يخيم "الشبح العراقي" على اسواق النفط الدولية وعلى الاجتماع الوزاري لمنظمة "اوبك" الذي سينعقد في الخامس من الشهر الجاري في فيينا الذي يستهدف تقويم الاسواق وحاجاتها الى الخام في ظل ثبات الاسعار الاسبوع الماضي فوق مستوى 29 دولاراً لخام القياس "برنت" بقليل. لندن - "الحياة" - تذبذبت اسعار النفط الخام في العقود التي جرت على مدار الاسبوع اربعة ايام في بورصة النفط الدولية لكن معدله الوسط بقي في مستوى اكثر من 29 دولاراً لخام "برنت" القياسي في عقود تموز يوليو المقبل مع انخفاضه في العقود الآجلة لكانون الاول ديسمبر الى حدود 26.42 دولار للبرميل. وكان "برنت" ارتفع في بداية المعاملات امس الجمعة متجاوزا مستوى 29.27 دولار للبرميل بينما سعى التجار لاستيعاب اثر قرار الاممالمتحدة المتوقع بتمديد برنامج النفط مقابل الغذاء مع العراق شهراً واحداً وبعد تهديدات جديدة صدرت في بغداد بعدم توقيع عقود جديدة للتصدير. وعلى رغم ان السفير العراقي لدى الاممالمتحدة محمد الدوري قال "ان العراق لن يبرم عقوداً جديدة للتصدير... قال ان بغداد ستفي بالتعاقدات التي ابرمتها بالفعل ولم تُنفذ بعد" وهو ما يغطي استمرار التصدير نحو خمسة اشهر في ظل المرحلة التاسعة من البرنامج الذي ينتهي العمل بموجبه في الثالث من حزيران يونيو الجاري. وراوح سعر "برنت" في عقود تموز في عروض الشراء والبيع بين 29.15 و29.40 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية قبل بداية التداول الرسمي بعدما ارتفع 20 سنتاً عند الاغلاق مساء الخميس الى 29.34 دولار. وزاد سعر السولار ثلاثة دولارات الى 234 دولاراً للطن. وكانت الاسعار ارتفعت مساء الخميس بسبب مخاوف من ان يدفع تمديد اتفاق النفط مقابل الغذاء لمدة شهر واحد فقط بدلاً من ستة اشهر العراق الى تنفيذ تهديده بوقف الصادرات. وهددت بغداد أكثر من مرة بانها ستوقف الصادرات البالغة 2.1 مليون برميل يومياً اذا اقر مجلس الامن الدولي اقتراحا اميركياً - بريطانيا بتعديل العقوبات الدولية على العراق. ومع تذبذب "برنت" ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلا عن الامانة العامة لمنظمة "اوبك" ان سعر "سلة اوبك" انخفض الخميس الى 26.56 دولار للبرميل من 27.05 دولار الاربعاء. وقبل اربعة ايام من انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة "اوبك" يبدو ان "الشبح العراقي" سيسيطر على الاجتماع الذي يستهدف تقويم الاسواق وحاجاتها الى الخام. وتبدو المنظمة، او الدول الرئيسية فيها، تميل الى تمديد العمل بمستوى الانتاج الحالي البالغ 24.2 مليون برميل يومياً مع وضع "خطة طوارئ" تحسباً من انقطاع الامدادات العراقية فجأة. لكن جوليان لي من مركز دراسات الطاقة الدولية في لندن قال: "ان الطلب سيرتفع الى 77.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من الربع الثالث ما يستدعي زيادة في صادرات اوبك نحو مليون برميل يومياً على الاقل اعتباراً من الشهر المقبل خصوصاً ان المنتجين من خارج المنظمة لا يستطيعون زيادة الانتاج باكثر من 200 الف برميل يومياً".