كلما دار الحديث عن رياضة السيارات عموماً وسباقات الراليات تحديداً وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، يتبادر الى الذهن فوراً وبشكل تلقائي المرحلة الأهم والأعرق وهي مارلبورو رالي لبنان الدولي التي تنطلق نسخته الخامسة والعشرين في الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة المقبل من الوسط التجاري في مدينة بيروت وتستمر فعالياتها الى مطلع تموز يوليو. الحدث كبير بتنظيمه، وعظيم بسجل المشاركين في احداثة منذ ولادته والى الآن. ولعل ابرز ما يميزه بين المراحل الاخرى لبطولة الشرق الاوسط، انه كان بداية الطريق لأبطال واصلوا مسيرتهم بنجاح من بعده من العرب وغيرهم على مدار عمره الطويل. اعتاد مارلبورو رالي لبنان ومنذ انطلاقته استضافة أسماء كبيرة في عالم هذه الرياضة المثيرة، وخصوصاً في العقد الأخير الذي استنهض خلاله المنظمون هذا الحدث بعد انتهاء الحرب اللبنانية. لقد تعاقب أبطال كُثر على المجيء للمشاركة في هذا الرالي، أو لمجرد الاستمتاع بمشاهدة المنافسة التي قل نظيرها في هذه البقعة من العالم. وبعودة سريعة إلى الأعوام العشرة الأخيرة وبمراجعة لائحة من النجوم التي شاركت بدءاً من عام 9319، يتبين على الفور اهمية هذا السباق بالنسبة الى الكثيرين. فالثنائي الفرنسي ألان أوراي وجان رانيوتي الذي شارك في ذلك العام تحديداً وفاز الاخير بلقبه كان متوجاً بطلاً بلقب بطل العالم للفئة "ن" عامي 8919 و1990. واستمتع عشاق الراليات انذاك بقيادة نجم عالمي جديد في المرحلة الخاصة الاستعراضية الأولى هو الفنلندي تومي ماكينن الذي أصبح في ما بعد واحداً من أبرز سائقي الراليات في تاريخ هذه الرياضة عندما أحرز لقب بطولة العالم للراليات أربع مرات متتالية اعوام 9619 و1997 و1998 و1999. وشهد عام 9419 مشاركة البطل الإيطالي أليساندرو فيوريو على سيارته "لانسيا دلتا"، وهو أنهى بطولة العالم عام 8719 في المركز الثاني ضمن الفئة "ن". وتمكن فيوريو من تحقيق المركز الأول له ولسيارته في لبنان... وهذا النوع من السيارات بالذات حقق انتصارات كثيرة في ما بعد. اما عام 1996، فكان مميزاً بالفعل مع مشاركة بطل العالم يوها كانكونن كضيف شرف، وكالعادة كان الحضور المميز لهذا البطل الفنلندي له الأثر الإيجابي على الحدث ومتتبعي هذه الرياضة، لأن كانكونن صاحب الألقاب العالمية الأربع أعوام 1986 و1987 و1989 و1993 كان من أبرز الشخصيات الرياضية التي شهدها الرالي في تاريخه. واللافت أن هذا السائق لا يزال يحمل الرقم العالمي لجهة عدد الانتصارات وهو 23 مع السائق الإسباني كارلوس ساينز والبريطاني كولن مكراي. وفي عام 1997 جاء دور الفرنسي ديديه أوريول سائق مارلبورو وبطل العالم عام 1994، فانضم إلى سائقي مارلبورو الإماراتي محمد بن سليم والسعودي عبدالله باخشب في حملة تعريف عن رياضة الراليات لمتتبعي منافساته من الشباب العرب في لبنان. كان اوريول أول فرنسي يحمل لقب بطولة العالم، وهو لا يزال حتى اليوم يسابق ضمن فريق بيجو الفرنسي. زوار من نوع آخر كان مارلبورو رالي لبنان على موعد مع زوار من نوع آخر العام الماضي، فبدل مشاركة أبطال معاصرين، جاء دور "المحاربين القدامى" الذين يحتلون الآن مراكز مرموقة في الاتحاد الدولي للسيارات في مقدمهم ديفيد ريتشاردز، بطل العالم كملاح مع الفنلندي آري فاتانين عام 8119، وهو الآن صاحب حقوق النقل التلفزيوني والتسويق لبطولة العالم للراليات في كل أقطار العالم، وشيكار ميتا الملقب "ملك السفاري" بعد أن فاز بهذا الرالي الصعب خمس مرات قبل أن يترأس لجنة الراليات في الاتحاد الدولي للسيارات. ويجمع حدث هذا العام كوكبة جديدة من الأسماء العربية والعالمية من بينهم الفرنسي إيف لوبيه بطل أوروبا عام 8919، والإيطالي بييرو لياتي حامل اللقب ذاته عام 9119، فضلاً عن مجموعة من أبرز الأبطال العرب في مقدمهم سائق مارلبورو السعودي عبدالله باخشب الذي يحتل المركز الثاني حالياً في ترتيب مسابقة كأس الاتحاد الدولي للفرق ضمن بطولة العالم، والإماراتي محمد بن سليم بطل الشرق الأوسط 12 مرة... الى جانب سائقين محليين متمرسين يأتي على رأسهم سائق مارلبورو اللبناني روجيه فغالي وجان بيار نصرالله وغيرهم. مارلبورو رالي لبنان الدولي هو الرالي الأعرق في منطقة الشرق الأوسط على صعيدي المشاركة والمنافسة، والقاعدة لن تشذ هذا العام... والأكيد ان الاسطورة ستستمر.