بدأت جامعة الموصل شمال العراق تنفيذ مشروع احياء مكتبة آشور بانيبال وانشاء "معهد صدام للدراسات المسمارية". يقول رئيس جامعة الموصل قيس سعيد عبدالفتاح ان "التصاميم الأساسية للمشروع راعت مراحل التطور الحضاري لهذا البلد العريق الذي يعد معهداً للحضارة البشرية"، مؤكداً ان مكتبة آشور بانيبال ستوفر للباحثين والدارسين كل ما يتعلق بتاريخ العراق عبر حقبه الطويلة. وترجع تسمية المكتبة الى أول مكتبة أسسها الملك الآشوري آشور بانيبال قبل أكثر من خمسة آلاف سنة وكانت تضم ثلاثين ألف لوح ورقيم طيني. وسيكون المعهد المتخصص في الدراسات المسمارية ملاذاً لطلبة الدراسات العليا والباحثين في التاريخ الرافديني القديم وفي اللغة المسمارية عبر مدوناتها الأدبية والتاريخية. ومن بين ما يزمع المعهد التابع لجامعة الموصل ان ينظمه مستقبلاً، مؤتمرات وندوات متخصصة في المسماريات ينتظم فيها باحثون وعلماء ومؤرخون من العراق والدول العربية والغربية. وكانت جامعة الموصل بحسب موقعها القريب من مواقع حضارات عراقية قديمة أسست قسماً للآثار سيكون المنطلق لمعهد الدراسات المسمارية. يذكر ان الجامعة كانت أول من وضع معجم اللغة الأَكَدية الذي صار مرجعاً في دراسة تاريخ أَكَد وحضارتها، وشكّل مفتاحاً لقراءة أرث الأكديين وحقبتهم التاريخية. ويسعى المعهد بحسب رئيس جامعة الموصل الى استعادة الألواح والرقم الطينية التي تدون جوانب مهمة من الحضارة الرافدينية والموجودة في المتاحف العالمية كما في المتحف البريطاني ومتحف برلين ومتحف اللوفر. الى ذلك، عثر آثاريون قبل أيام على حجر كبير في مدينة بابل الأثرية، يضم مسجلاً أدبياً راقياً تضمنت سطوره المحفورة ذكريات وأشعاراً وخواطر لرحالة مرّوا في بابل قبل خمسة آلاف سنة. ونقلت مجلة "ألف باء" الأسبوعية الصادرة في بغداد عن مصدر مسؤول في المدينة الأثرية قوله إن "الحجر قطعة أثرية نادرة، لم تسبق الاشارة الى مثيله في الماضي، وان الحجر الأدبي سجل كبير دونت عليه ذكريات وقصائد شعرية وخواطر.