بعد ستة سنوات وشهر و23 يوماً على حادثة تفجير مبنى فيدرالي في اوكلاهوما سيتي، اكبر عملية ارهابية على ارض الولاياتالمتحدة، انهت حقنة قاتلة زرعت في الفخذ الأيمن وانتشرت في الشرايين حياة منفذ العملية تيموثي ماكفي. وأعلنت سلطات السجن في تير هوت في ولاية انديانا وفاته في الساعة 7:14 صباحاً بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة، منهية بذلك جدلاً كبيراً رافق اجراءات المحاكمة والاحداث التي تلت اصدار الحكم بإعدامه حتى تنفيذه امس، فيما تجدد الجدل حول قانون الاعدام في الولاياتالمتحدة الذي ينقسم المجتمع الاميركي حوله. ماكفي 33 عاماً هو اول سجين فيديرالي تنفذ فيه عقوبة الاعدام منذ العام 1963. كان ماكفي طلب من محاميه عدم استئناف الحكم بالاعدام، لكن الكشف عن وجود وثائق لدى مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي لم تقدم اثناء المحاكمة أرجأ تنفيذ الاعدام للتأكد من سلامة الاجراءات القانونية، وفي الاسبوع الماضي رفض قاض فيديرالي طلب محامي الدفاع وقف تنفيذ الاعدام لعدم وجود ادلة تشير الى فساد المحاكمة ممهداً بذلك الطريق لانهاء حياة ماكفي. وقال الناطق باسم مكتب السجون دان دون ان ماكفي كان هادئاً طوال فترة العملية، وتعاون بشكل كامل وانضباط اثناء وجوده في خليته الانفرادية حتى وصوله الى غرفة الاعدام ومن ثم صعوده الى الطاولة ليتم تقييده ومن ثم حقنه. وشاهد تنفيذ العملية عشرة من اقارب الضحايا والناجين من حادثة التفجير من غرفة مجاورة، اضافة الى عشرة صحافيين رووا تفاصيل العملية. وعلى بعد 650 ميلاً في مدينة اوكلاهوما شاهد العشرات من عائلات الضحايا والناجين في حادثة التفجير وقائع تطبيق الاعدام من خلال بث تلفزيوني مغلق. وقضى ماكفي ساعاته الاخيرة يحضر نفسه للاعدام مع محاميه. وقال سجانوه انه نام بشكل طبيعي في اليومين الاخيرين وكان يتحدث مع محاميه والحراس. وبعدما نقل الى غرفة الاعدام تم توثيقه الى طاولة وامضى 45 دقيقة قبل ان يتلقى الحقنة القاتلة وهي مؤلفة من ثلاثة دفعات: واحدة للتنويم واثنتان لوقف التنفس والقلب. وقال الشهود ان ماكفي رفع رأسه ونظر باتجاه الحاضرين قبل ان تأخذ الحقنة مفعولها ومن ثم نظر الى السقف ومات مفتوح العينين. وحسب رواية مسؤولي السجن فإن ماكفي لم يدل بأي تصريح واكتفى بكتابة اجزاء من شعر تقول: "انا سيد قدري، وانا قائد روحي". وقال احد الشهود غرايسون جونز "ان عقوبة ماكفي كانت لينة، ولكن علينا القبول بذلك". وقال لاري ويكر الذي فقد والدته في الانفجار: "انا مسرور لوجودي هنا من أجل آني. توقعت ان يهّون ذلك عليّ، ولكن لم يحصل كما توقعت، الوقت سيبرهن". اما كاثلين ترينر التي حمل صورة طفلتها التي قتلت في الانفجار فقالت: "انها النقطة في نهاية الجملة، انها اتمام للعدالة وهذا ما ستحمله ذاكرتي اليوم". واحتشد عشرات من مؤيدي الاعدام ومعارضيه قرب مبنى السجن ولكن بأعداد اقل من تلك التي توقعها المسؤولون. أما الرئيس جورج بوش، الذي يؤيد عقوبة الاعدام، فأعلن بعد تنفيذ الحكم ان اعدام ماكفي "ليس انتقاماً انما عدالة" وقد "لاقى حتفه الذي اختاره قبل ستة سنوات". كان ماكفي طلب ان يتم حرق جثته وذرّ رمادها في مكان لم يعلن عنه، وذكرت تقارير انه اقترح ثلاثة اماكن: صحراء اريزونا، غابات وبحيرة ميشيغان، او اهرامات مصر التي كان يرغب في زيارتها. واصر ماكفي، الذي خدم في الجيش الاميركي اثناء حرب الخليج، على انه نفذ عملية التفجير للتعبير عن غضبه على الحكومة بسبب حربها على الذين يريدون الاحتفاظ بحقهم الدستوري في اقتناء الاسلحة تحديداً بعد الغارات التي نفذتها الشرطة الفيديرالية في رودي ريدج ايداهو وعملية واكو في ولاية تكساس.