كتب المحلل السياسي جورج مالبرونو، في صحيفة لو موند الفرنسية أمس أنه في الوقت الذي تستضيف فرنسا مؤتمر أصدقاء الشعب السوري يبدو أن الآمال بشأن مرحلة ما بعد الأسد لم تعد معلقة على المعارضة في الخارج. فالأولوية بدأت تصب منذ الآن في خانة الثوار في الداخل. وأضاف مالبرونو أن باريس تقوم بصورة سرية على تنظيم دفن المجلس الوطني السوري الذي كانت تعتبره الممثل الرئيسي للمعارضة السورية. فيما تراجع تصنيفه اليوم إلى مجرد ممثل. بين العديد من الممثلين الآخرين لشعب يناضل من أجل حريته وكرامته منذ أكثر من 16 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وإذا كان الهدف المعلن من المؤتمر الثالث لأصدقاء سورية، هو التأكيد على التعبئة الدولية القوية لمصلحة عملية انتقال سياسي تستبعد عنها أية مشاركة من الأسد فإن المشاركين يجتمعون في أجواء من الانقسامات الحادة بين الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وكذلك بين أطراف المعارضة السورية. من جهة ثانية، يحذر البعض من تكرار السيناريو الليبي على سورية؛ إذ مضت ثمانية أشهر على انهيار نظام القذافي في ليبيا ولا يزال الوضع هناك معقّدا كما أن أصداء هذا الانهيار لا تزال تتردد في أرجاء شمال أفريقيا. فدولة مالي انقسمت إلى دولتين بعد نجاح الحركة الانفصالية في الشمال. وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن إسرائيل تعتبر أن تغيير النظام في سورية ذريعة للقيام بعملية اجتياح دموي جديد للأراضي اللبنانية لدرجة إعلان أحد جنرالاتها أمس أن الدولة العبرية سوف تقوم بعمليات قصف مدمرة للأماكن السكنية في جنوب لبنان.