سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب رئيس "هيلتون العالمية" يؤكد مواصلة المجموعة توسعها في الشرق الأوسط : . نفاوض لبناء ثلاثة فنادق في سورية ولبنان مؤجل وسوق الخليج السياحية نحو مزيد من التكامل
أكدت "هيلتون العالمية" أن التأثير الذي خلّفته الانتفاضة على السياحة في منطقة الشرق الأوسط، بقي محدوداً. وذكرت أنها تدرس فتح ثلاثة فنادق كبيرة في سورية تتجاوز سعتها الايوائية ألف غرفة، وأنها قررت الابطاء من توسعها في السوق اللبنانية في الوقت الراهن. قال نائب رئيس "هيلتون العالمية" لمنطقة الشرق الأوسط جان بول هرتزوغ إن هناك تكاملاً سياحياً بدأت تفرضه الأسواق الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى سعي "هيلتون العالمية" الى الاستجابة للتغيرات في سوق الخدمات الايوائية في العالم العربي. وتحدث، في مقابلة مع "الحياة"، عن توسع حضور مجموعته في المنطقة مشيراً إلى أن الهدف هو الوصول الى مرحلة يكون فيها ل"هيلتون" فندق في كل عاصمة عربية. وأشار إلى أن فندق "هيلتون جدة" الذي سيفتتح خلال الصيف الجاري سيضم 422 غرفة، وسيكون الأول بين خمسة فنادق جديدة تنوي المجموعة افتتاحها في كل من دبيوجدة ورأس الخيمة والقاهرةوسيناء، لتعزيز شبكتها في منطقة الشرق الأوسط التي تضم 24 فندقاً. وقال: "كنا أول سلسلة فنادق دولية تأتي الى هذه المنطقة في فندق "هيلتون النيل" في القاهرة أسسناه منذ 42 عاماً. ونحن في الخليج منذ مطلع السبعينات سواء الكويت أو المنامة أو العين وأبوظبي في دولة الامارات أو غيرها في مصر والسودان". وأضاف: "في الخليج نتوسع في خدمات فنادق الأعمال. بسبب الأوضاع المناخية هناك في كل فنادقنا مرافق ترفيهية للسياح مثل المسابح والملاعب والحدائق ولكن، كما في بقية فنادق رجال الأعمال حول العالم، على فنادقنا في الخليج أن تقدم خدمات مختلفة عن الماضي. نحن طورنا مفاهيمنا لأنه ليس هناك أمل بتشغيل فنادق الأعمال من دون تقديم تسهيلات ترفيه، وكذلك أن تقدم منتجعات الترفيه تسهيلات ترفيه وحدها دون تقديم مستويات أرقى من خدمات رجال الأعمال. الناس يرغبون في أن يتاح لهم استخدام الكومبيوتر الحضني والحصول على خدمات أخرى للتواصل والتراسل الالكتروني في شكل تلقائى. وأفضل مثال على ذلك وعلى الدمج بين هاتين الفئتين من الفنادق هو "هيلتون دبي جميرا" الذي فيه مسبح جميل ومرافق ترفيهية متنوعة، وفي الوقت ذاته خدمات وتسهيلات اتصال شتى للمسافر العصري سواء كان سائحاً أو رجل أعمال". ويصل عدد فنادق "هيلتون" في السعودية الى فندقين حالياً. أما في دولة الامارات فهناك حالياً ستة فنادق قيد التشغيل، منها خمسة في أبو ظبي والعين والفجيرة. وسيتم افتتاح فندق ثانٍ في دبي هو "هيلتون خور دبي" أثناء الخريف المقبل. وهو أول فندق "هيلتون" من نوعه في العالم، إذ سيضم 150 غرفة مصممة بأسلوب بسيط ومعاصر. كما سيفتتح فندق "هيلتون رأس الخيمة" الذي يستهدف استقبال السياح ورجال الأعمال في آن معاً. وتطرق الى نشاط مجموعته في مصر والسودان فقال: "لدينا في هذين البلدين فنادق ومنتجعات منها في السودان: فندق الخرطوم وفندق آخر سيفتح هذه السنة في بورتسودان". وأضاف: "أنواع الأعمال والمشاريع التي نقوم بها مختلفة حسب المناطق، في سيناء هناك سياحة منتجعات والقاهرة فيها خليط من أعمال وسياحة" وتابع يقول: "في سيناء منتجعات يرتادها سياح أغلبهم أوروبي من ايطاليين وفرنسيين وانكليز وغيرهم. ونحن نتعامل مع فئات مختلفة من النزلاء والسياح ونستجيب في شكل متباين لمتطلباتهم، وهو ما يجعلنا نبني المنتجعات في شكل مختلف عن فنادق الأعمال وإن كانت هناك حاجة لتطوير أنواع الخدمات المقدمة لنزلاء الفئتين". وتنوي "هيلتون" الخريف المقبل افتتاح فندق مطل على اهرامات الجيزة يدعى "هيلتون دريملاند بيراميدز غولف ريزورت" الذي يبلغ عدد غرفه 220 غرفة والذي يقع وسط ملعبين للغولف يضم كل منهما 18 حفرة. كما تنوي، خلال الخريف أيضاً، افتتاح منتجع "هيلتون رأس سدر" في سيناء، وهو منتجع يتمتع بشاطئ خاص ومرسى يتيحان للنزلاء مزاولة الرياضات البحرية. وتطرق هرتزوغ السويسري الأصل، والذي عمل في قطاع الفندقة مدة تزيد على 30 عاماً، الى تأثيرات الانتفاضة على أوضاع السياحة في المنطقة، فعبّر عن اغتباطه بالنتائج التي فاقت التوقعات المتشائمة السابقة. وقال: "أنا متفاجىء ومسرور لأن الأزمة الاسرائيلية كان لديها تأثير خفيف على الأوضاع السياحية عموماً. ولدي في المنطقة فندقان وهما يقعان في طابا ونويبع. ونحن كنا للأسف نسوقهما للسياح الاسرائيليين الذين لم يعودوا يأتون. أما بقية الفنادق فلم تتأثر لأن الاسرائيليين لا يأتون اليها". لكنه اعترف بوجود "تأثير للانتفاضة على الأوضاع السياحية من دون شك، ولكنه أقل بكثير حتماً مما كان يُعتقد". وأضاف: "بالنسبة إلى كثيرين التذرع بالانتفاضة سيكون عذراً سهلاً، ولكن هذا لا يجب أن يجعلنا نعترف أن هناك ركوداً وخوفاً من الركود سواء في مصر أو الخليج". ونبّه إلى ظاهرة ملفتة قال إنها بدأت تفرض واقعها على أسواق دول مجلس التعاون "حيث حركة التنقل داخل المنطقة في صعود متواصل سواء بقصد الترفيه أو الأعمال". وقال إن "هذه الظاهرة تواصلت خلال السنوات العشر الماضية". ولفت إلى مسألة ثانية تتحكم في سلوك المسافرين الخليجيين داخل بلدان مجلس التعاون مشيراً إلى أن "الاتجاه ليس أن هناك كثيرين يسافرون بقصد التنقل، ولكنهم مسافرون فرديون يريدون أن يبقوا في الفنادق ولا يفضلون النزول ترافقهم عائلات كبيرة". وأضاف: "بالتالي الاتجاه السابق للسياحة العائلية يتراجع لأنه نضج وبسبب تطور السوق. ويلاحظ من خلال المعارض المختلفة التي نشاهدها أ ن الاهتمام الذي يبديه رعايا دول مجلس التعاون الخليجي بالوجهات الأخرى في بلدان المجلس مدهش، وأعتقد أن هذا الاتجاه سيبقى مستمراً وسيزيد. وسيتواصل بسبب تغير نمط الحياة أساساً وتطوره". وعن أهمية المنافسة وتأثيرها اعترف بأنها "صعبة". وقال: "جميعاً نتقاتل على الزبائن أنفسهم، بينما موردو الخدمات الفندقية يزدادون في كل مكان. إذا نظرنا الى وجهة مثل دبي لوجدنا منافسة كبيرة، كان الغرض الاساسي من قيام هذه المنشآت الفندقية هو تأمين هذه الخدمات وتوريدها. إلا أننا في الوقت ذاته لا يجب أن ننظر الى زيادة توريد الخدمات على أنه تهديد. ولو تأمن الدعم من شركات الطيران والدولة ووكالات السفر والفنادق أيضاً فمن الممكن في هذه الحالة استمرار نمو السوق وتطورها". وتحدث عن لبنان ومشاريع المجموعة فيه فقال: "يعود آخر محاولاتنا لافتتاح فندق في بيروت الى ما قبل الحرب، إذ كان هناك فندق "هيلتون" من المقرر افتتاحه في العاصمة اللبنانية، إلا أن المشروع سقط لأن الحرب اندلعت في المنطقة التي يقوم فيها الفندق قبل ثلاثة أشهر من موعد الافتتاح". وتابع يقول: "هناك مشروعان في لبنان لم يُحدد موعد افتتاحهما بعد. وقد تأجّل افتتاح أحدهما، ويقع في شارع الحمراء في بيروت، عن موعده السابق المحدد في نهاية السنة الجارية. والفندق يضم 81 غرفة وهو من النوع السكني. وقرار التأجيل اتخذ لأن الافتتاح سيعني رمي المال من النوافذ. والفندق الثاني سنفتتحه بعد 36 شهراً من الآن، وهو في منطقة سوليدير في الوسط التجاري لبيروت. وهذان الفندقان هما الوحيدان اللذان تضمهما سلسلتنا في لبنان حالياً". وتطرق الى مشاريع "هيلتون" في سورية حيث ليس للمجموعة أي حضور بعد فقال: "نجري مفاوضات عدة الآن، لأننا نريد أن نتواجد في السوق السورية. ولكن إلى الآن ليس لدينا شيء نفعله فيها في الوقت الراهن". وأضاف: "نسعى الى أن يكون لدينا فندق في دمشق وآخر في حلب يراوح حجم الواحد منهما بين 250 و350 غرفة، وثالث في اللاذقية لم تتحدد بعد سعته الايوائية التي قد تراوح بين 300 و500 غرفة". وقال: "في سورية ليس لدينا أي فندق، لأنه لم يكن بوسعنا العمل من قبل فيها كشركة أميركية". وكشف عن أن "المفاوضات الدائرة لبناء هذه المشاريع الثلاثة تتناول مستثمرين عرب وسوريين في شكل منفصل". ووصف الجو الاستثماري في سورية بأنه مريح وقال: "من المناقشات التي تجري نتلمس أموراً كثيرة ايجابية، وهناك احتمال لاعادة ترحيل أموال الاستثمارات. والاموال العربية التي ستستثمر تخص في الواقع سوريين في المغترب، وهذا يظهر عمق الثقة بالتحولات التي تجري في هذا البلد". وتطرق الى مشاريع المجموعة في الأردن، فقال: "نعيد التفاوض على فندق في عمان، وهو فندق قيد البناء ويتضمن 270 غرفة. وهناك فندق آخر يقع على شاطىء البحر الميت لم يُبنَ بعد، ونحن لم نجد في الأردن من قبل أي فرصة للعمل ولكننا متفائلون". وكشف عن "محادثات عدة تجريها "هيلتون العالمية" مع ممولين ايرانيين وأجانب، ومع أطراف في طهران". وأكد أن "المستثمرين الايرانيين يحظون بدعم رساميل أجنبية غير عربية" من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقال إن "الحديث يتناول الآن بناء خمسة فنادق جديدة منها ثلاثة فنادق في طهران وفندق في أصفهان وآخر في شيراز يضم كل منها 300 غرفة ومتوسط كلفتها مجتمعة 300 مليون دولار".