أكد القضاء الأميركي أمس ان جزائرياً مُداناً بالإرهاب في قضية "تفجيرات الألفية" سيكون ضمن الشهود في محاكمة زميل له مُعتقل في نيويورك، في حين أفاد خبير أردني ان مادة كيماوية صودرت من منزل مُتهم بالتخطيط لهجمات إرهابية هي مادة "شديدة الإنفجار". نيويورك، عمّان - أ ب - بدأت أمس محاكمة مهاجر جزائري متهم بالمساعدة في خطة لتفجير منشآت في الولاياتالمتحدة، بإعلان القاضي ان شخصاً مُداناً بالإرهاب لعلاقته بهذه الخطة سيكون بين الشهود. وتلا القاضي جون كينان إسم أحمد رسام ضمن لائحة الشهود في محاكمة مختار هواري أمام محكمة نيويورك. واعتُقل رسام، وهو جزائري أيضاً، في كانون الاول ديسمبر 1999 خلال عبوره من كندا الى بورت أنجليس ولاية واشنطن بسيارة تحتوي مادة متفجرة. ودين رسام في السادس من نيسان ابريل أمام محكمة في لوس أنجليس بتهمة المشاركة في خطة تفجيرات في الولاياتالمتحدة، وكان مقرراً ان تُحدد فترة عقوبته هذا الأسبوع. وقال القاضي كينان ل 75 شخصاً من المرشحين لعضوية هيئة المحلّفين ان رسام سيشهد في محاكمة هواري. وسألهم القاضي: "هل سمع أحد منكم بأحمد رسام؟". فلم يرفع أحد منهم يده. وشهدت عملية اختيار المحلّفين بعض البطء، عندما قال نحو 24 شخصاً من المرشحين لعضوية الهيئة انهم لا يستطيعون ان يكونوا حياديين في قضية إرهابية. وأعفى القاضي كينان هؤلاء من الترشح، وحض البقية على فصل آرائهم بالإرهاب عن قدرتهم على ان يكونوا عادلين. وهواري 32 عاماً الذي تنازل عن حقه في مقاومة ترحيله من كندا الى الولاياتالمتحدة، مُتهم بالإرهاب وبجرائم أخرى بينها التزوير، واستخدام بطاقات ائتمان وحسابات مصرفية بطريقة غير شرعية. وتفيد أوراق المحكمة ان المدعين يُخططون لإظهار ان هواري دعم رسام في خطة التفجيرات، من خلال إقناعه عبدالغني مسكيني، وهو جزائري يعيش في بروكلين، بالسفر الى سياتل لمقابلة رسام بعد عبوره من كندا في كانون الاول 1999. وينوي المدعون إثبات ان هواري أعطى مسكيني جواز سفر كندياً مزوراً ووثيقة هوية للمساعدة في تهريبه من كندا الى الولاياتالمتحدة. وأقر مسكيني في آذار مارس الماضي بذنبه في اتهامات تتعلق بمشاركته في المؤامرة، وذلك بعد اتفاق مع المدعين. وقال المحامي دانيال أولن أمام المحكمة أمس ان ضغوط المدعين لن تؤثر على موكله هواري للإقرار بالتهم. وأضاف: "اعتقد بأنهم سيكونون سعداء لو أقر بالذنب، لكنه لا ينوي ذلك". وفي عمّان، أبلغ شاهد للإدعاء محكمة عسكرية أمس الأربعاء ان مادة كيماوية صودرت من منزل في عمّان لشخص مُشتبه بضلوعه في الإرهاب وعلى علاقة بأسامة بن لادن، هي مادة متفجرة شديدة المفعول. وأدلى كامل ناجي كامل 52 سنة، وهو خبير كيماوي في إدارة المخابرات العامة، بشهادته أمس في محاكمة رائد حجازي، وهو أردني - أميركي مُتهم بالتآمر لتنفيذ هجمات على أهداف أميركية واسرائيلية في الأردن نهاية 1999. وقال كامل للمحكمة التي لا تضم هيئة محلّفين، ان المادة الكيماوية نايتريت اليوريك التي صودرت من منزل حجازي هي "مادة شديدة الانفجار ويُمكن ان تُلحق ضرراً شديداً بالأشخاص والممتلكات" إذا مُزجت بمادة كيماوية أخرى هي باروكسايد اسيتون. وأضاف ان الصندوق الذي حوى المادة الكيماوية تضمن ايضاً تعليمات مكتوبة بخط اليد لكيفية صنع المتفجرات. وأوضح انه تلقى الصندوق من المدعي العسكري الرائد محمود عبيدات. وستعقد المحكمة العسكرية جلستها المقبلة في 5 تموز يوليو المقبل. وكانت المحكمة أصدرت في 18 ايلول سبتمبر الماضي حكماً غيابياً بالإعدام على حجازي وخمسة آخرين بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية في الأردن وحيازة أسلحة ومتفجرات. وهو اعتُقل في دمشق في الأول من تشرين الأول اكتوبر ورُحّل الى عمّان. وبموجب القانون الأردني يحق للمدان غيابياً ان يحصل على محاكمة جديدة بعد اعتقاله.