تونس - "الحياة" -أنهى وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان أمس زيارة لتونس استمرت نحو أربع وعشرين ساعة سلم خلالها الرئيس زين العابدين بن علي رسالة خطية من الرئيس جاك شيراك تعلقت بتطوير العلاقات الثنائية. وعكست المحادثات التي أجراها جوسلان مع وزراء الخارجية السيد حبيب بن يحيى والتربية السيد منصر الرويسي والاستثمار الخارجي السيد فتحي المرداسي رغبة الحكومتين بتنشيط التعاون في قطاعات عدة، بعد البرود الذي مرت فيه العلاقات التونسية - الفرنسية طيلة السنتين الأخيرتين بسبب خلافات على أوضاع حقوق الانسان. وأجرى جوسلان أمس محادثات مع الأمين العام لحزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم السيد علي الشاوش، تعتبر الأولى منذ القطيعة التي قررها الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي ينتمي له جوسلان، في نيسان ابريل الماضي احتجاجاً على تجميد نشاط رابطة حقوق الانسان التونسية. وقال جوسلان انه زار تونس ل"تعزيز العلاقات" بين الجانبين. ولوحظ ان جوسلان اجتمع مع سياسيين معارضين ونشطاء حقوق الانسان في شكل منفصل صباح أمس وناقش معهم قضايا تتعلق بتطوير التجربة الديموقراطية وتعزيز دور المجتمع المدني، وفي مقدم الذين التقاهم رئيس رابطة حقوق الانسان المحامي مختار الطريفي ونائبته الصحافية سهير بلحسن والأمين العام ل"التجمع الاشتراكي" المحامي أحمد نجيب الشابي والوزير السابق محمد الشرفي وعضو "المجلس الوطني للحريات" غير مرخص له محمد الطالبي ورئيسة "جمعية النساء الديموقراطيات" مستقلة المحامية بشرى بلحاج حميدة. وكانت مسألة اللقاءات مع وجوه "المجتمع المدني" أدت الى خلافات مع الحكومة التونسية لدى الإعداد للزيارة في وقت سابق من العام الجاري مما تسبب بتأجيلها غير مرة. ويعتقد مراقبون بأن الزيارة وما أتاحته من محادثات مع مسؤولين رسميين، هي الأولى منذ زيارة وزير الخارجية هوبير فيدرين لتونس في شباط فبراير من العام الماضي، ساهمت بترطيب الأجواء بين العاصمتين ومهدت للاتفاق على عقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة في وقت سيحدده الطرفان لاحقاً. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن جوسلان قوله للصحافيين الذين يرافقونه انه بحث مع بن يحيى في "مسائل التعاون والشرق الاوسط والجزائر والمغرب وليبيا والعلاقات الاوروبية المتوسطية"، وان لقاءه الشاوش تناول "مسألة حقوق الانسان في تونس فقط". واضاف الوزير الفرنسي: "كان علينا شرح لماذا الرأي العام الفرنسي حساس ازاء هذه المسألة. انها اشارة الى الاهتمام الخاص الذي توليه فرنسالتونس". بن يحيى واعلن بن يحيى في مؤتمر صحافي ان زيارة جوسلان جاءت "في الوقت المناسب"، معربا عن امله في "تعزيز الحوار على اسس من الثقة والصفاء" بعدما "تعرضت العلاقات حتى الان للتشويش على يد بعض العناصر الذين يريدون النيل من بلدنا". ورد بن يحيى على الاسئلة عن الانتقادات في موضوع حقوق الانسان. وقال: "ان بعض وسائل الاعلام والجمعيات الاهلية والافراد يحاولون النيل من تونس". واضاف ان تونس "ترغب في ان تصنف في خانة الدول المنفتحة سياسيا واقتصاديا بنجاح". وتمنى ان يتم الحوار بين البلدين "مباشرة، وليس عبر الوسطاء"، وان يتم تخفيف اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول الى فرنسا حيث تعيش جالية تونسية تقدر بنحو 300 الف نسمة.