سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعدما باشرت الإدارة تبليغ 1200 قرارات الصرف، بينهم 450 فوق سن ال 60 : الموظفون الناقمون يقتحمون مبنى ل "ميدل ايست" ويعطلون رحلات الشركة ويصعدون تحركهم اليوم
بدأت شركة طيران الشرق الأوسط "ميدل ايست" أمس بتنفيذ قرار صرف 1200 موظف من الفائضين بإبلاغهم شفوياً الاستغناء عن خدماتهم. إلا أن الأمر لم يمرّ من دون تصعيد سلبي من جانب نقابات الموظفين والمستخدمين في الشركة الذين اعتصموا منذ الصباح امام مقر الشركة في مطار بيروت الدولي، وشاركهم فيه نواب من "حزب الله" وحركة "أمل" والحزب السوري القومي الاجتماعي. ولم يقتصر تحرك الموظفين على الاعتصام بل تخطّوه باقتحام مبنى الإدارة في محاولة للوصول الى الطبقة الثالثة حيث مكتب رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت لإخراجه من الشركة. فمنعتهم قوى الأمن الداخلي من تخطي الطبقة الثانية. وقال مسؤول في نقابة الموظفين ان "مفاوضات أجريت مع القوى الأمنية أفضت الى توافق بخروج الحوت من الشركة لإنهاء التحرك، إلا أن الاتفاق "نُقض". وتضاربت الروايات في شأن اقتحام الموظفين مكاتب رؤساء الدوائر في الشركة حيث استولوا على مستندات تنص على شروط العمل الجديدة وكتب تبليغ الاستغناء عن الخدمة، فمزقوها وأحرقوها امام مبنى الشركة. وأقدم الموظفون ايضاً على قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن الشركة وتعطيل اجهزة الكومبيوتر فضلاً عن تعطيل ثماني رحلات للشركة. ونفذ موظفو الأرض والمضيفون والمضيفات اضراباً من الرابعة بعد الظهر الى الثامنة مساء، عطلت خلاله الخدمات والرحلات. وظل الحوت وأعضاء في مجلس الإدارة طوال يوم امس في مقر الشركة بحماية القوى الأمنية، وكانوا على اتصال دائم مع المسؤولين في الحكومة لمتابعة المستجدات، خصوصاً أن قرار الصرف الذي يندرج ضمن خطة لإعادة الهيكلة للحد من خسائر الشركة هو قرار "سياسي" وليس إدارياً فقط. وستكلف التعويضات ل1200 موظف التي تشمل أيضاً 250 موظفاً سيفتح لهم باب الاستقالات، نحو 100 مليون دولار أمّنها مصرف لبنان مالك أسهم الشركة من مصارف اجنبية عبر خطوط اعتماد. ورأت أوساط مراقبة لما حصل امس من تحركات سلبية، ان لا حماية فعلية لتنفيذ قرار اتخذه مجلس الوزراء ما طرح علامات استفهام؟ وقالت: على رغم وجود القوى الأمنية في حرم الشركة، لم تمنع اياً من المعتصمين من دخول المكاتب وتهديد الموظفين الذين يعملون، وكأن لا قرار بتنفيذ الحماية. وأعربت الشركة في بيان عن اسفها "لبعض الأعمال اللامسؤولة التي حرض عليها و قام بها بعض المتضررين وهم قلة". وأكدت ان "مجلس الإدارة يقوم بواجباته ويتحمل مسؤولياته، ويطلب من جميع المعنيين بهذا الأمر ان يتحملوا مسؤولياتهم". وأكدت مصادر فيها الاستمرار في تنفيذ القرار والاتجاه الى التبليغ عبر نشر اللوائح. وشارك في اعتصام الموظفين سبعة نواب هم عمار الموسوي وعلي عمار وحسين الحاج حسن عن "حزب الله" وعلي بزي وعلي خريس وعلي حسن الخليل عن حركة "أمل" ومروان فارس عن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين اكدوا "عدم السماح بتنفيذ قرارات الصرف مهما كلف الأمر". ودعا النائب عمار الموظفين الى "وضع قرارات الصرف تحت أقدامهم، لأن هذه الإدارة قوة احتلال لا مكان لها بينهم". واعتبر ان "المشكلة هي في ذهنيتين تتحكمان بالبلد، الأولى ذهنية رأس المال المتوحش الذي لا مكان فيه للفقر والثانية يمثل فيها الموظفون الشريحة الكبرى". موقف الشركة وصدر عن شركة "ميدل ايست" بيان اعلنت فيه ان التعويضات التي ستمنح للذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم "تعد لائقة وسخية وفق كل المعايير المحلية والعالمية التي يبلغ معدّلها 38 ألف دولار أميركي للموظف الواحد تدفع إضافة الى تعويضاته القانونية المستحقة له لدى الضمان الاجتماعي". وأكدت ان "هذا القرار كان خياراً لا بد منه حفاظاً على طياريها ومضيفاتها ومضيفيها وموظفيها الذين سيتابعون بعد هذه العملية النهوض بمسؤولية توفير افضل الخدمات للمسافرين وحماية الثقة العالية التي يمنحها اللبنانيون وغيرهم من المسافرين للشركة التي لم تخذلهم في اصعب الأوقات". وأعلنت ان "هذا القرار على صعوبته يعوّض بالأمل بخفض الخسائر التي لا تثقل موازنة الشركة وكاهل موظفيها فحسب، بل الشعب اللبناني بأسره، وهو الذي يتحمل كلفة خسارتها السنوية والتي فاقت 750 مليون دولار أميركي في خلال العقدين الفائتين". وشددت "مرة جديدة بضمير مرتاح ان هذا القرار اتخذ في منأى عن اي تدخل سياسي أو غيره، وأن المعايير التي اعتمدت في الصرف كانت في غاية الموضوعية والشفافية ومن افضل ما حصل في شركات الطيران العالمية بشهادة شركات الاستشارات العالمية". واعتبرت أن "الشركات التابعة التي اطلقت ستكون مربحة وتضمن استمرار عمل الموظفين وتحسين أوضاعهم وفي طليعتها شركة الخدمات الأرضية "ميغ" وشركة تشغيل مطار بيروت وصيانته "ميز" وشركة "ماسكو" لصيانة الطائرات، والتي بات في إمكانها ان تبقى في منأى عن أي عملية صرف جماعي قد تحصل في الشركة الأم في حال فشل هذه العملية الإنقاذية وعدم توقف النزف المالي الكبير". ووزعت الشركة جدولاً بأعمار الموظفين المصروفين وعددهم وقيمة تعويضاتهم الإضافية: "الموظفون من عمر 60 وما فوق، عددهم 450 ومعدل التعويض الإضافي للشخص 32 ألف دولار أميركي، من عمر 55 الى 60، عددهم 327 ومعدل تعويضهم الاضافي 44 ألف دولار، من عمر 50 الى 55، وعددهم 250، معدل تعويضهم 47 ألف دولار، من عمر 45 الى 50، عددهم 225 ومعدل تعويضهم 38 ألف دولار، من عمر 40 الى 45 عددهم 116 معدل تعويضهم 26 ألف دولار، من عمر 30 الى 40 عددهم 51 معدل تعويضهم 23 ألف دولار من عمر 30 وما دون عددهم 3 معدل تعويضهم 22 ألف دولار". وأكدت نقابتا الموظفين والمضيفين في الشركة تصعيد التحرك اليوم باعتصام يبدأ في السابعة صباحاً امام مبنى الشركة وشكروا للنواب مؤازرتهم ومساندتهم لحقوقهم. وقال بيان الاتحاد العمالي العام: "نظراً إلى التطورات الحاصلة في شركة "ميدل ايست" قرر نائب رئيس الاتحاد بسام طليس نقل اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي المقرر عقده في مقر الاتحاد الى مقر اتحاد النقل الجوي في المطار لمتابعة التطورات الحاصلة واتخاذ القرارات اللازمة في شأنها، على ان يعقبه مؤتمر صحافي".