أعلنت روسيا موقفاً متشدداً ضد "العقوبات الذكية"، داعية الى حل سياسي للمسألة العراقية، وطالبت الولاياتالمتحدةوبريطانيا ب"وضع حدٍ فوراً لأنشطتهما العسكرية في منطقتي حظر الطيران" في شمال العراق وجنوبه. ونفت واشنطن ولندن ما أعلنه العراق عن غارة اميركية - بريطانية شماله اسفرت عن مقتل 23 شخصاً وجرح 11 آخرين في ملعب لكرة القدم في منطقة الموصل. وقرر وزير الخارجية الاميركي كولن باول زيارة الشرق الأوسط الاسبوع المقبل لبحث الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والمسألة العراقية. واتصل الرئيس الاميركي امس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وجددت بغداد تهديدها ب"وقف التجارة مع أي دولة تساعد في تنفيذ العقوبات الذكية"، ووقف العمل ببرنامج "النفط للغذاء" نهائياً، مؤكدة ان مصر والأردن وسورية ضد مشروع القرار البريطاني - الاميركي الذي حددت واشنطن مهلة حتى 3 تموز يوليو لإقراره في مجلس الأمن. واستدعت موسكو مندوبها الدائم لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف "للتشاور وصوغ تصور كامل ودقيق" للقضية العراقية. وكان لافروف وجه رسالة مفتوحة الى رئيس مجلس الأمن يطالب فيها بعقد "جلسة مفتوحة" للنظر في "تحسين الوضع الانساني في العراق"، تقررت في 26 الشهر الجاري. وقال مسؤول روسي رفيع المستوى ل"الحياة" إن القضية العراقية "كبيرة" وان دولاً عدة معنية بها و"عليها تسجيل مواقفها علناً". وأضاف ان المداولات التي جرت في المجلس لا تعني موافقة موسكو على مبدأ "العقوبات الذكية"، بل أنها حاولت توضيح الصورة وتريد "مكاشفة" يشارك فيها الأعضاء الدائمون وغير الدائمين ودول اخرى معنية. وزاد ان هناك دولاً تستفيد من التعامل مع العراق لكنها "تتستر" على موقفها الفعلي من العقوبات، داعياً الى "معارضة كاملة وواضحة يُسمع فيها صوت فرنسا والصين، والدول المجاورة للعراق، خصوصاً سورية والأردنوتركيا ومصر". وتابع ان روسيا تدعو الى "حل سياسي" يأخذ في الاعتبار الأسباب التي أدت الى فرض العقوبات، وفي مقدمها احتلال الكويت وأسلحة الدمار الشامل. ورفض الإجابة حين سئل هل ستستخدم روسيا حق النقض الفيتو ضد المشروع البريطاني - الاميركي، لكنه شدد على "رفض أي مشروع لا يخفف معاناة الشعب العراقي". الى ذلك كثف العراق حملته الديبلوماسية لشرح موقفه الرافض مشروع القرار البريطاني - الاميركي، وقال نائب رئيس الوزراء وزير المال حكمت إبراهيم في مؤتمر صحافي عقده في السفارة العراقية في عمّان ان الأردن ومصر وسورية أكدت له رفضها "العقوبات الذكية"، مهدداً بوقف "التجارة مع أي دولة تتعاون في تنفيذها". لكن مسؤولاً أردنياً قال ل"الحياة" إنه على رغم رفض بلاده "مبدأ العقوبات" فهي لم تحدد بعد موقفها منها في حال صدور قرار ملزم من مجلس الأمن. وفي أوسلو، أعلن نائب وزير الخارجية العراقي نزار حمدون ان بغداد لن تستأنف صادراتها النفطية "إذا لم تتم العودة إلى برنامج النفط للغذاء، كما أقر في صيغته الأساسية". وأضاف حمدون الذي قام بزيارة خاطفة للسويد، التي ترأس لجنة العقوبات: "عندما يقررون تمديد البرنامج لمدة 180 يوماً كما كانوا يفعلون سابقاً سنكون مستعدين لاستئناف صادراتنا". إلى ذلك، نفت بريطانياوالولاياتالمتحدة أن تكون مقاتلاتهما قصفت أي منطقة في شمال العراق، وقال ناطق باسم قاعدة "انجرليك" في تركيا إن الطائرات الأميركية والبريطانية التي تراقب منطقتي الحظر الجوي لم تلقِ خلال طلعاتها أمس وأول من أمس "أي صاروخ أو قنبلة أو ذخيرة من أي نوع". وكان العراق أعلن ان تلك المقاتلات اطلقت أمس صواريخ على منطقة تل عفر قرب الموصل، فأصابت ملعباً لكرة القدم، مما أدى إلى مقتل 23 شخصاً وجرح 11 آخرين.