كثّف الاميركيون لقاءاتهم الديبلوماسية، امس، وانصبّ اهتمامهم على ايجاد آلية لتنفيذ "توصيات لجنة ميتشل" بعدما تبنتها الاطراف المعنية بأزمة الشرق الاوسط، وتحولت الى مبادرة دولية ينتظر ان يطلقها الامين العام للامم المتحدة خلال جولته في المنطقة الاسبوع المقبل. راجع ص 3 و4 وحذّر ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من احتمال نشوب حرب شاملة، لن تقتصر أضرارها على الشرق الاوسط وحده، بل "ستطاول أجزاء اخرى من العالم". واصيب امس 16 فلسطينياً بجروح في مواجهات بين طلاب جامعة بيرزيت وقوات الاحتلال الاسرائيلي. وفيما كان رئيس الاستخبارات الاميركية "سي آي اي" يعقد اجتماعاً مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة لاطلاعه على نتائج لقاءاته مع الفلسطينيين والاسرائيليين، كان الموفد الخاص وليام بيرنز مجتمعاً مع المفاوضين الفلسطينيين في رام الله، ولم يتسرّب من الاجتماعين سوى معلومات قليلة أفادت بأن لقاءات اخرى ستعقد اليوم، وان المبعوثين الاميركيين ينتظران من الاسرائيليين والفلسطينيين رداً على اقتراحات لايجاد آلية لتطبيق "توصيات ميتشل". وعلمت "الحياة" من مصدر فلسطيني ان هذه الالية تتضمن اقتراحاً بتشكيل لجنة دولية تشترك فيها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا وتركيا مهمتها الاشراف على تنفيذ "التوصيات"، كما تضمنت اقتراحاً آخر بتحديد جدول زمني لا يتجاوز الستة اسابيع للانتهاء من تنفيذها. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى رافضاً الكشف عن اسمه لوكالة الانباء الفرنسية ان "اسرائيل موافقة في العمق على الخطة الاميركية وتطالب بأن يكون وقف النار الذي اعلنه الفلسطينيون فعالاً". واضاف ان الاميركيين يقترحون وقفاً "غير مشروط" لاطلاق النار تتبعه "فترة هدوء من ستة اسابيع قبل البدء بتطبيق "توصيات لجنة ميتشل حول تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية". وقالت مصادر فلسطينية مطلعة على سير المفاوضات ل"الحياة" ان لقاء فريقي العمل الفلسطيني والاميركي برئاسة احمد قريع وبيرنز اليوم سيتمخض عن "ورقة سياسية" تلخص الموقف الاميركي من الوضع القائم". ووصف رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب الذي شارك في اللقاء الامني الذي حضره تينيت مساء الجمعة السبت بأنه "كان متوتراً جداً". ورفض الرجوب مطالب اسرائيل بوقف النار في المناطق التي لا تخضع لسيطرة السلطة. الأمير عبدالله وحذر الأمير عبدالله من احتمال نشوب حرب شرق أوسطية جديدة، إذا استمرت إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني. وقال في حديث إلى مجلة "دير شبيغل" الألمانية، نشرته في عددها الصادر اليوم: "كلنا نجلس فوق برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي وقت". وأضاف ان "مثل هذه الحرب لن تطاول الإسرائيليين والعرب وحدهم، بل أجزاء أخرى كثيرة في العالم". وزاد ان "عدد الخسائر في الأرواح الفلسطينية وصلت إلى حدود لم نعد نستطيع تحملها .... إن الآلة الحربية الإسرائيلية موجهة يومياً ضد شعب أعزل، بالكاد يستخدم الحجارة" للدفاع عن نفسه. وشدد على أن "سياسات شارون تهدم مستقبل إسرائيل"، ودعا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهد لاحلال السلام في المنطقة، كما دعا المانيا إلى المشاركة في هذا الجهد "على رغم علاقاتها التاريخية المتينة مع إسرائيل". وأوضح ان "جرائم النازيين ضد اليهود يجب أن لا تكون ذريعة لارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين".