حذر الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني إسرائيل من القيام بأي عدوان شامل يستهدف المنطقة، لأنها ستتلقى ردوداً سريعة وجدية من داخل فلسطين والدول العربية والإسلامية. وقال رئيس مجلس تشخيص النظام، في حديث إلى "الحياة" عن إمكان شن إسرائيل حرباً واسعة قد تطاول إيران: "ان أي خطوة من هذا النوع ستوضع أيضاً في حساب الولاياتالمتحدة، وعندها ليس متوقعاً أن تكون ساحة الاشتباك محدودة، إذ أن الإسرائيليين لا يقومون بمثل هذه الخطوة من دون ضوء أخضر أميركي". وعن موقف إيران إذا طاولها أي عدوان، قال إن بلاده خاضت مثل هذا الاختبار "واثبتت أنها لا تقف مكتوفة بل ترد بقوة واقتدار". ويشغل رفسنجاني منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو هيئة عليا تساند المرشد آية الله علي خامنئي في صناعة السياسة الاستراتيجية داخلياً وخارجياً، مما يجعله محافظاً على دور متقدم في صناعة القرار الإيراني، إضافة إلى كونه أحد أعمدة الثورة والدولة. وتنظر طهران بقلق إلى الأوضاع المتفجرة في المنطقة بفعل السياسة الإسرائيلية، وتؤكد باستمرار موقفها الداعم مالياً وسياسياً للفلسطينيين مع عدم التواني عن تقديم الدعم العسكري إذا اقتضى الأمر، كما أكد رفسنجاني في حديثه إلى "الحياة". وأضاف ان إسرائيل لن توقف شرها عن لبنان ولهذا فإن أمام المقاومة طريقاً طويلاً، كما أن الأمر لم ينته في لبنان، إذ ظلت قضية مزارع شبعا بلا حل. وأشاد بالمواقف المصرية في الأشهر الأخيرة حيال القضية الفلسطينية وإسرائيل، ورأى ان الاستمرار على هذا المنوال سيؤدي إلى حل المشاكل بين طهران والقاهرة، وقال: "اعتقد أنه ينبغي لمصر وإيران أن يكونا في خندق واحد". وأبقى رفسنجاني الباب مفتوحاً أمام العراق، معرباً عن الأسف لعدم تجاوبه مع إيران، ودعا إلى مواصلة تطوير العلاقات الإيرانية - العربية، خصوصاً مع السعودية وبقية الدول الخليجية، داعياً إلى البدء بمفاوضات جدية مع الإمارات العربية المتحدة لحل المسائل العالقة. وتمنى في الشأن الداخلي الإيراني أن تعطي حكومة الرئيس محمد خاتمي أهمية أكبر للوضع الاقتصادي. ورأى أن العلاقة بين خامنئي وخاتمي جيدة، و"ان الظاهر والباطن واحد في هذه العلاقة".