مسؤولين كبارا واصدقاء ومقربين من الرئيس الاسد نصحوه سابقا بالغاء او تأجيل زيارته الى فرنسا بسبب الحملة الاعلامية التي شنتها جماعات يهودية ضده وحديثهم عن عدم وجود حصانة له"، لكن الرئيس السوري اعتبر ذلك "تحديا وقرر خوض هذه المعركة الاعلامية والسياسية ضد اللوبي الصهيوني"، على اساس ان "الخسارة ليست موكدة ويمكن تحقيق نصر عربي وسوري اذا تم التخطيط وتقاسم المهمات في شكل جيد". وكانت جماعات يهودية في اميركا وعدد من الدول الاوروبية بينها فرنسا شنت حملة ضده بعد تصريحات سابقة له اعتبر فيها "المجتمع الاسرائيلي اكثر عنصرية من النازية"، وخصصت لذلك اعلانات مدفوعة ومقالات صحافية واتصالات ديبلوماسية بهدف "سعي الاسرائيليين الى التركيز على زعيم عربي وتشويه صورته لموازاة الصورة المشوهة لارييل شارون". وقالت المصادر :"ان السلاح الذي استخدمته جماعات الضغط ارتد عليها، ذلك ان تحولا كبيرا ظهر في تغطية وسائل الاعلام الفرنسية للزيارة"، لان "الاسد والوفد المرافق له تصرفوا على اساس ان الزيارة هي معركة اعلامية - سياسية". وزادت :"ان الإعداد تضمن قيام وفد من الخبراء بزيارة باريس قبل اسابيع مرات عدة والالتقاء بالمسؤولين والصحافيين والديبلوماسيين لتقديم صورة الى الاسد تم بناء عليها توزيع المهمات التي شملت نائب الرئيس السيد عبد الحليم خدام. كما ان السيدة اسماء الاخرس عقيلة الاسد، لعبت دورا في ذلك وقدمت صورة جديدة للمرأة السورية"، بحيث ان احدى الصحف عنونت ان السيدة الاخرس "سلاح من الجاذبية لسورية". واشارت المصادر الى ان خدام اجتمع اول من امس الى وفد صناعي وتجاري ل"التحدث باستفاضة عن الاصلاح الاقتصادي". واخذت المصادر من تغطية الصحف الفرنسية مؤشرا لمدى "النجاح والنصر" ذلك من خلال مقارنة بين ما كتب قبل الزيارة وبعدها، ذلك ان صحيفة "ليبراسيون" كتبت امس ان الاسد "كسب رهانه كقائد في المنطقة" وهو اوضح موقفه من اليهود "من دون ان يتراجع" و"المظاهرات المعارضة اعطته قوة كبيرة". كما ان "لو موند" كتبت انه "قام بجهد ناجح في التواصل" اذ "وجد الاسلوب الامثل للحديث مع النواب في الجمعية الوطنية" مع ان مجرد قبول الاسد الحديث فيها "دليل الى رغبته في ان يُفهم"، فيما كتبت "لاكروا" ان الرئيس السوري "لم يهتز امام المعارضين" وان "ربيع دمشق لايزال طازجا". ويبدو "الاختراق" من خلال المقارنة بما كتب يوم وصول الاسد الى باريس الاثنين الماضي، اذ كتبت "لوموند" تحت عنوان "من هو بشار الاسد؟" انه "عدو الحرية"، ومارك التر في "ليبراسيون" ان "بشار الاسد او الحقد السوري في فرنسا"، فيما ذهبت "لوفيغارو" الى ان "فرنسا مهتمة باستقبال الديكتاتور المعادي للسامية"، ثم كتب جان فرنسوا برنارد في اليوم التالي ان "الاسد معاد للسامية وثائر" بعدما قال جان ميشيل امتارنو في "ليبراسيون" انه "لاينظر اليه باحترام وغير مرحب به" بعدما حذرت "لاكروا" في 23 الجاري من انه "يخاطر بزيارته الى باريس".