كان الغروب يخنق المدينهْ يغتال روح لندن.. الباردة.. الحزينهْ يلطخ البيوت بالأنينْ يقتلُ كلَّ من يراه في الطريقْ وكنت أخشى أن يزور شرفتي وأن يمدّ ظفره الأسودَ... في عيني... ويسرقَ السوادْ وأن يمدّ نابه الأسودَ... في صدري... ويعصر الفؤادْ وفجأة... لمحتُ في الشارع حشد المعجبينْ وفجأة... تفجَّر الشارعُ بالهُتافْ "سعاد! يا سعادْ! يا أنتِ! يا كاملة الأوصاف!" تسلل الغروب لصّاً مسرعاً.. يخافْ واشتعلتْ لندنُ... مثلَ ليلةِ الزفافْ أطلُّ من شرفتيَ الصغيرهْ أنا... أنا الأميرهْ! وانثر الوردَ على جموعيَ الغفيرهْ ضفيرتي تعبث بالغيوم وتبرق النجوم في الضفيرهْ "غني لنا... أيتها الأميره!" اشدو... ويسري اللحن في النسيمْ لحني القديمْ - عبدالحليم! - "أيتها الأميره! نريد منك رقصة... أيتها الأميرهْ!" أرقصُ... كالفراشة الصغيره اعلّق الجمهور... في الضفيرهْ واسمعُ الهتافْ "اقتربي... كاملة الأوصافْ! اقتربي.. جمهورك القديمْ يريد أن يراكِ من قريبْ يريد أن يضم في يديه الطفلة الأثيره" أدنو... اطل... ينتشي التصفيقْ أتيتُ يا جمهوري الصديقْ عدتُ اليكَ... نجمةً صغيرهْ طفلتك القديمة.. المثيرهْ لم يخجل الغروبُ... وهو يقتلُ الأميرهْ لندن - يونيو 2001م