القاهرة - "الحياة" -عادت الفنانة صفاء أبو السعود الى الوقوف مجدداً أمام كاميرات التلفزيون بعد ابتعادها سنوات طويلة تفرغت خلالها لإدارة قناة الأفلام في محطة "راديو وتلفزيون العرب" "ART" وتقديم بعض البرامج على شاشتها. وهي تنفي، بذلك، أن تكون "المذيعة" أخذتها من "الممثلة"، مؤكدة انها عندما وجدت الشخصية التي تناسبها، عادت الى جمهورها من خلال مسلسل "ملكة من الجنوب". "الحياة" قابلتها، وكان هذا الحوار: ما أسباب ابتعادك عن التمثيل طويلاً؟ - كانت مشكلتي التي تحول دون الوقوف امام كاميرات التلفزة، ممثلة، طوال السنين الماضية تكمن في غياب نص جيد أقدمه الى جمهوري الذي ينتظر مني دائماً المتميز والجديد. وتلك مسؤولية. لذلك فضلت الابتعاد، إذ لم أجد عملاً يمكن أن يثنيني عن قراري بالابتعاد عن التمثيل. وعندما وجدته عدت مرة أخرى الى الشاشة الصغيرة. وهل وجدت في "ملكة من الجنوب" النص الجيد الذي جذبك الى العودة الى الشاشة؟! - بكل تأكيد. ف"ملكة من الجنوب" يعطيني فرصة تقديم شخصية جديدة عليَّ تماماً لم أقدمها قبلاً. وهي شخصية امرأة بدأت حياتها فتاة بسيطة تعيش مع أهلها البدو في الصحراء ومع الماشية والأغنام. لكنها كانت تدرك انها موهوبة ولديها امكانات تتيح لها أن تعيش في مكان أكبر من موطنها. وكان لديها طموح بأن تصبح امرأة مهمة، لذلك سلمت نفسها للنخاس الذي أخذها معه جارية الى العراق ليبيعها لقصر الخليفة العباسي المنصور. وكان دخولها القصر ليس كامرأة عادية أو جارية بل امرأة موهوبة تتمتع بالحكمة وتقول الشعر. لذلك كانت تنصح الخليفة الذي يطلبها في مجلسه الخاص، الى أن قرر الزواج منها وأنجبت له الخليفتين المهدي وهارون الرشيد. كانت ذات موهبة في التطريز وتعشق الموسيقى وتعزف على العود. فأحببت الشخصية لحيويتها. ولماذا تعودين الى الشاشة بشخصية تاريخية، وقد اعتادك الجمهور في الأعمال الاجتماعية؟ - لم يكن مقصوداً أن أعود بشخصية تاريخية، لكن حين عرض عليّ المخرج أحمد طنطاوي شخصية "الخيرزان" وجدت انها ستقدمني في شكل مختلف عما اعتادني الجمهور. ثم انني قدمت أعمالاً تاريخية قبلاً، منها مسلسل "محمد رسول الله الى العالم" و"الأزهر" للمخرج أحمد طنطاوي. ولكن من المعروف أن سبب ابتعادك عملك كمذيعة مسؤولة عن قناة الأفلام في محطة ART؟ - عملي الاعلامي لم يبعدني عن الفن، لكن وضعي الاجتماعي بعد الزواج من الشيخ صالح كامل قلل من حجم ظهوري على الشاشة كممثلة، وأصبحت لديّ محاذير كربة أسرة. انا لا أحب الابتذال او المشاركة في عمل هابط. لست محجبة لكنني أميل الى الاحتشام. وعندما أعتذر أتهم بأن عملي الاعلامي أخذني من الفن. ثم ان دراستي تؤهلني للعمل الاعلامي الى جانب التمثيل. فقد درست الاخراج والموسيقى، فضلاً عن انني خريجة فلسفة وعلم نفس. لم أبتعد عن الشاشة لأن الابتعاد كان يمكن أن يدمرني. وعلى رغم حصول برنامج "ساعة صفا" الذي أقدمه على ART على جائزة أحسن برنامج على مستوى الفضائيات، لا أشعر انني مذيعة. أنا فنانة، والفنان انسان يعرف كيف يُخرج من الضيف كل ما عنده من دون مضايقات أو تطفل. معظم الممثلين عملوا معي وأنا طفلة صغيرة في برامج الأطفال وكزملاء وهم أساتذة الآن في التمثيل. ما هي المعايير لاختيارك ادوارك الآن؟ - المعايير لم تختلف. فأنا دائماً يهمني أن يكون العمل محترماً ويقدم رسالة فنية هادفة ويناسبني اجتماعياً، أي ألا تخجل من أن تشاهده أي أسرة عادية، ويقدمني في شكل جديد غير مكرر ويناسب تقاليدنا شكلاً ومضموناً. ولماذا ابتعدت عن السينما؟ - أعترف انني لم أخلص للسينما وبالتالي لم تخدمني على رغم حبي الشديد لها. فأنا أدير قناة للأفلام ودراستي في قسم الاخراج في معهد السينما كانت بهدف العمل مخرجة سينمائية، وسر عدم اخلاصي لها يكمن في انني حين عملت في السينما كنت طالبة في معهد الكونسرفاتوار وأمثل في المسرح، ثم جاء التلفزيون وخطفني. لذلك فإن الأفلام التي قدمتها لم تضف إليّ شيئاً الا الجماهيرية. انها لم تترك أي بصمة. أنا أحب السينما لواقعيتها، ولكن أفضل التلفزيون كجهاز ساحر يجذب الملايين، فالناس يشاهدون المسلسلات طوال السنة. وماذا عن المسرح؟ - المسرح الآن أصبح موسمياً. لم يعد مثل أيام زمان. قدمت مسرحية "موسيقى في الحي الشرقي" التي استمر عرضها ثلاث سنوات كاملة. والمسرح الآن أصبح مثل عمال التراحيل ما عدا أعمال بعض النجوم الكبار، مثل عادل إمام ومحمد هنيدي وعلاء ولي الدين. لذلك أرفض العمل فيه. وأخيراً هل بعد "ملكة من الجنوب" ستختفي صفاء أبو السعود مرة أخرى؟ - لن أختفي. فهناك مسلسل مع المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي التي كان لها فضل كبير في تقديمي في أحسن أعمالي، مثل مسلسل "هي والمستحيل". وهو عمل اجتماعي هادف سأعود به الى الدراما الاجتماعية.