سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الامين العام للامم المتحدة يعتبر الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق لبنان انتهاكا للخط الازرق . شارون يرهن بدء "التبريد" بوقف تام للنار وانان يطالب بجدول زمني لتنفيذ مذكرة "ميتشل"
في لقاء العشاء والعمل ليل السبت - الأحد بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ورئيس الورزاء الاسرائيلي ارييل شارون في القدس بدأت المناقشات بخلاف وانتهت بخلاف، أولاً في شأن الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق لبنان وأخيراً في شأن وقف النار بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومتى تبدأ "فترة التبريد" بين الجانبين. أفاد مسؤول دولي رفيع المستوى حضر اللقاء بين الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ليل السبت - الاحد ان الجانب الاسرائيلي قدم في المحادثات تفسيراً "غير اعتيادي" لطلعات الطيران الحربي الاسرائيلي فوق لبنان وخرق حاجز الصوت في سماء بيروت، وهو أن الغرض من تحليق الطائرات هو الاستطلاع واستكشاف تحضيرات "حزب الله" لعمليات ضد القوات الاسرائيلية في مزارع شبعا. وقال المسؤول الدولي ان وفد الأممالمتحدة أعرب للجانب الاسرائيلي عن شكوكه في قيمة وجدوى "استطلاع بطائرات حربية تخرق حاجز الصوت فوق بيروت بينما حزب الله موجود في جنوبلبنان وسهل البقاع". وأضاف ان أنان تحدث بوضوح أمام شارون عن كون طلعات الطيران الحربي الاسرائيلي فوق لبنان انتهاكاً للخط الأزرق. وفي بداية النقاش في شأن لبنان لنحو أربعين دقيقة بنى شارون وأعضاء الوفد الاسرائيلي وبينهم الجنرال ايلاند كلامهم على أساس اساءة تفسير لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ورأوا ان "حزب الله" يمكن أن يستخدمها مبرراً لشن عمليات ضد القوات الاسرائيلية. وأوضح انان للجانب الاسرائيلي ان تصريحاته وضعت خارج سياقها الصحيح، قائلا انه تحدث عن عودة مزارع شبعا في النهاية الى لبنان في اطار اتفاق سلام وترسيم الحدود الدولية. وأكد انان للجانب الاسرائيلي انه دعا في دمشقوبيروت وكل مكان زاره في جولته الى ضرورة احترام الخط الأزرق والتزام ضبط النفس، مشدداً على العواقب الخطيرة لفتح جبهة أخرى. واستغرق النقاش في شأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي ثلثي وقت الاجتماع الذي امتد ساعتين. وقال المسؤول الدولي الذي قدم ايجازاً للصحافيين المرافقين للأمين العام في جولته في المنطقة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اصر على "نهج تتابعي" لتنفيذ توصيات تقرير "ميتشل". وأشار المسؤول نفسه الى أن موقف شارون هذا على تباين مع التفسير الفلسطيني القائل بتزامن اتخاذ الاجراءات تنفيذاً لتوصيات "ميتشل". وأصر شارون على أن "فترة التبريد" لا يمكن أن تبدأ الا عندما يسود هدوء تام ويصبح وقف النار سارياً مئة في المئة. وأضاف، حسب المصدر نفسه، ان الرئيس ياسر عرفات قادر تماماً على تحقيق ذلك الأمر إذا كان راغباً. وأشار المسؤول الدولي الى أن انان أوضح لشارون ان لديه شكوكه في ما إذا كان الأمل في حدوث هدوء مطلق أمراً عملياً. وأضاف المسؤول: "تقرير ميتشل يتحدث عن فترة تبريد محدودة لستة أسابيع، وعن اجراءات لبناء الثقة وصولاً الى استئناف المفاوضات على القضايا النهائية. لكن متى تبدأ حركة عقارب الساعة لحساب فترة التبريد ... من لحظة اعلان وقف النار أم عندما يتحقق وقف النار؟ لقد حصلت حوادث اطلاق نار أمس، وشارون يقول ان فترة التبريد لا تبدأ الا بعد حصول هدوء مطلق مئة في المئة". وتابع ان أنان عقب بالقول ان من الممكن بذل جهود مئة في المئة، لكن هذا لا يضمن نجاحاً بنسبة مئة في المئة. وفي محاولة لقراءة المزاج السائد في الطيف السياسي الاسرائيلي، التقى الأمين العام للأمم المتحدة أمس على الترتيب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، ووزير العدل السابق يوسي بيلين، ورئيس لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست دان ميريدور، والرئيس الاسرائيلي موشي كتساف وشمعون بيريز. وكان انان والوفد المرافق له التقوا في رام الله نهار السبت الرئيس عرفات ومعه الوزراء نبيل شعث وياسر عبد ربه وصائب عريقات، اضافة الى الدكتورة حنان عشراوي، كما التقى رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع. وايد بيلين في تصريحات بعد لقائه أنان وجود مراقبين لوقف النار وتنفيذ توصيات ميتشل، معتبراً الرقابة "مفتاح النجاح". وقال: "نحتاج الى مجموعة مراقبة بقيادة الأميركيين، فالفلسطينيون لا يمكن أن يصدروا الحكم علينا ونحن لا يمكن أن نكون الحكم على التزامهم وقف النار. يمكن للجانبين ان يتفقا على مجموعة مراقبة يمكن ان تكون اميركية أو من الأممالمتحدة أو أوروبية أو غير ذلك، لكن لا بد من المراقبة واعتقد ان هذا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة، وآمل في ان توافق عليها الحكومة الاسرائيلية. والأمر الثاني المهم هو الجدول الزمني الذي هو التفسير لتوصيات تقرير ميتشل التي تتحدث عن وقف النار، وتجميد الاستيطان واجراءات لبناء الثقة تشجع المفاوضات". الى ذلك، تبين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده انان وبيريز عقب لقائهما ان الامين العام للامم المتحدة كان اقترح ليل السبت - الاحد على شارون اجتماعا ثلاثيا مع عرفات، وكان هذا الامر سبب مشادة بين شارون وبيريز. وقال بيريز عندما سئل في المؤتمر الصحافي عن الاجتماع انه وشارون كانا مشغوليْن ليل السبت - الاحد وانهما سيجلسان معا الاحد لتقرير أفضل وسيلة لمعالجة هذا الاقتراح. وقال انان ردا على سؤال ل"الحياة": "أود ان ارى توضيحا اوضح للطريق امامنا مع جدول زمني لتنفيذ تقرير ميتشل حتى لا يظن الناس ان القضية الوحيدة هي وقف النار الذي هو عنصر مهم في العملية كلها لكننا نحتاج الى جدول زمني لنعرف الطريق امامنا وان وقف النار ليس نهاية الطريق". وكرر انان حض الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على تنفيذ توصيات "ميتشل". وقال بيريز من ناحيته ان هذا التقرير مبني على مراحل متتابعة مع انه يشكل حزمة واحدة. وقال ان هذه المراحل هي وقف النار وتعزيز الثقة والعودة للمفاوضات وان تقرير تينيت هو "تجسيد للمرحلة الاولى وترجمة لها". وهذه الوثيقة تتحدث عن وقف النار ووقف التحريض واعادة نشر القوات الاسرائيلية الى مواقعها قبل تشرين الاول اكتوبر الماضي ورفع الاغلاق وتسهيل حياة المدنيين. وقال انان انه اوضح للقيادتين الفلسطينية والاسرائىلية ان لا بد من جدول زمني لتنفيذ توصيات "ميتشل". وسئل ان كان يقبل بموقف شارون عن بدء فترة التبريد فقال انه لا بد من ربط وقف النار باطار سياسي. وخلال المؤتمر رحب بيريز بانان ونوه بدوره في التوصل الى تقرير "ميتشل"، معتبرا ان التقرير هو الورقة الوحيدة التي يمكن العمل على اساسها حاليا. واقترح بيريز ان يقدم الامين العام للامم المتحدة من جانبه وثيقة تتناول الشؤون الاقتصادية.