1- قصة حب في السينما في قاعة السينما القديمة يرتجف العشاق. * * * على الشاشة ممثل، وممثلة يتبادلان القبل، يرقصان، يدخنان تحجبهما غلالة رقيقة * * * الجميلة التي ترافقني تتركني سعيدة شفتاها تبحثان في الظلام عن شفتي الممثل الورديتين. 2- وداع مرير لا يزال مكان جسدك دافئاً على السرير لا أريد أن أرى السفينة التي تحملك الى حيث لا عودة. أعود الى الاستيقاظ مبكراً أتناول الإفطار وحيدا. الزمن، الشراشف، الأشياء الأخرى، والضيوف الآخرون يمحون ذكرانا. 3- قلبي العزيز عندما كنت مجنوناً في ايطاليا رغم الادعاء بغير ذلك، لم يكن أمراً مهماً * * * لكن الجنون في باريس مرعب، مرعب لا أمل في الشفاء أبداً من الجنون. 4- الرقص على أنغام الاوركسترا ليس هناك مخرج آخر، غير الانتحار أو القتل. 5- ذكرى لصديقتين "خوانيتا" تمشط الطفلة ضفائرها تعلق شريطين من الحرير، وتنتظر أميراً عجوزاً. "تريسا ساورا" في صمت البيت المجاور تدور "تريسا ساورا" المسحورة بقميصها الداخلي وعيني مجنونة آه، يا ابنة الحائك، إنه الانتحار أيتها الفتاة الحلوة ذات الضفائر الذهبية، يقولون: "تريسا ساورا" تضرب صورة أبيها تتناول العشاء وحيدة، ثم تطلق في الليل صرخات رعود ذاكرتها، أنا رأيتها من غرفتي، تتعرى وتحرك صندوقها. أين أنت، يا "تريسا ساورا" صدقيني، لم أخبر أحداً بأي شيء، الحشايا البيضاء على الأرائك، الستائر مسدلة، يا "تريسا". أراك تدورين في غرفتك، تغنين بقميصك الأبيض، لا تتركيني للجنون يا "تريسا ساورا". 6- لا أستطيع أن أمنحك سوى الحب يمرُ النيلُ كما لو كان في كأسي في ضوء آخر الليل الذهبي، كم حكم وجودنا تصبح الحياة بلا فائدة وجودنا معاً مستحيل، يضيع النيل بين الشواطئ العابسة لا يبقى سواك كما كنا في تلك الأيام. * * * مجد الجسد الاستمتاع باللذة كالموسيقى الطيبة أو الاستمتاع بكأس مفعم * * * بينما تضيعُ أنتَ ببطء وذلك الحب، حتى الثمالة كما لو كانت قصة شخص آخر، أراه يموت كما لو كنت أنا فقط. 7- اسم مكتوب في الماء تلتصق الرغبة بالروح حشائش متسلقة على جدار قديم. آه لو أستطيع محو صورتها، قبلها كنتُ سعيداً لماذا ألقت المصادفة بجسدها في طريقي؟ لمعان جلدها، نظرتها الذهبية؟ قبلها كنت سعيداً تدخلين فجأة، تلاعبين قطا، تُلقين نظرة، تضحكين، البحر في الأفق ينتظر العوالم، إنه شعاع المراهقة، قال صديقي، كان يمكنني أن أموت كمدا في ستة أشهر، قبلها كنت سعيداً، قبل أو بعد ستة أشهر، أكون لا شيء، المساء في تلك اللحظة. توقف كما يوقف الشاعر الزمن في أشعاره. كشف عن جمالك، الفتنة سجنت روحي في منفى مرعب، لو امتلكتك الآن، لن تكون المتعة كما في تلك اللحظة، تلك اللحظة لن تعود أبداً، أغلق عيني الى الأبد، أموت ناقماً، تتحول يداي تراباً، دون ان تلمسا المعجزة. * الشاعر خوسيه ماريا الباريث Jose Maria Alvarez من مواليد مدينة "كارتاخينا" قرطاجنة التابعة لمقاطعة مرسيه العام 1942، حصل على الليسانس في التاريخ، لكنه عمل في مجال الكتابة الصحافية في عدد من الصحف المحلية والوطنية، وكتب السيناريو للسينما. لكن أبرز انشطته الأدبية بعد الشعر كان في مجال الترجمة، ترجم أعمال "كافافيس" و"ستيفنسون" و"إدغار ألن بو"، وأصدر مختارات عدة من الشعر الانكليزي، وكتب في النقد التشكيلي، وله كتاب مشهور عن الفنان التشكيلي الاسباني المعروف "فيلاثكيث". وكتب العديد من المقدمات لأعمال شعرية وروائية اسبانية. أصدر ديوانه الشعري الأول العام 1974 تحت عنوان "متحف الشمع"، ثم استمر ينشر هذا الكتاب مضيفاً اليه ما يكتبه من قصائد جديدة كل مدة، حتى اصبح يشكل الاعمال الكاملة له. عنده نظرة فلسفية خاصة الى الحياة والكتابة، يميل الى التصوف، ويشير دائماً الى الشعراء المتصوفين في كل اللغات التي يجيدها. يعتبر أحد أنشط الكتاب في الحياة الثقافية الاسبانية، ويدير منذ سنوات "مهرجان مرسيه للشعر المتوسطي" الذي تضمه مدينة مرسيه كل سنتين، ويقدم قراءات شعرية لشعراء من دول البحر المتوسط. ترجمة وتقديم: طلعت شاهي