صدر للقاص والكاتب العراقي المقيم في الإمارات عبدالإله عبدالقادر كتاب بعنوان "الأعمال القصصية" في مجلّدين عن دار المدى دمشق. يضم المجلّد الأول أربع مجموعات هي: الجنرال، طلب لجوء، اليانكي، هنادي النخلة والسنونو. ويضم الثاني أربع مجموعات: هموم علوان الأحدب، رحيل النوارس، مرثية لكلكامش، غريبان على الشاطئ. أما لوحة الغلافين فمن الرسام شاكر حسن آل سعيد. ويوضح الناشر في كلمة حملها الغلاف: "بعد عقود من العمل المسرحي في المسرح، كتابة وإخراجاً وتأريخاً وتنظيراً، وفي الأدب والنقد، كتب عبدالإله عبدالقادر القصة القصيرة، كما لو كانت قصيدة من نوع خاص، تدور في جوهرها على علاقة الإنسان بذاته، التي يقترب منها، يتأملها، يلتمس ما أبقت الأيام فيها من ملامح، بعد نسيج بالغ التعقيد من علاقات هذه الذات بالآخرين وبالعالم، مروراً بخط ناظم لا يغيب أبداً، هو الوطن "العراق" الذي يبلغ أقصى أشكال حضوره في المنفى". ومن جو القصص: "قال الرجل ذو اللحية البيضاء: دعونا نرحل اليوم، لقد أزف موعدنا، ولم يعد لنا رزق، كل الأبواب أغلقت بوجوهنا، وحل الشيطان في كل حواري المدينة. رفضت الزوجة العجوز اقتراح زوجها، واتهمته بالخرف، وبدأت تذكره بأيامه الأولى في هذه المدينة، وبشبابه، وبفضل أهل المدينة عليه عندما جاء هارباً من المجهول، واستقر فيها ومنحوه عملاً وزوجاً وأطفالاً ومالاً، ثم صرخت في وجهه: - ماذا تريد إذن؟ قال الرجل العجوز: لقد تلبسنا الشيطان، إن الوباء قادم الى هذه الأرض، طاعون سيحل في كل مكان. سخرت منه العجوز، وقالت: - لقد مللت هذيانك، انني لن أرحل معك، وأولادي سيبقون معي، هذه مدينتنا. - لا ارتباط لنا بهذه المدينة ايتها المرأة العجوز، لم يمت قريب لنا في هذه الأرض، ولا ارتباط بمكان لأحد لم يدفن فيه واحد من عائلته. هكذا أفهم الارتباط بالأرض". ....