ووريت الفنانة سعاد حسني الثرى في مصر امس، وسط جدل متزايد حول أسباب وفاتها، وتشكيك في الكلام على انتحارها، ترافق مع اعتقال السيدة نادية يسري التي كانت تستضيف الفنانة الراحلة في شقتها في لندن خلال فترة علاجها. واكدت يسري ان الفنانة الراحلة انتحرت، فيما قدم عدد من الفنانين شكوى الى السلطات مطالبين بالتحقيق مع يسري لشكوكهم بأنها اقدمت على قتل الفنانة "بهدف الاستيلاء على مجوهراتها ومذكراتها". وأقيمت الصلاة على جثمان سعاد حسني 57 عاماً، في جامع مصطفى محمود في منطقة المهندسين غرب القاهرة، وشارك في الجنازة معظم نجوم السينما المصريين، خصوصاً المخرج يوسف شاهين الذي وصل متكئاً على اثنين من اصدقائه على رغم مرضه الشديد، ونصيحة اطبائه له بعدم الانفعال والتعب. وتقدم المشاركين مندوب عن الرئيس حسني مبارك، اضافة الى عدد من المسؤولين ومئات من الفنانين بينهم عادل امام وحسين فهمي ومحمود عبدالعزيز وعزت العلايلي ومحمود ياسين. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان قوى الامن نقلت الجثمان في شكل سريع إثر انتهاء الصلاة، من دون السماح للجماهير بالسير وراء النعش، مشيرة الى ان الصلاة على الجثمان كانت مقررة في مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير، لكنها نقلت الى جامع مصطفى محمود تحسباً لوصول اعداد كبيرة من المشيعين. وكان جثمان سعاد حسني نقل من لندن الى مطار القاهرة حيث استقبله حشد من الفنانين، تقدمته شقيقتها المطربة نجاة الصغيرة. ملابسات الوفاة ونقل الجثمان في وقت لم يحسم التقرير النهائي للجنة الطبية والقانونية في مستشفى ويستمنستر في لندن الجدل حول اسباب سقوط سعاد حسني من شرفة نادية يسري التي كانت تقيم فيها في مبنى "ستيوارت تاور" في العاصمة البريطانية. واكتفى التقرير بتأكيد أن الوفاة كانت "نتيجة جروح متعددة سببها سقوطها من الطابق السادس". وقدم رئيس اتحاد النقابات الفنية السيد راضي والامين العام لنقابة الفنانين اشرف زكي والفنانون نادية لطفي وسهير المرشدي وسمير صبري وسميرة احمد، شكوى الى السلطات ضد يسري، مطالبين بمعاودة فتح التحقيقات في أسباب الوفاة. وركزت الشكوى على الاشتباه في ان الفنانة الراحلة كانت ضحية جريمة قتل، واعتقلت يسري في مطار القاهرة حيث جرى التحقيق معها في ملابسات الوفاة. وشددت الشكوى على ضرورة التحفظ على ملابس الفنانة وحقائبها وهاتفها النقال لمعرفة الاسباب الحقيقية لوفاتها، وضرورة متابعة سير التحقيقات في لندن. وقالت يسري: "صديقتي سعاد حسني أصرت يوم الحادث على أن أشتري وجبة العشاء من خارج المنزل، وعندما عدت وجدتها تنتظرني في الشرفة، ولدى صعودي فوجئت بأنها ألقت بنفسها". واستبعد الفنان عزت العلايلي اقدام سعاد حسني على الانتحار وقال: "هذا شيء غير مقبول وعاطفتي وحبي لها يرفضان أن تكون قامت بمثل هذا الفعل، لكن عقلي يقول ان الله وحده يعلم أسباب وفاتها". ولكن الفنان حسين فهمي قال ان "الأدوية المهدئة التي كانت تتعاطاها تجعل الإنسان يفقد تقدير المسافات ولا يملك الاتزان، ويكون في حال عدم ادراك كامل، لذلك استبعد وجود اي شبهة جنائية وراء وفاتها". وتساءل نقيب الممثلين الفنان يوسف شعبان: "لماذا الانتحار بهذه الطريقة المأسوية، وهناك وسائل أخرى مثل السموم والأقراص وهي أقل إيلاماً"؟ ورأى ان مصر فقدت برحيل سعاد حسني "رمزاً فنياً كبيراً"، مشيراً الى أن النقابة قررت اطلاق اسم الفنانة الراحلة على جائزة تمنح سنوياً لأحسن عمل فني وأحسن أداء تكريماً لذكراها.